- جماعة الحوثي تعلن مقتل 6 من ضباطها
- قصف حوثي يستهدف سوق شعبي بتعز
- أسعار العملات الأجنبية والعربية مقابل الريال اليمني
- فيضانات غير مسبوقة تضرب الحديدة وتخلف ضحايا وخسائر مادية كبيرة
- تنفيذ حكم قصاص الشرعي بحق متهم بشبوة
- بلينكن: أبلغنا إيران وإسرائيل بضرورة عدم التصعيد
- أسعار الذهب اليوم الأربعاء 7-8-2024 في اليمن
- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء في الجنوب واليمن
- مصدر أمني بوزارة الداخلية : الوزارة لم تحصل حتى اللحظة على أوامر ضبط قهرية خارجية بحق المتهمين بإختطاف عشال
- مصادر : وزير الداخلية لم يقوم بمخاطبة الإنتربول الدولي للقبض على المطلوبين أمنياً بقضية عشال حتى اللحظة
الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00
لكتابة الخبر أو التقرير أو المقالة أو ايٍ من الأعمال الصحفية ضوابط ومهارات وفنون إن أحسن استخدامها الصحفي تألق في عمله وبرع في مهنته .. من هذه المهارات قدرة الصحفي على استخدام اقل الكلمات لتوصيل المعنى المراد إلى الجمهور المتلقي .. لعل هذه القصة التي قرأتها زمان وسأوردها لكم الآن كفيلة بإقناعكم بأهمية هذه المهارة في توصيل المعلومة أو الرأي بأقل قدر من الكلمات :
يُحكي أن احد العرب أرسلَ ابنهُ للدراسة الجامعية في أوروبا في منتصف القرن الماضي .. وكان الأب يرسل لابنه ما يكفيه من الدراهم كل ثلاثة أشهر ، ولكن الابن كان يصرف المبلغ خلال شهر واحد فقط ، ويرسل لوالديه رسالة طويلة بالتلغراف (برقية) يطلب مزيد من الدراهم ويشرح فيها أهمية احتياجه لشراء المراجع والكتب والوسائل التعليمية الأخرى . أول مرة صدق الأب الرسالة وأرسل المال لابنه ولكن عندما تكررت العملية ، امتنع الأب والتزم الصمت .. وبعد فترة استلم الأب من ابنه برقية تحتوي على كلمة واحدة فقط : " درهمونا " اقتنع الأب بان ابنه فعلاً ليس لديه دراهم لا يملك إلا قيمة إرسال هذه الكلمة ، فأرسل لابنه المال فوراً وبدون أي تردد .. العبرة هنا كيف أبدع الابن في اختيار كلمة رجاء واحدة تعني "أرسلوا لنا الدراهم" بدلاً العبارات التي كان الأب لا يصدقها نظراً لتكاليف إرسالها الكبيرة وأسلوبها الغير مقنع .
للأسف عندما نحاول نقرأ ما يكتبه البعض لا نفهم عن ماذا يتحدثون ولا تصل فكرتهم إلينا واضحة نقية بسبب انعدام الأسلوب والاستعراض الطاغي للأنا .. فيهرب القارئ قبل أن يكمل القراءة .. وآخر يحاول الابتعاد عن الأمية الصحفية ويستخدم اللغة الفصحى الثقيلة المشبعة بالأقوال في غير محلها وكأنه يكتب في جريدة المقطم المصرية التي كانت تصدر قبل أكثر من مئة عام ويقع في الفخ الذي نصبه لنفسه بإصرار !
لابد من توفر الانسجام اللازم بين اللغة والأسلوب لتوصيل الفكرة ، فاللغة هي ثوب الفكرة والأسلوب هو تطريز ذلك الثوب بالحلي والخرز والخيوط اللامعة ، علينا أن نمعن النظر في هذه المعادلة الجميلة قبل الشروع في الكتابة .. وإلى أن يتم ذلك نقول لكم كقراء : درهمونا وإلا فقدتمونا .