- مدير أمن عدن يعيد حقوق ضباط الشرطة بعد 30 عامًا من الحرمان
- العميد الجمالي يزور شرطة محافظة لحج
- الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 200 شخص في اليمن خلال أسبوع واحد
- وزير الخارجية اليمني يدعو إلى تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
- الكثيري يشهد احتفال سفارة الهند بالذكرى الـ76 لاستقلال بلادها
- وزير الصحة يؤكد اهمية الاعتماد على الجوانب البحثية والتقييم العلمي المنهجي
- حلف قبائل حضرموت يوجه باستمرار تزويد كهرباء عدن بالنفط الخام خلال شهر رمضان
- مختصون في النقل الجوي يشاركون في ورشة عمل حول "إدارة الأزمات" بالقاهرة
- وفد من اليونيسيف يطلع على احتياجات حقل بئر أحمد للمياه بعدن
- برئاسة الكثيري .. الأمانة العامة تعقد اجتماعها الدوري وتناقش تقرير المشهد السياسي على الساحة الوطنية الجنوبية
الاثنين 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00
لم يعد هناك سبتمبر حقيقي على أرضه، ولم يعد لسبتمبر "عكاظية صنعاء" للخطابة والشعر، فهو بالنسبة لها تاريخ تسلسلتمنه جمهوريات استكملت دورتها وأعادة انتاج الماضي بنسخته المعاصرة القوية. تلكالحقيقة التي لم تستوعبها حكومة الشرعية وهي تحتفي بصورة بائسة بسبتمبر في عدن وفيظروف لا يجد فيها المواطن ضوء أو كسرة خبز نظيفة.
ومع أن الجنوبيين يدركون بأن الشرعية كيان وظيفي إنتقالي،يعترف بها العالم ويدعمها التحالف، فأنه يتعين عليهم أن يضعوا تعريفات واقعية لخطوطالتماس ومساحات التداخل معها، تماماً مثلما يتعين على "الشرعية" أن تفهمبأنها سلطة انتقالية نحو وضع غير محدد، وعليها احترام الشارع الجنوبي الجريح الذيلم تجف دماؤه بعد، فلديها واجبات مهولة تغنيها عن الخطابات الفاضية.
لقد أصبحت "السبتمبرية" مزاريب لتصريف الحالاتالنفسية المأزومة، لإعادة تدوير الخطاب بنفس الرتم والمعنى المخرب، وأصبح الاحتفالبها مأتم راقص تهتز عليه الأجساد بانفعالات الذبيح الذي ترقّصه الدماء النافرة منعنقة. فأي سبتمبر هذا الذي تُسخن له الطبول المشروخة والنفوس المكلومة.. إنهسبتمبر الفرقاء الذين يحتفون بدم التاريخ المسفوك على كل شبر من الجغرافياالمنحوسة التي يقفون عليها.
الجنوب أيضاً ربما يصبح "البطل المغيّب" الذييحمل مشاقر الفرح بانتصاراته على أعدائه لكنه منهزم شر هزيمة أمام الذات، فلا رؤيةولا سياسة ولا كيان واحد، عدا كلمات تُرمى هنا وهناك. بمعنى أن الجنوب لن ينتصرعلى أعدائه في نهاية المطاف، إلا إذا انتصر على ذاته، وانتصر على وهم الوطنالمطبوخ في أفران المكونات المتعددة، وعلى لحظات الشتات التي يُقسَّم الجنوب فيهامجلساً مجلساً، وعلى الهدم بمعاول الصحافة وشبكات التواصل، وعلى أشياء كثيرة. إذاانتصر الجنوب على ذاته فلن يقف أمامه أحد مهما كان جبروته وسيرجِّح أي ميول خارجيلنصرته. والعكس صحيح، إن ظل الجنوب غير جاهز، لن يبقى أمامهم سوى أن ينتظرواانعكاسات السياسة الأقليمية والدولية، وهي مقامرة غير محسوبة.
سبتمبر بلا جمهورية وأكتوبر بلا كيان.. لا يحق لأحد أنيسخر من الآخر.. وغداً سيحتفل الجميع بثورة اكتوبر كرمزية قادت إلى هنا، إلى أرضتنتظر الخرائط القادمة. والجديد في اكتوبر القادم أن الجميع يحتفون به بحرية كاملةمن صنعاء إلى عدن الى مناطق "الدياسبورا" وسيخرج كل بطريقته ووفقاًلهواه معاني الاحتفال، لكن أحداً لا يفهم ماذا بعد؟؟؟
بملء الفم يمكن أن يقال بأن الاحتفاء بأيلول سبتمبر هونوع من التلاوة الرخوة على ضريح خاو لا شيء فيه سوى وهم صنعته مجد الكلمة عندالساسة والأحزاب، فاليمن سار على سجيته ودحرجته تقلبات كبرى لأكثر من نصف قرن منالزمان، بينما أنجزت شعوب، لا إرث ثوري لها، ما تعتبره اليمن حلماً رومانسياًبعيداً عن العين والخيال، وهي التي هوت بعد كل "السبتمبرات" الراحلة إلىقعر الكوكب وإلى أسفل مرتبة بين الأمم.
وبالفم المليان لأهل الجنوب، إذا لم تستطيعوا أن تجمعواالشمل بعقلية سياسية واقعية وناضجة، فإن الأصوات والهمم ستنطفئ يوماً ما، ويتحولالشارع الجنوبي إلى معدمين وفقراء وهوامش اجتماعية، يلاحقون نخب العهد الجديدورؤوس الأموال والطبقة السياسية التي تتشكل وكل رموز الزمن الآتي، يلاحقونهم لأجلالعيش ويشحتون بعض الكرامات والمكرمات بيد سفلى، وتصبح الدماء ذكريات والشهداءمساكين والأبطال مكتئبين إلا من انفلت منهم نحو صفقة مع الضمير.
لقد أذّن الناس من كل صوامعهم ونادوا بأعلى أصواتهم بأنهناك شلل سياسي خطير في الجنوب ولن يتم علاجه إلا بالوخز العميق، فابتعدوا قليلاعن الفخر والمدائح، وابتكروا مقاربات صادمة لتقويم الذات قبل أن تتمسك غرائزكمبحالة دوران الضرير حول نفسه وتفقدوا الإحساس بالواقع، ويأخذ غيركم المبادرة،فتصبحون فيما تأمّلتم واهمين.
![](images/whatsapp-news.jpg)