- الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- الأرصاد تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- بين العجز والارتفاع.. رحلة مؤلمة لأسعار العملات في الأسواق اليمنية!
- سفن أمريكية بمرمى نيران الحوثيين.. رسالة إيرانية لـ"صانع القرار" في واشنطن
- نقيب الصحفيين الجنوبيين: نمد أيدينا لكل من يشاركنا ويساعدنا على تحقيق هدفنا
- الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات
- مطالبات للحوثيين بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة جالاكسي
- إعلان تشكيل قيادة "مؤتمر مأرب الجامع" والأخير يحدد هويته واهدافه
- محافظ لحج يشدد على متابعة وإزالة التعديات على أراضي الدولة
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
كم هي الذكريات مؤلمة عندما أتذكر حرب 94م الظالمة ونحن حينذاك في الصف الثاني ثانوي وكيف كانت المدافع وأصوات أزيز الطائرات تقض مضاجعنا آنى الليل وأطراف النهار في ظل ضجيج ماكينة إعلامية ضخمة تصور لنا فيها طرفي النزاع يوميات الحرب بكل تفاصيلها التي نراها مشهدا متحركا على الواقع مختلطة مشاهدها بأصوات الثكالى وأنات اليتامى , فكانت أيام عصيبة ونحن نستلهم ماكان مرسوما في مخيلاتنا من أحلام رسمها قطبا الوحدة قبل الحرب المشئومة , من الرفاهية والمستقبل المشرق في ظل نعيم الوحدة اليمنية التي مازالت ألسنتا تلهج وتهتف بمجدها في كل طابور صباحي يومي, لتأتي الحرب ناسفة لكل جميل وصادمة لكل هذه الأحلام التي رسمناها منذ أمد ليس بالقريب , لتكون أول ثمار النصر العظيم المتمثل في (الاجتياح) حينها توقيف تغذية الطلاب وتجميد ميزانية القسم الداخلي بثانوية (ابوبكر الصديق ) بمديرية الازارق التي كنا طلابا فيها, لينقسم الطلاب إلى مجموعات قبلية عشائرية وتشكيل "عزب" صغيرة ينتخب لها مسئولا ماليا يتم فيها جمع مبالغ مالية لشراء أرز وسكر و(شولة) تعمل بالجاز كي تستمر دراستنا كوننا من مناطق بعيدة ولانستطيع التوفيق بين السفر وطلب العلم ليستمر هذا الوضع عاما كاملا انصرف فيه الطالب عن العلم والتعلم بحثا عن لقمة العيش والبحث عن مبلغ مالي يسدده حين ينفذ الغذاء ,,ومعه ارتسم هذا المشهد كمنجز وذكرى أليمة من ذكريات الحرب وإنتصار شرعية الزيف المنتصر حينها على قيم التصالح والسلم والدولة المدنية.
لم يقتصر الأمر على التغذية فلقد بلغت الخلافات أشدها في المديرية ومكتب التربية وإدارة الثانوية التي نحن طلابها بين معينين جدد هم عبارة عن (فاتحين) وبين مخلفات الماضي (الشيوعيين) كما كان يحلو للفاتحين تسميتهم آنذاك.
بدت الثانوية بعد النصر العظيم كجامع يأتيها الوعاظ والمحاضرين في كل ليلة لتعليمنا الوضوء وأركان الإسلام والإيمان فضلا عن مقدمة التحفة السنية التي كان يلقيها المجاهد الأستاذ محمد حسن خالد , حيث يلقننا إياها بعد صلاة كل فجر كدرس إجباري غير مرغوب فيه منا نحن الطلاب بسبب النوم الذي يغشانا في تلك الساعة ومن رفض الحضور يكون سيف تهمة الشيوعية جاهزة في وجهه لخروجه عن الملة والدين بحسب ادارة التعليم حينها ..
كان تمثيل هؤلاء تمثيلا هجائيا مقززا لكل سلوك قاموا به رغم أنهم جنوبيين ومن أبناء جلدتنا لكنهم بتصرفاتهم تلك وضعوا بين الطالب والدين والمواطن والخدمات ألف حجاب وحاجز.
بعد الحرب كان آبائنا وإخواننا الذين كانوا جنودا في جيش جمهورية اليمن الديمقراطية بلامرتبات لأشهر وذلك بعد تسريحهم من وظائفهم ومناصبهم وخوف هؤلاء الجنود من العودة إلى وحداتهم التي لايعلمون أين هي بالضبط ناهيك عن الغلاء الفاحش التي طرأ على كل مستلزمات الحياة ..
ولم يتوقف الأمر عند هذا بل كان مسئولين كبار في حزب صالح يجعلون من قيادات الإصلاح المحلية وبعض أنصار الإصلاح في مواجهة مباشرة مع المواطنيين في أمور ليست من اختصاصاتهم كمتابعة مواطنيين وضباط كانوا يقاتلون في صفوف الجيش الجنوبي لسحب أسلحة كانوا يمتلكونها وبالتالي الظهور بالمظهر السيئ عند كافة شرائح المجتمع في ظل التعبئة الإعلامية ضد الإصلاح وأنصاره لتكون الحصيلة كراهية لكل من ينتمي للإصلاح مازال يتجرع غصصها الأعضاء الجدد ولو كان انتماءه جاء في نهاية الألفية ولم تشفع لهم مواقفهم مع الجنوب وجيشه في حرب الوحدة الإجبارية التي تلاحقه مآسيها الى اليوم .
وبالرغم من انخراط أغلبهم في صفوف الحراك السلمي في 2007 ظلت أعين بعض القادة تلاحقهم وكان نجواهم يؤرق كل من إنتمى لحزب الاصلاح ليختلط الحابل بالنابل ويتسيد الشعار والفوضى ويبرز من يحقد على الأشخاص لتدينهم وينبري من ينظر للإسلام كعدو ليتقدم حينها الاقصاء وبرزت المناطقية وتربع مناضلي الوراثة على عرش الكلمة والمسيرة والخطاب في مؤشر قاد لإنحراف البوصلة إلى حب الذات والشخصنة الفردية على حساب العمل الجماعي السلمي فيعلو شعار لاصوت يعلو على صوت القائد الملهم والسيد المفدى فكان لزاما عندها الصمت والصمت لاغير أمام دوران رحى الفوضى حول نفسها ألاف المرات دون تحقيق أي تقدم يذكر.