آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:01:16:01
قضايا ساخنة أمام طاولة مفاوضات الكويت
علي عبدالله الدويلة

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

يتركز حديث الشارع هذه الأيام حول موضوعات مطلبية أساسية تمس حياة المواطن والتي أصبحت هما لا يطاق في ظل هذه الظروف الصعبة والتي يعاني منها الكثيرون من المواطنين ومنها الانقطاع المتكرر للكهرباء وغلاء المعيشة وارتفاع اسعار المواد الغذائية وارتفاع اسعار الدولار التي أدت إلى تدني مستوى الدخل وبالتالي المعيشة. كل هذه الظواهر السلبية عكست نفسها سلبا على الواقع وأصبح المواطنين يعانون من الهموم والمشاكل أدى إلى أزمة اقتصادية وعدم الأمن والاستقرار.

وقد مل المواطن من سماع الوعود الوهمية التي أثارت جدلا ونقاشا حادا بين مصدقا ومكذبا ومن هذه الوعود صرف إكرامية راتب التي أنتظرها القطاع الحكومي بفارق الصبر زمنا طويلا علها تسد ولو قليلا من معاناته وزادت ثقته بإمكانية صرفها بعد أن تأكد له أنها صرفت لبعض وحدات الجيش والأمن ، ولكن سرعان ما فقد المواطن الأمل وانغمس في معاناة جديدة لا تنتهي وكأن المقصود إغراقه في هذه المعاناة فلا يلتفت لم يجري ويدور من حوله.

ومن الوعود الوهمية الأخرى الإعلان عن تنفيذ مشاريع بتحسين وتطوير الكفاءة التشغيلية والإنتاجية لمولدات الكهرباء لكن لم ينفذ من ذلك شيء بل زادت الانقطاعات بشكل لا يطاق لدرجة أن هناك من يدق ناقوس الخطر بأن هذا الانقطاع سيتفاقم وسيعاني المواطن من صيف ساخن وظلت هذه الوعود الكاذبة مجرد تخدير للمواطن لتمرير أجندات سياسية. هذا بالإضافة إلى معاناة أخرى مثل انقطاع المياه وطفح المجاري في مناطق عديدة ليس بعيدة من مدن رئيسية في محافظة عدن.

وجاءت الكارثة الكبرى بصدور التعيينات الأخيرة والتي وصفها البعض بإعادة ضبط المصنع فقد مثلت صدمة نفسية للمواطنين والتي عبرت عن استياءها الشديد وفقدت الأمل نهائيا بإحداث أي إصلاح أو تقدم في حل هذه المشكلات المتراكمة من آثار الحرب وتحرير عدن على المدى القريب بسبب عدم الجدية في معالجتها.

لذلك ومما تقدم فإن الأنظار متجهة إلى مفاوضات الكويت التي ستعقد في 18 أبريل 2016 م عسى أن تكون الأمل المتجدد لمعالجة كل المشكلات والمعاناة القائمة وتوفير مساعدات إنسانية إغاثية حقيقية ليست كسابقاتها والتي لم توزع توزيعا عادلا بل للأسف أن بعضها تم رميه في البحر لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي مما يسيء إساءة بالغة لمانحي هذه المعونات. 

وهذا يستدعي أن تخرج مفاوضات الكويت بتشكيل حكومة كفاءات تعطى لها الصلاحيات الكاملة والإمكانيات المادية بدعم غي محدود من دول مجلس التعاون الخليجي وتحديد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حتى تقوم بتقديم العون والمعالجة السريعة لكل هذه المشكلات تخدم السواد الأعظم من الناس وتخفف من معاناتهم اليومية.

كما أن على هذه الحكومة تقع مهمة القيام بترجمة عملية للوعود التي صرحت عدد من قوى التحالف وأهمها صرف إكرامية راتب كتصبيرة وإجراء أولي لتحسين المعيشة وتخفيف آثار الحرب ، كذلك إصلاح وتقوية الكهرباء وهي الأساس في إحداث نقلة نوعية جديدة في حياة المواطن وستكون محل تقدير المواطن ، كما ينبغي أن تخرج المفاوضات بنص واضح يدعو قوى التحالف بالإسراع في إعادة اعمار مدينة عدن التي دمرت بسبب تخريب عصابات المتمردين لمدينة عدن وما لحق بها وبأبناءها من أضرار بالغة.

وأن تخرج المفاوضات أيضا بنص واضح يعطي الأولوية بمعالجة الجرحى دون أي تسييس لعملية معالجة الجرحى لأن جميعهم يستحقون العلاج دون استثناء فالعلاج حق مشروع لا يساوم عليه وكذلك رعاية أسر الشهداء بتخصيص رواتب شهرية تعيل أسرهم كرد الجميل لهما قدموه من تضحيات لتحرير مدينة عدن الباسلة.

ولن تكون هذه المفاوضات ناجحة ما لم تخرج بحل حاسم للقضية الجنوبية لأنها القضية المركزية والأساس لحل كل القضايا والمعضلات الت يعاني منها الشعب اليمني بشطريه وهي المخرج الوحيد لاستقرار اليمن ولن يرضى الجنوبيين حلولا غير حاسمة وغير عادلة والتي تتمثل بفك الارتباط أو خطة مزمنة تؤدي إلى حق تقرير المصير يكون لشعب الجنوب القرار النهائي. هذا ما نقوله لمفاوضات الكويت والذي يعبر عن نبض الشارع وحتى لا يكون الساكت عن الحق شيطان أخرس.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص