آخر تحديث :السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة:02:08:00
ما هكذا ستعود الدولة
احمد عمر حسين

السبت 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

ما يجرى على الساحة الجنوبية وبالذات في العاصمة عدن لا يسر صديق أبدا ..فمن عمليات البسط العشوائي على المرافق والمساحات والمتنفسات لا ينقص مثقال ذرة عن أعمال السطو المسلح ونهب الرواتب ،والاغتيالات،والتفخيخات والتفجيرات .

فهل من لحظة تفكير وتدبر وصبر وخاصة ممن جعلوا كل وقتهم بالذات من بعد تحرير عدن المحروسة بقدرة الرحمن جل وعلا ،وجهود الشرفاء من أبنائها الطيبين؟ وهل من التزام بقليل من الصبر والتريث والابتعاد عن أسلوب وطريقة (حارة كل من أيده له ) ؟!.

صحيح إن هناك معاناة وبعض الأسر بلا مساكن, ولكن بهكذا طريقة فردية وفوضوية سنضيع النظام والدولة التي ينشدها الجميع .

إنني أعرف الآلاف من الكوادر مستأجرين من سنين الوحدة وحتى اليوم, ولهم خدمات طويلة, ولكنهم من أجل حب استتباب الأمن وسريان العدل للجميع و فوق الجميع لم يبسطوا على ممتلكات عامة أو مساحات أو ممتلكات خاصة لأنهم يريدون الخير ان يعم الجميع وبواسطة دولة تحمي وتكفل حقوق الجميع, بحيث لا يأخذ احد من الناس أكثر من الآخرين .. فأرض الجنوب واسعة وتستوعب طلبات واحتياجات أضعاف سكان الجنوب ..

فلماذا يجرى كل هذا والجميع يعرف إن مافيات الفساد و " لوبياته " تنتعش شهيتها في مثل هكذا أوضاع, ومن ثم فهي التي ستفوز بقسمة الأسد والبقية سيتبقى لهم القسمة الضيزى ..!!

بعض أعمال البسط تنسب لشباب المقاومة الجنوبية ،ولكن لايزال عندنا حسن ظن بأن المقاومة والشباب بعيدون كل البعد عن مثل تلك الأعمال, أو هكذا يبدو ويتجلى لنا أن التركيز على سرعة بناء المؤسسات والأمن ينبغي ان تكون الاولوية القصوى من حيث الأهمية, وهو السبيل لحل كافة المشاكل التي يعاني من وطأة تراكماتها الثقيلة والموجعة أبناء الجنوب بدرجة رئيسية ابتداءً من البطالة والى توزيع الاراضي بعد تخطيطها و وكذا بناء الاساسات بطريقة هندسية لا تسمح بالبناء العشوائي, وتضع للمرافق الهامة من المتنفسات والمستلزمات الضرورية كالحدائق والجوامع ورياض الأطفال والمدارس و المستوصفات بل والمقابر.

حيث أنه وبهكذا عشوائية لن يجد سكان المستقبل " أي بعد عشرين سنة  مثوى لرفاة موتى المسلمين " , فهل نحن بمستوى اللحظة والحدث ..؟

 لا نريد أن تعود أخطاء وعثرات الماضي رغم ان هناك إيجابيات كثيرة له .. لا نريد أن تعلو كلمات " أنا ناضلت " .. " أنا فجرت " .. " أنا الذي حررت " وسأفعل  " ما أريد" أو اعطوني " الذي أريد " ..

يجب الفصل بين ما هو واجب وقام به المقاوم سواء أكان ذلك دفاع عن الدين أو الوطن مثلاً ؟ وبين من خرج رياءً أو لأغراض و لعاعة الدنيا ..

فلكل مقاوم الشكر والعرفان وهو قد قدم الواجب الذي ارتآه , وبقيام الدولة واستتباب الأمن سيأتي الشكر والعرفان ومن خلال النظام والقانون أيضاً .

إذا استمر الحال كما هو الآن فإن الخير لن يأتي أبداً, بل سنرى المزيد من التدهور ...!

قادة المقاومة الحقيقيون أمامهم إمتحان صعب فواجبهم اليوم مطلوب وبسرعة لتعزيز النظام والسلوك السوي وليس مطلوباً من محافظ المحافظة ومدير أمنها والحكومة فقط, بل من كان مقاوم بصدق وإخلاص وخرج لله وللدين   وللوطن فليثبت خروجه من خلال التصدي لمثل هكذا تصرفات لا تبني دولة، ولا تحقق أمناً وعدالة .. نحن اليوم على مفترق طرق .. والمقاوم أول من ينبغي عليه ان يقدم الإجابة .. قدوة وسلوك وصبر وتحمل .. فهل تدركون من " القاعد " يتلهى ويضحك بكل لؤم وسخرية على أبناء الجنوب الآن وخاصة نحو ما يجري ..؟  بالتأكيد أنتم تعلمون انه الثعلب العجوز صالح !!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص