آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:20:20
(بشرى سارة) للجنوبيين عامة و(أبناء عدن) خاصة..!!
ياســين الرَّضــوان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

دائماً ما تدفع مدينة عدن ثمن مراهقات السياسة والسياسيين، ولو حدثت مشكلة في صنعاء أو مأرب أو صعدة، فعلى عدن وأبنائها أن يدفعوا الثمن، وهكذا دواليك في أبسط البدهيات التي يجب على عدن أن تأخذ فيها أبسط قراراتها من تلقاء نفسها، في كل مرة وفي كل لحظة وعاما بعد عاما، تنتزع (الثقة) من عدن كما تنتزع الروح من الجسد وبشكل عنيف، رغم أنها المدينة الأكثر جدارة وجمالا وجدارة، في أن تتسلم سلم الريادة والقيادة؛ بسبب خصوصيتها التي حباها الله بها من عنده، وما كان لبشر أن ينتزع الثقة والجدارة من هذه المدينة الا باغ أو حاقد أو في نفسه مرض، وكل ذلك يأتي للأسف تحت خانة "المحافظة على الوحدة"، كم يا ترى ستستمر الوحدة على هذه الطريقة، سنة، سنتين عشرة، عشرين، خمسين، مائة عام، ثم ماذا بعد ذلك..؟!! إذا لم تجعل الوحدة في قلب الجنوبيين، فلن تجدها - على الإطلاق - في مكان آخر، لسنا نتحدث هنا بمنطق دعاة الإنفصال أو هواته المذكورين في آيات الوحدة الإسلامية؛ ولكنها فقط آية وعبرة نبثها للتفكر الواقعي، لمن ألقى السمع وهو شهيد.. دعونا نتدبر في قليل من قليل: (تلفزيون عدن) مربوط بزر من صنعاء، (كهرباء عدن وأخواتها) قدرها مربوط بمأرب، (غاز عدن..) مربوط أنفاسه بمأرب، (رواتب أبناء عدن..) مصائرها مربوطة بصنعاء، (أبسط تفاهة في معاملات عدن والجنوب) بأكمله يرد إلى صنعاء، (تمرد صنعاء) وطردها لرئيسها ورئيس حكومتها وشرعيتيهما وأبنائها وأحزابها ومفتيها ومن لف لفيفهم مربوط بصنعاء، ولمواجهة تمرد صنعاء يجب أن (تدمر عدن وأخواتها)، وحتى (عندما يريد أن يموت أبناء عدن..)، لابد أن يذهبوا إلى صنعاء ويمروا بطريقها وعلى طائرتها، كي يسافروا للعلاج بعد أسابيع أو أشهر، قبل أن يموتوا طبعاً، فهل يا ترى كنا نظن أن الأمور ستستمر على هذا المنوال، وإن سلمنا باستمراريتها فإلى متى يضل الوضع على هذه الشاكلة التي (أقل ما نقول عنها) بأنها كارثية؟! ثم في الأخير، نسمع أخبار (البشرى السارة والكبيرة) التي تزف لأبناء عدن والجنوب، والتي مفادها أنهم "سيستلمون رواتبهم"!!!، أخبار مؤسف تبعث على الأسى، أن يختصر (كيان الفرحة) بعد هذا الخراب والدمار الكبير في الأنفس قبل المدن، بزف بشارات من هذا القبيل لأبناء عدن والجنوب، وكأن ما مروا به كان واجب ديني، وما هذه البشرى إلا زوائد نعمة ترفيهية فقط، هكذا أتى العيد على الناس البسطاء والفقراء في هذه المدينة الحبيبة، ولم تقرر صنعاء بعد، ما إذا كانت ستقوم بصرف رواتب العيد لعدن ومدها بالسيولة من بنكها أو لا، مؤكد أن هذه ليست حياة يعيشها إخواننا المقهورون والمظلومون، إي والله ليست إلا موتا زؤام، ومن ذا الذي سيخلص للوطن وللوحدة أو من سيدافع عنهما، وهما يخذلانه كل هذا الخذلان، في كل وقت وحين، ولا يوفران له، لا حرية ولا كرامة، ولا عدالة، ولا تنمية، ولا سلم منه حق المواطن الخاص قبل العام، ولا حمته ولا وهبته أمنا ولا استقراراً، شئنا أم أبينا دافعنا أم سكتنا، هذا الأمر واقعي ومنطقي جدا ويجب أن نسلم به، كما يجب أن نسلم بتداعياته، التي من بينها استمرارية الوحدة أو تجريب المجرب والمخرب معا.. لا أحد يتذكرها، نعم (عدن المنسية) أقصد ومن غيرها، في خرائط عقول الظلمة ولابسي الدين ومنحرفيه، ودعاة الثقافة الزائفة، وإن أبدوا تعاطفا مع الجنوبيين، حسب رياح الأمزجة التي تهب على عقولهم وضمائرهم، ثم ما تلبث أن تعود لأول منزل، وهكذا تستمر الحكاية، ويستمر الخراب والدمار، وتنتشر الكآبة في كل زاوية من زوايا عدن التي كانت في يوم من الأيام ضاحكة باسمة، عكس بكاء اليوم ويئسه من أرواح المنصفين الحقيقيين، لا منصفي (رياح وعواصف) هذه الأيام..، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين إذا اتفقوا عادوا ليبنوا صنعاء وليهمشوا عدن، وإذا اختلفوا أحالوا عدن إلى دمار، وكأن عدن لا يكفيها ما فيها قبل الحرب ويجب ألا يكفيها ما بعد الحرب، أف لكم من عاقين تعطيهم عدن روحها ويضعون فيها فضلاتهم وغذاراتهم أف لكم مما تقعلون..!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص