آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:11:56:29
شباب عدن رقمٌ صعب !
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

خرجوا منتصرين ببسالة من الحرب.. قاوموا الاحتلال .. طردوه نكّلوا به في أرضهم الطاهرة بعد معارك قدموا فيها كل ما يملكون .. فقدوا إخوانهم أصدقاءهم زملاءهم .. شباب في ربيع  أعمارهم  تمزقت أجسادهم .. اخترقتها رصاصات القناصة الجبناء و شظايا قذائف الهاون العمياء .. دُمرت بيوتهم و احرقت صواريخ الأعداء منازلهم وذكرياتهم ومهد صباهم ! لكنهم انتصروا على الأرض رغم كل المؤامرات والفتن والتخريب والفساد اللعين .

إنهم شباب المقاومة الأبطال الأشاوس الذين غدوا  قوة لا يمكن الاستهانة بها أو تهميشها .. وهكذا هي الحروب في كل الأزمنة من نتائجها ظهور فرسان منتصرين لا يهابون الموت أو الوغى .

كان واجباً على الشرعية أن توليهم جل الاهتمام وتعالج الجرحى منهم وتوفر لهم الأعمال  فهم أولى من غيرهم بكل ما تتوفر من فرص عمل .

السلطة اكتفت بإصدار قرار ضم المقاومة إلى قوام الجيش والأمن ولم تضع الآلية المناسبة و الخلّاقة لتنفيذه بشكل أسرع كنوع من الوفاء تجاه أولئك الأبطال ، كل شهر يمر ستتعقد الأمور فيه ويتفاقم الوضع إلى حد الانفجار ! أحداث معاشيق دليل على ما نقول ونتوقع .

الوضع شبيه بما كانت عليه عدن والجنوب بعد الاستقلال 1967م مباشرة .. معظم شباب الجبهة القومية (المنتصرة) الخارجون من العمليات الفدائية والحرب تم تأطيرهم سريعاً في قوة عسكرية جديدة اسمها الحرس الشعبي أوكلت إليها مهمة حماية الدولة الوليدة .. وانصهرت معظم  هذه القوة تدريجياً ضمن قوامي الجيش والأمن الذين تم إعادة تشكيلهما والبعض ترك السلاح وبدأ حياته العملية في السلك المدني بكل فخر و اعتزاز دون أي ضجيج يذكر ، صحيح كانت هناك بعض التجاوزات البسيطة ، لكن الفساد وأكل حقوق الغير لم يكن له وجود إطلاقاً ، كان هناك شيء أغلى وأثمن ألا وهو الوطن ، لهذا نجحت التجربة ، وهناك تجارب مماثلة مرت بها الكثير من الدول على وجه الخصوص  التي حاربت الاحتلال الألماني على أراضيها إبان الحرب العالمية الثانية مثل فرنسا و روسيا وبلدان أوروبية أخرى .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص