آخر تحديث :الجمعة 09 اغسطس 2024 - الساعة:01:09:08
   (لماذا ينجح اسلاميي ماليزيا وتركيا ويفشل اخوان اليمن) ؟
م. جمال باهرمز

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

     فاز حزب العدالة والتنمية الإسلامي في انتخابات تركيا. وقبله بسنين فاز المسلم محمد مهاتير برئاسة وزراء ماليزيا.

 

لان عقلاء الدولتين وظفوا نصوص الشريعة لبناء الانسان وتعمير الأوطان في مجتمعات مدنيه غير استبداديه والانسان بطبعه يرفض التسلط والاستبداد العسكري او الديني او العنصري والعرقي فقد جاء الدين ليحرر البشر من الرق والعبودية الفكرية أي تحرير عقل الانسان قبل جسمه. بينما في الدول العربية نجد ان الأحزاب الإسلامية محظورة او قادتها مطاردين او معتقلين او تم تصفيتهم لماذا؟ لنجاوب على هذا السؤال علينا ان نعلم ان اغلب الأحزاب الإسلامية في الدول العربية تنتهج طريقة امر المرشد العام او ابوية القرار او مركزية القرار ولنأخذ مثال الحالة اليمنية لحالة اخوان اليمن الممثلة بحزب الإصلاح.

 

ونقارنها بالأحزاب الإسلامية في تركيا وماليزيا من خلال ما تيسر للذاكرة والقلم معرفته في النقاط الرمزية التأليه:

1-محمد مهاتير باني نهضة ماليزيا يعيش في منزل ريفي متواضع براتب تقاعدي حاليا ورفض الاستمرار في رئاسة الوزراء رغم بكاء الشعب عليه ورفضه الاستقالة في حينها. بينما اغلب أعضاء مجلس شورى الإصلاح وهي اعلى هيئه ,اقل عضو فيه يملك ملايين الدولارات من اموال الجنوب والشمال ولم يسجل انه ورثها من ابويه...وعلى سبيل المثال رئيس المجلس ورئيس هيئة علماء اليمن الشيخ الزنداني وحميد الاحمر يملكوا أكثر من ستين مليار دولار لوحدهم فقط وما خفي كان أعظم لدى بقية الأعضاء والقيادات.

2-في ماليزيا وتركيا التسمية لأحزابهم اسلاميه ولكن أسلوب الحكم ينتهج النظام العلماني وقد نصح رئيس وزراء تركيا اردوغان اخوان مصر عند زيارته لها أيام الرئيس الاخواني مرسي قبل اعتقاله بانتهاج النظام العلماني لكنه وحزبه ركبوا رؤوسهم فدخلوا السجون. 

3-الأحزاب في ماليزيا وتركيا حتى وان كانت اسلاميه فيسمح لغير المسلمين الدخول في العضوية الكاملة وله الحق في ابداء الراي وغيره ولا توجد لديها اجنحه عسكريه لتصفية الخصوم مثلما توجد لدى اخوان اليمن مثل القاعدة وأنصار الشريعة وغيرها من المنظمات الإرهابية والتي تم تأسيسها ورعايتها من قبل نظام صنعاء والذي يرأس طرفه الاخر الرئيس السابق على عبد الله صالح ليكونوا طرفي عصابة صنعاء.

 

كما ان مجلس الشورى يضم بعض حملة الشهادات الأكاديمية وهم فقط واجهه وكمبارس . لكن حقيقة من يقرر هم مشايخ القبائل وعلماء الشريعة ممثله بهيئة علماء اليمن. ولأتوجد في عضويته الا المسلمين السنة فقط.

 

والغريبة اننا نجد أبناء الجنوب المنتسبين للحزب والمختارين بدقه من صفوة الناس اخلاقا وادبا وحب الناس لهم الا ان وجودهم هو لإضفاء شرعية تدخل قادة الحزب في صنعاء في الجنوب والهيمنة على قراره عبر الدفاع عن أعضاء الحزب في الجنوب وحمايتهم ورعايتهم. ومن حاول الابتعاد او الناي بنفسه يتم ترغيبه وترهيبه ليبقى صامت. الا من رحم ربي.

4-علماء الشريعة في البلدين لا يسمح لهم بالتدخل في سياسة الدولة وهم فقط للاستشارة وقت الطلب وفتاويهم غير ملزمه بينما في اليمن مجلس شورى الإصلاح ممثلا بهيئة علماء اليمن. أرادوا تغيير الدستور واقاموا لأجل ذلك مؤتمر كان شعاره القران والسنه فوق الانتخابات والدستور. بعد ان تم انتخابهم بنفس الأدوات الديمقراطية والانتخابية ونفس الدستور وبعد توقيعهم على مخرجات الحوار. ثم عادوا وانقلبوا على كل الاتفاقيات كعهدهم.

5-في البلدين علماء الشريعة لم يكفروا جزء من شعبهم او مجموعه منه او طائفه من طوائفهم. بينما في اليمن علماء مجلس شورى الإصلاح ومن تحالف معهم لم يتركوا طائفه او شعب او أي مخالف لآرائهما الا وكفروه وأحلوا دمه ولحد اللحظة لم يتراجعوا او يعتذروا او يسقطوا فتاوى تكفير أبناء الجنوب التي اول ما صدرت ابان الحرب عليه في عام 94م بل ان قيادات أحزاب تم ذبحهم امام العالم في مؤتمرهم العام مثل الشهيد جار الله عمر والذي كان قيادي اشتراكي جنوبي.

6-في البلدين ماليزيا وتركيا قادتهم وعلماء شريعتهم لا يحتكروا الأسواق والوكالات واموال البنوك بينما اخوان اليمن هم من يملك كل شيء من شركات الاصطياد الى وكالات بيع النفط واستكشافه وحتى السيطرة على مواد الإغاثة وقت النكبات والحروب. ولازالوا. هم والطرف الاخر المتمرد من العصابة في صنعاء بقيادة المخلوع والحوثي.

7-وأخيرا في ماليزيا وتركيا هم قادة دوله وعلماء يملكوا اعلى الشهادات ولهم احترامهم في بلدانهم وفي العالم اجمع يؤمنوا بأوطانهم فلم يرتهنوا للخارج. بينما بعض قادة مجلس شورى اخوان اليمن المؤثرين في صنعاء صنفوا دوليا كعصابة إرهاب أسمائهم في القائمة السوداء العالمية كمؤسسين وداعمين للإرهاب العالمي واغلبهم ليس عندهم أي مؤهلات علميه. واساسا فمجلس شورى الإخوان في اليمن في ادبياتهم لا يؤمنوا بالأوطان ويعتبروا صنعاء وأرحب وباقي محافظات الشمال والجنوب بعد الوحدة مجرد رقعه ترابيه لتدريب وتجميع المجاهدين من كل انحاء العالم لمحاربة الطوائف والملل الأخرى وكانت بدايتهم منذ الغزو الروسي لأفغانستان في نهاية سبعينيات القرن الماضي واستمروا حتى الان كما أراد لهم من اوجدهم في الخارج.

-ورغم الاسم الرنان الذي يجذب الشباب المؤمن والمحب لدينه والغيور عليه والذي يدفعه الى الانخراط في هذه الأحزاب الإسلامية في اليمن وبعض الدول العربية. الا ان كثير من الشباب أصبح يعزف عن الانتساب اليها بل ان أبناء الجنوب أصبح كثيرين منهم في عداء مع هذه الأحزاب ويعتبروا الانتساب اليها نوع من العداء لأبناء جلدتهم بعد ما راوا مما تقدم في السطور في هذا المقال والذي لا نريد منه الا التنوير وإصلاح الحال. 

(عندما يقود الشعب مجموعة رعاع / ويتلثم المكر بالطيبة ويلبس قناع / ويصبح الارهابي ولي وكلامه خداع / وينصب المجرم حكم وامره مطاع / ويتمنطق الغدر بالسلاح والجهل يشاع / تمسي البلدان ارهاب وساحات للصراع / السبي والفيد عندهم حلالا متاع/ كيف يتوه المؤمن في خطاه/ ويمشي في طريق الضياع/ جعلوا الدين يمسي غريبا/ حين يقتص الشرع فقط من الجياع / حين ينتزع العدل منهم انتزاع / الكذب والتلفيق عندهم تقية / والدم المسكوب من عرق الضحية / كلها تجوز مادام عن الدين دفاع)

م. جمال باهرمز

4-نوفمبر-2015م

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص