آخر تحديث :الاربعاء 12 فبراير 2025 - الساعة:01:17:01
اتقوا الله ...وافرجوا عن رواتب العباد
عفاف سالم

الاربعاء 00 فبراير 0000 - الساعة:00:00:00

ها قد مضى عيد الفطر المبارك ورحل ، وكانت قد ارتفعت اصوات  المآذن بالتكبير والتهليل هذه المرة  والحالة طفر وجفاف لأسر كثيرة تكاد تعيش بالعفة والكفاف , وها قد  مر اسبوع  بل ويزيد على رحيل العيد والمعاش مازال قيد الاقامة الجبرية ولم تفلح كل الوساطات الحكومية والقبلية في الافراج عنه واطلاق سراحه ، ليجد المواطن البسيط نفسه وتحديداً من ذوي الدخل المحدود بين فكي كماشة المديونية الرمضانية من جهة ومديونية المتطلبات العيدية من جهة اخرى وصار الموظف البسيط في حال لايحسد عليه ، فقد عجز عن توفير اللبس الجديد لاطفاله الذين لم يكونوا يفهمون من العيد الا اللبس الجديد واللحمة   والثريد او دجاجة ولا يهم ان كانت بمرق اوحنيذ والحلوى اللذيذ والمرجيحة والطماشه، وهو اي العيد مناسبة لاتتكرر ولا تتاح لهم امتيازاتها الا مرتين في العام هذا ما اعتادوه منذ سالف الاعوام ويحكونه لاخوتهم الصغار الذين ينتظرونه بلهفة المشتاق ، الا ان ايام رمضان ولياليه تتابعت وتناقصت والعيد اقترب والراتب بح وظل رب الاسرة يسأل هذا ويستفسر ذاك عن الراتب عله يجد بصيص امل ليرسم ابتسامه على وجوه صغاره ، وليتخلص من ديون اثقلت كاهله وارقت عينه وقضت مضجعه لكن من دون جدوى ووعوده للتاجر ولصغاره ذهبت ادراج الرياح، بل وقد زاد الطين بلة مديونية العيدية التي تراكمت مع سابقتها .

وها قد مضى من شوال الثلث ولا جديد في الافق يلوح وهاهو مستودعه قد غدا فارغاً ولا جديد في الافق يلوح أحد الزملاء بدوره سألني ما رأيك في عيد هذا العام ونحن نحتفي به بلا راتب ونفس السؤال تقرأه على وجوه مهمومه ونفسيات مغمومة بجرعات تلو جرعات لتجتاح المعاش وتنتهك حرمته وهو الامر الذي ما سبق ان حدث حتى ابان الحرب وهكذا يأتي العيد ويمضي لحال سبيلة وما باليد حيلة بعض الاباء اجتهد وعمل بعض الحلول الترقيعية ومنها كي ملابس العيد للعام الماضي لتبدو جديدة وحتى لا يشعرون بالحرج وهم ينظرون إلى أبناء الجيران والحافة ممن تهيأت لهم الاسباب فيما التزم بعض الاطفال بالمكوث بالمنزل وعدم الخروج إذ ان صلاحية ملابسهم انتهت وتمزقت ووضعوا كل املهم في جديد ملابس العيد لكن شيئاً من هذا لم يحدث فلا ملابس ولا لحمة ولا مصروف عيدي والادهى والأمر ديون تكبل والدهم وتنتزع البسمة من محياه انتزاعاً ومع ذلك يسمعونه يردد عبارة حفظوها تماماً  العيد عيد العافية وان لم يكونوا قد ادركوا بعد معناها وقيمتها بل وجدواها   والعيد بدوره اقبل ومضى وقد أبى ان ينتظر اطلاق سراح الراتب كما ابت الجهات المعنية من حل ولو  بنصف راتب ولم تول الامر اهمية وهكذا العيد جاء على عجل ومضى على عجل اذ لم يجد ما يسره ويجبر خاطره وضاق ذرعاً لما رأى من ارواح في صبيحته تصعد للسماء وأخرى تغرق بالدماء ونساء ترمل وأخرى تثكل واطفال تيتم وتهب اسر منكوبة لاستقبال العزاء بينما اخرى تفتش مذعورة  عن زوج او فلذة كبد وتسأل الله ان يكتب لهم الشفاء ويأملون لهم الحياة ويدعون بالنجاة لأحبتهم الذين ظلوا في الدوام رغم انقطاع الراتب كونه مصدر عيش اسرهم الوحيد وكانت النتيجة دامية و مأساوية حلت بديلاً عن التسامح والمحبة والوفاء وهكذ مضى العيد وغدا ذكرى فريدة في نفوس الكبار وأولئك الصغار الذين مازالوا ينتظرون الراتب بفارغ الصبر وتقفز قلوبهم كلما عاد والدهم ويظنون ان الراتب الذي تأخر لن يأتي بمفرده بل سيجلب معه العيد مجدداً واللبس الجديد وكم نخشى ان يطول الانتظار ويطول ويتبع هذا الشهر سابقه ولا نستبعد ذلك بل وقد يأتي العيد الجديد (الاضحى) والراتب مازال عمى والناس تنتظر الفرج من رب السما وتستعيذ من شدة البلا وخيبة الرجاء .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل