آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:10:51:00
ورقة الارهاب والتحالف وامريكا !!
محمد علي محسن

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00


ما حدث خلال الايام الفائتة بلا شك كان تحولا كبيرا ،فلأول مرة تنتزع ورقة محاربة ارهاب الجماعات الدينية المتطرفة من يد المليشيات الحوثية واتباع الرئيس المخلوع ، بعبارة ادق واوضح الولايات المتحدة ودول اوربية كانت داعمة بقوة دبلوماسيا واعلاميا على الاقل لجماعة الحوثي الوريث المنتظر لنظام المخلوع الذي كشفت الاحداث ارتباط اجهزته الامنية والاستخباراتية والعسكرية بقادة التنظيمات الارهابية مثل القاعدة وداعش وانصار الشريعة وجيش عدن ابين ومن على شاكلتهم .
محادثات الكويت كشفت عن ضغط امريكي واوربي على موفد المليشيات والمخلوع صالح ، هذا الضغط السياسي والدبلوماسي لم نره في السنوات الماضية مطلقا . فكيف تبدل الحال ؟ وما سبب هذا التحول في الموقف الامريكي ؟ بكل تأكيد هذا التحول الامريكي على وجه التحديد ما كان سيحدث لولا التبدل الحاصل في مسرح العمليات العسكرية في اليمن .
نعم قصة التحول بدأت بتقارب اماراتي امريكي في محاربة عناصر القاعدة وداعش في محافظات الجنوب ، وذلك قبل ان تدخل السعودية في المحور الثلاثي العسكري بقوة وفاعلية ، خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما للسعودية الاسبوع الماضي وما تمخض عن لقاء القمة بين البلدين من نتائج مثمرة ازالت فتور العلاقة واعادة الدولتين الى سابق تعاونهما في نواحي كاثرة منها بالطبع الحرب على تنظيم القاعدة  .
وتحديدا الى ما قبل قانون الكونغرس الامريكي الذي صدر بتوافق جمهوري ديمقراطي وحمل السعودية مسؤولية احداث 11 سبتمبر 2001م بمبرر ان غالبية الشباب الانتحاري يحملون الجنسية السعودية ،مانحا عائلات الضحايا حق مقاضاة المملكة ومطالبتها بتعويض نظير قتلاها في تلك العمليات الارهابية  التي اودت بحياة اكثر من ثلاثة ضحية .
وعلى الرغم من معارضة الرئيس اوباما وتهديده باستخدام الفيتو في حال احالة القانون الى مجلس الشيوخ للتصويت عليه ، إلا ان ذلك لم يكن كافيا ، الأمر الذي استدعى بتهديد سعودي يقضي بسحب نحو 200 مليار دولار امريكي عبارة عن سندات لأصول مالية سعودية مستثمرة في الولايات المتحدة .
وعودة لموضوع القاعدة ، فان زيارة اوباما بقدر ما اعادت المياه الى مجراها ، بذات القدر مثلت فاتحة لتعاون عسكري وامني واستخباراتي هدفه القضاء على تنظيم القاعدة في اليمن وعلى وجه الدقة في محافظات الجنوب المحررة من قوات الرئيس المخلوع والمليشيات ، فضلا عن تعاون امني عسكري في عرض البحر لمراقبة ومصادرة أي سلاح متدفق الى الحوثيين وصالح .
صحيح ان هناك تعاونا مشتركا بين السعودية وامريكا ، لكنه تعاونا محدودا وهامشيا ، بالنظر الى حجم ما تحقق مؤخرا في مضمار استئصال شأفة ما تعتقد الولايات المتحدة انه اخطر اذرع تنظيم القاعدة في العالم .
فبعيد سنة وشهر من سريان عاصفة الحزم حدث هذا التحول الذي لم يكن بحسبان احد بما فيهم الامريكان انفسهم الذين انطلت عليهم حكاية ان المليشيات الحوثية هي الفئة الوحيدة التي يمكن الوثوق بها في محاربة تنظيم القاعدة الارهابي ، مستدلة بالمحافظات المحررة الاخذ التنظيم بالسيطرة عليها رويدا رويدا ومع كل عملية تحرير للمقاومة والجيش وقوات التحالف .
فمن المآخذ على دول التحالف ، خاصة السعودية ، أنها تحارب حلفاء امريكا في معركة الارهاب ، ولمصلحة الجماعات المتطرفة الاخذة بالتزايد والانتشار في المحافظات الجنوبية . وعندما نقول حلفاء امريكا فنقصد جماعة الحوثي ونظام صالح الذي وبرغم معرفة الأمريكيين لحقيقة خداعهم وتضليلهم إلا أنه ظل حليفا لهم في نواحي عدة ، اقلها انه منحهم ما لم يمنحهم نظام اخر على وجه البسيطة .
استعادة المكلا وقبلها عدن ولحج ، علاوة للضربات المؤثرة في ابين وشبوة ، فهذه جميعها كشفت المستور عن زيف الحلفاء والخصوم ، كما ورفعت لغة الحرج عن الساسة الامريكيين ،فلأول مرة نرى فيها الموقف الامريكي يسارع ودون تحفظ او مماطلة لدعم السلطة الشرعية والى ضرورة تسليم السلاح للدولة والانسحاب من المدن وعودة السلطة الشرعية واستئناف العملية السياسية .
هذا الدعم تجلى ببيان مجلس الامن ومسارعة دوله الخمس لحث الحوثيين واتباع صالح للتوقيع على جدول اعمال الجلسات ، وهو ما تم بالفعل . صحيح انه مجرد توقيع على جدول مفاوضات ، لكنه ، من وجهة نظري مؤشر ايجابي لمسار سياسي ودبلوماسي وعسكري بلا شك ليس بمصلحة المليشيات الحوثية او اتباع الرئيس المخلوع .
اعتقد أن ورقة محاربة الارهاب اليوم انتزعت من حليف الامس " الحوثي وصالح " الى حليف قديم جديد تمثل بالإمارات  والسعودية والسلطة الشرعية ، وحتما الايام القادمة ستحمل كثير من التحولات في الواقع اليمني الشائك والمعقد والملتبس ايضا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص