- السفير قاسم عسكر : انسحاب الرئيس الزبيدي من اجتماع الرياض يعلق شراكتنا مع الحكومة اليمنية
- تصعيد عمالي جنوبي جديد في مواجهة حرب الخدمات وتصدير الأزمات
- رسائل حازمة من السلطة المحلية بعدن.. النزولات الميدانية تكشف القصور وتفرض هيبة الدولة
- تعز: تعاطي مدمني القات المصحوب برفع الأغاني الهابطة أمام منازل المواطنين يضاعف من معاناتهم وسط صمت سلطة الإخوان
- وزير النقل يطلع على إجراءات سير تنفيذ مشروع مركز الصيانة والهندسة الإقليمي بمطار عدن الدولي
- العميد الحاج يدشن المرحلة الأولى من العام التدريبي الجديد ٢٠٢٥م بلواء بارشيد غرب المكلا
- حزام لحج يدشن العام التدريبي والعملياتي 2025
- الكثيري يستقبل أفراد بعثة منتخب رفع الأثقال ويشيد بإنجازهم العربي
- الخُبجي يشيد بدور المتقاعدين العسكريين ويؤكد أهمية التواصل السياسي وتعزيز الوحدة الجنوبية
- الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تحذّر من أي محاولات للتشهير بشركة "بترو مسيلة" وتصفيتها
الاربعاء 00 يناير 0000 - الساعة:00:00:00
ربما مضت شهور عدة وجدت نفسي فيها متقطعا عن الكتابة لا لموقف سياسي او بهدف اعتزال عالم القراءة والكتابة الذي أراه متصلا بالحياة ومعانيها ، وهنا أذكر قول أحد المفكرين حين قال اليد التي لا تكتب تصبح قدما ؛ إذن إطلالتي على القارئ العزيز متجددة ونابعة من شعور التواصل والود الذي يربطنا بهذا الطيف الرائع وبما ان طريق العودة يمر خلال دروب كثيرة لا مجال للحديث عنها ، لذا واجب الاشارة الى معاناة الأشهر الماضية من العام المنصرف.
المعاناة قد شكلت لدينا أحوال مختلفة عن ما كان سائدا قبل تلك الحرب الظالمة التي شنتها جماعات البغي على مجتمعنا الطيب المسالم بتلك الضراوة والحقد والهمجية والرعونة ، أحوال عشنا أيامها ولياليها في أرجاء مدينة عدن التي كانت كل أجزائها تحت رحمة قصف الغزاة .. ولم يسلم شيء في هذه المدينة من قبح أفعالهم البشعة ، لم يكن أهالي عدن قط يتخيلون انهم سيغادرون مدينتهم نازحين صوب نواحي أخرى رغم أنهم في الأصل قد نزحوا في بداية الأمر الى ضواحيها وحين ظلت آلة الحرب تطال تلك الضواحي ايضا لم يجد هؤلاء بُدّاً من الاستكانة والبقاء مهما كانت النتائج على ان لا ينزحوا الى نواحي بعيدة اما من نزح منهم الى خارج عدن فقد ظلت معاناته تكبر كلما سمع أخبارا غير سارة عمّا آلت اليه أمور مدينته ، ما أعنيه ان هذا التجمع الحضري لم يألف مثل تلك القسوة التي أفرط في استخدامها الغزاة ولا يعلم لماذا ؟
تدحرج هؤلاء من جبال صعدة وصولا الى اخر نقطة في عدن وهي منطقة الميناء ، لم يدرك هؤلاء الأهالي أطماع هؤلاء الذين أفرطوا في إراقة الدماء على ذلك النحو الذي حصل ربما لتعقيدات المشهد السياسي المتداخل الحامل في طيه أبعاد صراع إقليمي حاد وجدنا انفسنا مساحة له هكذا عشنا المعاناة تحت وابل القصف ونيران القناصة الغزاة الذين اعتلوا سفوح الجبال والمباني راصدين كل حركة قناصة كانت مهمتهم الاولى إزهاق الأرواح بدون استثناء لأحد.
كل طرقات المدينة وشوارعها وحواريها تحت نيران القناصة .. حتى ان فكرة الخروج من منطقة الى أخرى كانت تمثل مغامرة لكل منا اذ كثيرا ما اصابت رصاصات القناصة تلك الأسر النازحة فنيران عبثهم أمعنت في حقدها .
ما أود قوله هنا ان معاناتنا كانت فضيعة للغاية في ظل انقطاع تام للخدمات وتعذر الوصول الى مقابر المدينة لدفن شهدائنا وموتانا إذ كثير من أزهق هؤلاء الغزاة ارواح من يحملون الجنائز الى المقابر الحال الذي حذا بالسكان لدفن موتاهم في فناء المنازل والحدائق العامة.
إثر تلك الاحداث الدامية عاد الأهالي الى منازلهم آملين تطبيع الحياة وتناسي أحزانهم إلا ان المثير في سلوك الغزاة وبغيهم هو الإمعان في الحقد الحال الذي جعلهم يزرعون خلاياهم في كل أرجاء عدن في محاولة منهم يائسة لغلب المشهد وهذا قطعا لن يتحقق مطلقا عدا انهم يزهقون الدماء لا لشيء ولا لتحقيق نصر لأنهم أبعد من ذلك بكثير وفي حالة خواء تام ومع ذلك لابد ان يلجأوا لممارسة أعمالهم الدنيئة الآخذة في التكشف على نطاق واسع ناهيك عن حالة الصحوة التامة التي حصلت والجنوب استفاقة سكان عدن تبدو غير مسبوقة في مواجهة هؤلاء الشراذم النتنة المتحللة ان جاز التعبير .
ما أقصده ان عدن تتعافى تماما من جراحاتها وبعزم المخلصين من أبنائها هي قادرة الى ان تستعيد عافيتها كعاصمة حضارية للجنوب الأبيّة.
في الختام أشكر الأعزاء القراء على سؤالهم عن سبب غيابي والحال دون ريب متصل بما أشرت إليها من معاناة .. الأيام الخوالي وكل ما اتصل بتلك الأيام العصيبة.