الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

من خلال متابعي لبعض الكتابات التي هاجمت هادي تواردت الى ذهني العديد من الأسئلة كان اهمها هذا السؤال ؛ هل تسطيع المقاومة الجنوبية الاستغناء عن شرعية هادي ؟!! وقبل الاجابة على هذا السؤال اود او اوضح بان مقالي هذا ليس بضرورة ان يكون ضد الزملاء الذين هاجموا طريقة هادي في ادارة البلاد فنحن نحترم الرأي والرأي الاخر ناهيك بان مقياس اتفاقنا واختلافنا حول ما كتب لا يغير في الامر شيء كون الواقع المزري الذي تعيشه المحافظات والمناطق المحررة يتحدث عن نفسه ومن المعيب ان ناتي لنجمل قبح هذه الواقع الذي لا يسر احد ولكن علينا ان لا نلقي بالأمة على شخص الرئيس هادي بعينه فكلنا مشاركين في تحمل مسؤلية سوء الاوضاع في مختلف المجالات مع تفاوت حجم ونسب المسؤلية من شخص الا اخر ومن هيئة الى اخرى٠ اننا ونحن نتحدث وبألم عن الانفلات الامني المخيف الذي تعيشه عدن يجب علينا ان نعرف بان الجنوب يمر في اخطر مرحلة من مراحله التاريخية على الاطلاق وهي بحاجة الى تكاتف الجميع والى رص الصفوف لمواجهة التحديات والمخاطر التي تتربص بشعب الجنوب بهدف حرمانه من جني ثمار انتصاراته التي حققها على قوات عفاش ومليشيات الحوثي المتعفشة ٠ اننا هنا لا نقدم انفسنا كمدافعين عن الرئيس هادي بل على العكس فهو يتحمل القسط الاكبر من المسؤلية كونه الرجل الاول فعليه ان يعرف بان النجاح له الف أب وأن والاخفاق والفشل له اب واحد ولذا فلا غرابة اذا ما ارتفعت الاصوات التي تهاجم ادى هادي فربما اصاب بعضهم الاحباط وخيبة الامل لانهم كانو يعلقون امال عريضة على هادي في تحسن الاوضاع في المحافظات والمناطق المحررة دون معرفة حقيقة بحجم الصعوبات والمعوقات التي خلفها غزو التتار الجدد بتلك المحافظات في البناء التحتية وما نتج عن ذلك من توقف ادى بعض المؤسسات والمرافق الحكومية وتعثرها في البعض الاخر وعلى وجه الخصوص المرافق الخدمية كالماء والكهرباء التي يصعب حلها بين عشية وضحاها كونها بحاجة الى اقامت مشاريع استراتيجية يستحيل حلها بجرة قلم من هادي ٠ ان المتابع لمجريات الاحداث في عدن يدرك بان ليس بمقدور هادي ولا غيره ان يجعل الاوضاع تحت السيطرة فعدن هي عبارة عن ملعب مفتوح لا يستطيع اي مكون او تيار ان يقول بانه هو اللاعب الوحيد فيه فهناك لاعبون كثر فمثل ما هي المقاومة موجودة فهادي ايضاً موجود وعفاش وعلي محسن الاحمر موجودان عبر ادواتهما القاعدية والداعشية وانصار الشريعة وكذلك السلفيين موجودين وغيرهم من اللاعبين ومن هذا المنطلق فان استتباب الاوضاع في عدن بحاجة الى جهد حكومي كما هو بحاجة الى زخم وجهد المقاومة وامكانياتها وقدراتها البشرية كونها الجهة الوحيدة القادرة على ايجاد جهد شعبي اذا احسنت تنظيم نفسها بما يمكنها من تحويل هذا الجهد الشعبي الى قوة حقيقية تمتلك زمام المبادرة ومفاتيح القرار ٠ لا يستطع عاقل ان ينكر بان الجنوب واقع بين سلطة كسيحة ومقاومة عمياء وهذا يجعلنا نجزم بان المقاومة لا تستطيع الاستغناء عن شريعة هادي ؟ !! وكلنا يعرف ذلك ولا داعي لسرد وتكرار الاسباب التي تجعل المقاومة بحاجة لهادي الذي يتمتع بشرعية دولية واقليمية ، وكذلك الحال لا يستطيع هادي الاستغناء عن المقاومة ؟ وبمعنى ادق فان التنسيق والعمل المشترك بين هادي والمقاومة سيمكننا من علاج كساح السلطة وعمى المقاومة من خلال فتح قناة تواصل مع هادي ودفعه لتصفية الاجهزة التنفيذية والمؤسسات والمصالح من ادوات عفاش الفاسدة والاتفاق على الية معينة تحقق الشراكة الجنوبية الجنوبية وتدفع بوصول قيادات تتمتع بالكفاءة والاقتدار الى رئاسة تلك الاجهزة تجعل المقاومة تنتقل من الثورة الى الدولة بالتالي تنعم المحافظات والمناطق المحررة بالامن والاستقرار المدنية طابعها ، وتكون خالية من الفساد والارهاب ، وهذا سيؤدي الى علاج عمى المقاومة التي تتكاء حالياً على شرعية هادي وذلك من خلال تواجدها في مفاصل الدولة ومؤسساتها ٠ خلاصة القول فانه ليس من مصلحتنا كجنوبيين مناصبة هادي العدى في هذا الظرف الحساس والدقيق فمن وجهة نظري الشخصية فان العلاقة بين هادي والمقاومة هي اشبة بالعلاقة بين بحدي المقص لا يستطيع احدهما الاستغناء عن الاخر ٠ ان فتح جبهات جديد واضافة خصوم جدد وتوسيع رقعت العدى ليس من مصلحتنا كجنوبيين ولا يخدم قضيتنا العادلة بل على العكس سيضع العصى في عجلة قطار ثورتنا التحررية وسيعطل وصولها الى هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة٠ ان هادي ليس عدونا يا حرار وحرائر الجنوب فلولا شرعية هادي ما صدر قرار مجلس الامن الدولي رقم ٢٢١٦ ولولا شرعية هادي ما كان هناك شي اسمه قوات التحالف ولاولو صمودكم انتم في خنادق وجبهات القتال لما عاد هادي الى عدن ولما طار منها الى نيويوك ليقول ومن منبر الجمعية العامة للامم المتحدة اننا موجودون على الارض وان شرعيتنا قائمة اذا هناك تكامل وهناك ضرورة للعمل مع هادي يجب الاستفادة منها لمصلحة شعب الجنوب قدر الامكان ٠