الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هُنا ردفان في فمي كل ثائر

ومن روح القبائل والعشائر

هُنا ردفان من روحي وقلبي

هُنا ردفان في أعماق لبّي

هُنا ردفان هُنا بدَت الطلائع  

تصد الظلم عن أرضي تدافع

هنا ذهبت جدودي لتصنع لي وجودي

وتعلن لي خلودي وترسم بالدماءِ خير المصاير

تلكم هي أبيات من قصيدةٍ للشاعر الكبير/ عبدالله هادي سبيت -رحمة الله عليه - كان قد قالها في فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني .وصدح بها لحناً وغناءً الفنان الكبير المرموق / محمد مرشد ناجي .

وقد ظلَّت ردفان على مرِّ العصور في خط المواجهة ضد الظلم والتعسف والاضطهاد  والطغيان يقول الشاعر أحمد ناصر أحمد :

"عادة جبل ردفان يفعل تذكرة.... قد حارب التركي وصد جيش الإمام" .

وهذا البيت من قصيدةٍ قالها الشاعر قبل الثورة الأكتوبرية .. ردفان هي ذاتها لم يتغير سلوك أبنائها المخلصين .. فكانوا من الأفواج الأُولى التي خرجت بالصدور العارية لمواجهة قوى الشّر والطغيان من عصابات الجمهورية العربية اليمنية التي احتلت الجنوب في 1994 م  ..

ردفان تنتفض من جديد

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ

وتأتي على قَدرِ الكرامِ المكارمُ

وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها

وتصغرُ في عين العظيمِ العظائمُ

 اليوم خرجت طلائع المقاومة الجنوبية في ردفان من الشباب المخلصين والمؤمنين بالأهداف السامية التي يسيرون بخطى وثقى للوصول إلى تحقيقها ، خرج شباب المقاومة قيادةً وقواعد على حدّ سواء ليضعوا حدَّاً فاصلاً بين ماضٍ ذهبَ إلى غير رجعة ، وأملاً بدأت ملامحه تتشكل ، فألبسوا مدينة الحبيلين الوديعة حلَّةً جميلة ( في ليلةٍ رقصت من الأضواء في ثوبٍ قشيب )  المبادرة هي الأولى من نوعها كانت المقاومة بقادتها وقواعدها وكوادرها قد تصدّرت مشهد هذا الحدث اللافت ، بالقيام بمهمّة إزالة المخالفات الناتجة عن وجود صنوف الباعة في أماكن تعيق حركة سير الآليات وكذا حركة سير المارة ، والتي تتعارض مع الخطة الأمنية لضمان السلامة للجميع . كما أن تلك المخالفات كانت تصيب المدينة بالاختناق لما تسببه من إعاقة مميتة لحركة السير وزيادة الحوادث المرورية وإرباك عمال النظافة وتأخير إسعاف المرضى وتأخير المسافرين و إعطاء نظرة سلبية عن ثقافة ومستوى تحضّر أبناء المديرية واحترامهم للنظام وجعله سلوكاً حضارياً .

وكان لهذه المبادرة الأثر الجيد في اطلاق يد القانون والنظام على الجميع ومن أجل الجميع ، والذي قوبل بالارتياح والترحيب لهذه الاجراءات الملبية لاحتياج ومتطلبات التنظيم لجوانب الحياة اليومية في مدينة الحبيلين .. قال لي أحد قادة المقاومة : "إن هذه الاجراءات لن تتوقف و لن تكون موسمية  إلى أن يصير النظام سلوكاً يتحلى به الجميع" .

تبقى الإشارة إلى أن هناك أموراً أخرى تحتاج من قادة المقاومة التركيز عليها تعزيزاً لما تم تحقيقه من نتائج ، منها :

- المتابعة لاستكمال طريق الخط الدائري .

- عمل إشارات المرور المنظمة لحركة سير الآليات .

- المتابعة للحصول على حاويات قمامة لتوزيعها على حارات المدينة وأحيائها .

- تحديد مكان آخر لسوق القات الأسفل.

- التواصل الدائم مع الجهات المعنية لتوفير المتطلبات الأساسية للمجتمع من كهرباء ومياه وغيرها . .

 يقول عزَّ من قائل "إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم " ..

أخيراً نقدم كلمة شكر وعرفان للأخ المناضل / مختار النوبي ، قائد المقاومة الجنوبية لمديريات ردفان الأربع وجميع الأخوة في المقاومة وفي السلطة المحلية على قيامهم بمثل هذه الأعمال التي تلامس هموم ومعاناة الناس ..