آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
"قرار شجاع" لمناضل شجاع
احمد الربيزي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

قرار شجاع أقدم عليه الزميل والصديق الأخ المناضل المحامي يحيى غالب الشعيبي (أبو محمد) ..

ربنا يوفقه ويعطيه الصحة والعافية .. بالنسبة لي لم يكن قراره مفاجئاً مطلقاً بحكم معرفتي بـ (أبو محمد) عن قرب وأعرف حجم معاناته وتعبه وسهره وتحمله دون ان يشتكي يوما ولم يحصل يوم إن شعرت فيه أي تهاون أو تبرم أو تكاسل عن أداء واجبه الوطني الثوري في الميدان أو في النضال السياسي في المكاتب، وأعرف قناعاته وفلسفته في النضال المتجرد من الذات.

ولو حكينا قليل عن الشخصية النضالية لصديقي (أبو محمد) فالجميع يعرف أنه صاحب رأي يحترم، ورجل مواقف صادقة، ومبادر الى الأفكار، ومندفع دوماً بحماس لا يضاهيه حماس تجاه هدفه ومبادئه التي يقتنع بها والتي لا يأنف المجاهرة بها، كما لا يعرف اليأس طريقه الى قلبه حتى في أسوأ المواقف، بل ان الأمل شعاره بصدق وتراه من خلال بثه الدؤوب فينا بحماس ..

عشنا انا والصديق (أبومحمد) كأخوين نتبادل الآراء ونتفق ونختلف ، ولكن . لا نختلف في المبادئ والأهداف ولا نختلف في الأخوة والصداقة عشنا النضال في أصعب الظروف نأسين أنفسنا وناسين أولادنا وواضعين (الثورة ومسيرتها وأهدافها) في صدارة اهتماماتنا وعلى أقدامنا نقطع المسافات ولا تكاد منطقة في الجنوب الا وذهبنا اليها متحمسين مع بقية زملائنا دون ان نلتفت الى أي مكسب خاص أو أي منفعة خاصة بقدر النظر في ما يمكن ان يخدم ثورتنا ومسيرتها.

وأثناء حرب الغزو(الحوفاشي) كان لكل منا دوراً لا يستهان به - قد لا يعلمه البعض - وبعد انتهاء الحرب وانتصار الإرادة الجنوبية للمدافعين عن الحق أنتصر الحق وأندحر العدوان (الحوثي العفاشي) الى غير رجعه بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل سواعد الابطال واستبسالهم وبفضل مساندة أشقائنا في دول التحالف العربي الذي سيظل شعبنا الجنوبي يحفظ لهم الكثير من الامتنان والاحترام.

بعد هذا الانتصار التاريخي كان لابد لنا جميعاً ان نحترم هذا الانتصار الذي بذل شعب الجنوب في سبيله بسخاء سيل من دماء خيرة رجاله الأبطال، وإن نحافظ على هذا النصر باحترام هذه التضحيات الغالية،  وهذا الأمر - في اعتقادي – هو من جعل الاستاذ المحامي يحيى غالب الشعيبي ان يتخذ قراره الشجاع بأن يعتزل العمل السياسي الذي يرى بأنه قد خاض فيه ما قدّر له ان يخوض بكل طيبة خاطر وبكل وطنية وبدون أدنى منية على أحد ولسان حاله وحالنا جميعا إن ما قدمه الشخص مننا لا يضاهي حتى قطرة دماً واحدة من دما شهيداً سقط في ميادين الثورة السلمية أو في ساحة الوقى دفاعا عن الأرض والعرض، وإنه لا ينبغي للمناضل الصادق ان ينظر للانتصار الوطني من زاوية المكاسب الشخصية الآنية، لأن هذه النظرة القاصرة تعد تقزيم للقضية التي يدافع عنها بكل ما أوتي من قوة واستطاعة.

والله ولي الهداية والتوفيق ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل