آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:21:50:26
الزغاريد اللحجية تتقدم المعركة في الحوطة
عياش علي محمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لم أسمع في حياتي زغاريد ( محجرة ) كالتي سمعتها حين دخلت قوات القائد شلال والقائد عادل الحالمي مدير أمن لحج وقائد الحملة في الحوطة منير اليافعي, فقد كانت أجمل ما سمعتها في حياتي وتناقلتها البيوت من حارة إلى أخرى وأخذها الأثير إلى ضواحي الحوطة معلنة أن لحج خط أحمر وأن عودتها إلى ميدان الأدب والفن قد حان وقته وأن الكوابيس السوداء قد ولى زمنها وصفحات جديدة لنهضة لحجية جديدة قد بزغت أوراقها وأن أرضيتها الزراعية قد طهرت نفسها من الزبد الذي عرقل نمو ما ينفع الناس في أرضها.

قلت ذات مرة للأمير عبده عبدالكريم رحمه الله ماذا تعني لك المحجرة اللحجية؟ رد قائلاً كانت في البدء لا تعني لي شيء ولكن عندما نظم سباق للخيول في لحج عرفت معنى المحجرة فقد أعطتني قوة ودافع معنوي استطعت أن أجاري بها أبطال الفروسية في لحج.

لقد عادت المحجرة إلى مجراها الأصلي ولكن هذه المرة حين تقدمت المحجرة اللحجية قوات الجيش الجنوبي التي شرعت منذ يوم أمس الأول من تطهير لحج من المرتزقة الذين حاولوا تحطيم الازدهار الأدبي والفني في لحج.

والمحجرة هي أول علامات النصر أعطت الجنود والمقاومة زخم صوتياً أثارت فيهم حب الوطن والفداء والتضحية في سبيل البناء والتحرر والتقدم وهي عنوان الفخر والكبرياء والهوية.

محجرات النسوة هزت كيان القوى التي أرادت أن ترجع لحج إلى عصور ما قبل التاريخ فقد حدث يوماً بعد الحرب الظالمة التي شنت على الجنوب, وسيطرة القوى الظالمة على لحج, ومنعت التنفس الطبيعي للأدب والفن اللحجي, ففي ذلك الحدث أقامت النسوة في لحج احتفالاً نسوياً, تخللتها الأغاني والرقصات والزغاريد, وعندما جاءت القوى الظالمة كي تبطل ذلك الاحتفال خرجن النساء وبأيديهم ما التقطوه من الأرض وهبو في مهاجمة تلك القوى الظالمة التي أرادوا هزيمة الأدب والفن اللحجي.

وللأدب والفن في لحج قوتها المادية والمعنوية وأن تلك القوة يتم ترجمتها بخناجر نسوية بأصوات المحجرة التي تأذن للنفس بالمقاومة والحفاظ على الهوية والإرث الفني والأدبي فهنا في حوطة لحج ولدت أول محجرة ترافق تدفق المقاتلين الذين صمموا على هزيمة قوى العدوان والتخلف في حوطة لحج.

وهنا ولد أول نصر تكلل بأكاليل زهرات من أطلقت حناجرهن أصوات الزمن الجديد الذي ستشهده لحج بعد تاريخ طويل من الاقصاء والإرهاب.

فلتدخل المحجرة اللحجية تاريخ النصر المؤزر للشعوب.



 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل