آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:00:08:00
من الأفضل ( نظام الحكم الملكي أم الجمهوري )؟
حيدرة ناصر الجحماء

السبت 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

عشرون عاما تقريبا تفصل بين فترتي انهيار دول المعسكر ا لشرقي من جهة والربيع العربي وفشل تجربة الجمهوريات من جهة أخرى.

ويتبادر إلى الأذهان أسئلة عدة منها : هل سيأتي الدور على الأنظمة الملكية بشكل عام أم انه سينحصر في القادم على الأنظمة الملكية الغير نفطية ليؤجل ربيع الأنظمة الملكية النفطية إلى اجل غير مسمى ؟

وهل انتقال نظم الحكم في دول الربيع العربي من اليسار إلى اليمين له علاقة وارتباط باليسار الليبرالي مع المعسكر الشرقي ؟

ولماذا تنتقل الأنظمة العربية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في سياساتها ؟

وهل ذلك الانتقال يخدم أمن واستقرار تلك الدول وكذا أمن واستقرار دول الشرق الأوسط أيضا ؟

وكيف سيتم التعامل والعلاقة بعد خصام قديم وهوة سحقية بدأت تظهر في دول الربيع العربي بين الأخوان والليبراليين ؟

أليس من الأفضل خلق نقاط - كقواسم مشتركة - للتوافق والالتقاء بين هذين الطرفين ( الاتجاهين ) على اختلاف سياسات وتوجهات كل منهما عن الآخر لضمان الاستقرار والتنمية في تلك الدول وفي المنطقة العربية والشرق الأوسط والعالم ككل ؟

وصحيح أن الأخوان المسلمين لا يرقبون بإيجاد شراكة مع من سبق وان أقصاهم وربما قد اضطهدهم بشكل مباشر أو غير مباشر ؟

ألم يدرك هؤلاء أن المعاملة بالمثل وتحت شعار (ما أحد أحسن من أحد ) قد نجم عنها نتائج وآثار سلبية لم يتداركها الحكام العرب سابقا إلى أن طاحت بهم شعوبهم وهل هم قادرون أن يقدموا أنموذج أفضل دون مشاركة الآخرين الذي عملوا في فترة الحكم السابق ؟ . . . لا أعتقد أن يتحقق ماهو أفضل على الإطلاق إلا من خلال الشراكة الوطنية والحفاظ على الكوادر الوطنية ذات الخبرة والكفاءة في العمل التي اكتسبوها أثناء تأهيلهم وابتعاثهم للخارج على نفقة أوطانهم والذين لازالت لديهم القدرة والقناعة .

والكل يعلم بذلك الخطأ الفادح الذي وقعت فيه الثورات العربية الأولى من خلال إقصاء الكوادر التي كانت تعمل في عهد الاستعمار وهذا أدى بدوره إلى أضعاف الدول أو الجمهوريات العربية ولم يتحقق الطموح المطلوب !!.

ولماذا تم نجاح الأنظمة الملكية في إدارة شؤون الحكم وصمودها أكثر من الجمهوريات ؟

نوضح ذلك من خلال عاملين رئيسيين:

العامل الأول والأساسي حكم الأسرة متفق عليه ولا لبس فيه.. ملك واضح وليس من تحت الحزام

هنا يكون هو المسئول على النجاح والفشل ولا يوجد لديه غطاء ثوريا أو ديمقراطيا لكي يكون شماعة لأي فشل قد يحصل لأنه لا يستطيع أن يقول هذا الخطأ لست المتسبب فيه ومن هنا حرصت الأسر الحاكمة على السمعة والنجاح بعكس قادة الجمهوريات الذين كانت شماعتهم هي وجود برلمان وانتخابات والشعب يحكم نفسه بنفسه وهذا ما جعل الثورات العربية تعود من جديد في عام2011م.

والعامل الثاني هو كثافة الثروة التي ربما جعلتهم في غنى عن التفكير بالثورة وليس بالضرورة أن يقوم شعب بثورة وهو في وضع جيد ومعيشته متحسنة وان افتقد الحرية لكن لها ثمن آخر يفقده المجتمع أما تدهور اقتصادي وأما خلل امني لان العرب ما زالوا بعدين عن فهم الديمقراطية وسرعان ما تضيق صدورهم منها.

والسؤال الهام : لماذا نحن العرب لم نستفد من التجارب والدروس والعبر مثلما استفادت منها بقية شعوب العالم؟

حيث نظل ندور في حلقة مفرقة ونعيد تجريب المجرب الفاشل أصلا ونعود لنعرج على تجربة المملكات العربية لماذا لم تصل موجة الربيع إلى تلك الدول على الأقل بالوقت الحاضر ومن هنا وكيف صمدت الملكية حتى الآن سنأتي إلية بعدان نلقي نظرة عن ممارسات قادة الجمهوريات لقد مارس الحكام العرب حكما اسريا من تحت الحزام حكما ملكيا في جلد جمهوري ، كان يجب أن تكون الثورة العربية الحاضرة ثورة إدارة وليس ثورة زعامة ، ثورة تصحيح وتقييم الخطأ ومحاصرته والقضاء على الفساد بكل إشكاله والحفاظ على ماتحقق من انجازات بغض النظر كيف تحققت وعلى يد من؟

لأنها منجزات الشعوب ا ن تكرار الخطأ والانفراد بالحكم والإقصاء والتخوين هي من جعلت الشعوب العربية كسيحة حتى اليوم ، ويجب أن لا تحكم الشعوب بالإيديولوجية والحزبية ولكن يجب أن تحكم بالعدل وإصلاح القضاء ومنظومة الحكم الرشيد فيه شفافية مطلقة مع الشعب وشفافية ووضوح بالسياسة الخارجية وتكون منسجمة مع تطلعات الشعوب واردتها أن تماسك الجبهة الداخلية هو ضمان الاستقرار لأي بلد وحتى ضمان لاستقرار الدول كافة باعتبار العالم قرية اليوم ومصالحه متشابكة ، فهل يدرك الحكام الجدد متطلبات المرحلة وعدم السير في طريق سلفهم حتى لا تحدث ثورة ثالثة ؟

فان لم يدركوا ذلك فعليهم الاستعداد لانتفاضة ثالثة لكن ليس بعد خمسين عام يمكن في وقت قصير لا يتوقعه اي مراقب سياسي لان الجمر تحت الرماد والشعوب لازالت محتقنة فالانتكاسة اشد من المرض والأيام حبلى بالمفاجآت والمثل يقول (اكفانا شر الوكنة ) والله من وراء القصد .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص