آخر تحديث :الجمعة 13 سبتمبر 2024 - الساعة:22:46:00
عصابات صنعاء وإسرائيل والهيمنة على باب المندب قبل وبعد عاصفة الحزم
م. جمال باهرمز

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يعرف مضيق باب المندب بانه المعبر الاسهل للسفن التجارية وناقلات النفط والبوارج العسكرية الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن لتتوجه شمالا او جنوبا الى اسيا وافريقيا وحوض البحر الأبيض ودول أوروبا وأستراليا فهو الممر المائي الاسهل من راس الرجاء الصالح في المحيط الهندي ...

 

ومن يتحكم في هذا المضيق يستطيع التحكم بكثير من التبادل التجاري والتعاون العسكري بين الشمال والجنوب والشرق والغرب كما ان التحكم في هذا المضيق يهدد امن ووجود دول المنطقة المطلة او القريبة منه بشكل خاص ويهدد الامن القومي العربي بشكل عام والسلم العالمي ككل.

 

وعلى سبيل المثال فالتحكم بالمضيق بالنسبة لمصر معناه تجميد 80% من النشاط التجاري لقناتي السويس بسبب عدم مرور السفن في هاتين القناتين.

 

وقد علمنا ان إسرائيل توغلت في السابق في المضيق عبر إثيوبيا وإريتريا بأنشاء محطات لرصد السفن المارة بالرادارات وعمليات القرصنة وتأجير الجزر لإسرائيل وقد كشفت الاستخبارات الأمريكية أن لإسرائيل قوه عسكريه في الدول المطلة للمضيق اهمها إريتريا وان هذه القوه تتواجد في أرخبيل دهلك وميناء مصوع ببناء مهابط للطائرات ومحطات لرصد ومتابعة السفن في جزيرتي (فاطمة) و(حالب) بالإضافة إلى شق مجري مائي في جزيرة دهلك لاستخدامه عند الضرورة وبناء قاعدة عسكرية ومطار في تلك الجزر التي تسيطر عليها منذ عام 1990.ومركز للتنصت في جبال سويرا لجمع المعلومات الاستخبارية لتحركات الدول التي تعتبرها معادية لها في البحر الأحمر.

 

ووقعت إسرائيل وإرتيريا على اتفاقية تحصل بموجبها إرتيريا على أسلحة بقيمة مليار دولار من طائرات ودبابات إسرائيلية مقابل حصول إسرائيل على قاعدة بحرية عسكرية في أرتيريا على منفذ باب المندب بحيث تسيطر عليه عسكريا. كذلك وقعت مع أثيوبيا اتفاقا في عام1996 م يمنحها تسهيلات عسكرية في الأراضي الإثيوبية بالإضافة لجزيرة رأس سنتينان التي استأجرتها من إثيوبيا عام 1973، وقامت بتجهيز مرفأ لاستقبال السفن الحربية الإسرائيلية، وآخر في جزيرة موسى جنوب عصب، وإلى الجنوب منه رادار على جبل سوركين لمراقبة السفن المارة عبر باب المندب. ونجد ان التعاون بين الدول الثلاث زادت وتيرته بعد 1990م أي بعد اعلان الوحدة اليمنية بين دولة الجنوب(ج.ي.د.ش) ودولة الشمال (ج.ع.ي) .حيث انه كان قبل ذلك التاريخ لا وجود عسكري قوي او ملحوظ في باب المندب لإسرائيل او الدول الغربية نتيجة للقوه العسكرية الكبيرة والجيش النظامي القوي لدولة الجنوب في باب المندب وخليج عدن والجزر اليمنية الجنوبية والمدعوم من المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي هذا الجيش الجنوبي الذي ساهم في انتصار العرب في حرب اكتوبر 73م بقيادة مصر عندما اغلق مضيق باب المندب نهائيا امام أي مساعدات توصل لإسرائيل.

 

ولكن بعد الوحدة وبعثرة وتشتيت الوية وقوة الجنوب من قبل نظام الحكم في صنعاء الذي انقلب على اتفاقية الوحدة .اصبح لإسرائيل فرصه سانحه للهيمنة على المضيق .

 

ونعرف ان نظام صنعاء حاول الاعتراض ولكن الجيش الارتيري سارع باحتلال كثير من الجزر اليمنية المهمة مثل جزيرة حنيش كنوع من لي الذراع للسير في المخطط الاسرائيلي .فأصبحت حكومات صنعاء المتعاقبة عاجزه ونظامها مخير بين ان يبقي على الوحدة مع الجنوب بالدعم السياسي الإسرائيلي والغربي او التفتيت ..ففضل الانصياع للمخططات الإسرائيلية فأصبحت كل منطقة باب المندب وجزر البحر الأحمر وجزء من خليج عدن نشاط لتهريب المخدرات والإرهابيين والسلاح والقرصنة البحرية الى دول حوض المتوسط والشام ومصر ولا ادل من اتهام الامن المصري لبعض اركان نظام صنعاء بأرسال الإرهابيين والسلاح الى سيناء مصر عبر الجزر اليمنية .

 

 

ولكن في الآونة الأخيرة مع بداية 2015م عندما تمردت مليشيات صنعاء على الشرعية الممثلة بالرئيس هادي في اليمن الذي اصبح دوله تحت الوصاية الدولية . ولان مدينة عدن الجنوبية تمثل اهم موقع قريب يطل على المضيق والخليج والسيطرة عليها يعني السيطرة على المضيق وخليج عدن. قررت عصابة صنعاء بقيادة صالح –الحوثي اجتياح عدن وغزوها. وتم اجتياحها واعملوا التدمير والقتل العشوائي في ضل صمت المجتمع الدولي وعدم ادانة صنعاء. ومحاولة الولايات المتحدة الأمريكية التغطية السياسية على جرائم الغزاة وعدم ادانتهم لان بقائهم يصب في مصلحة إسرائيل.

 

لكن صمود الجنوبيون امام مليشيات والوية الغزاة ساعد دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ان تتدخل بطلب من الرئيس هادي وتم دحر وهزيمة الغزاة وطردهم من الجنوب والسيطرة على المياه الإقليمية وعلى مضيق باب المندب وخليج عدن والجزر اليمنية. فلم نعد نرى أي قرصنه بحريه او تهريب إرهابيين او سلاح او مخدرات او اتجار بالبشر.

 

مما يدل على ان عصابات الإرهاب في صنعاء هي أحد اركان زعزعة الامن القومي العربي. وان وجودها واستمرارها هو تهديد للأمن القومي العربي والسلم العالمي)
......................

ها هم الاتون الى المحرقة / الظاهرة مفاتيحهم المعلقة /المستبشرون بجنتهم الموعودة/ وها هو سيدهم عفلقه/ يقودهم لحبل المشنقة / غضب ابليس وجن جنونه/ حين رأى تلميذه يسبقه / ذاك الدي علمه فنونه/ نجما في الاجرام والزندقة/ يحتل بعده قلاعه وحصونه / وكل الشياطين امست تعشقه)

م. جمال باهرمز

23-نوفمبر-2015م

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص