آخر تحديث :الجمعة 12 يوليو 2024 - الساعة:11:02:11
نخشى أن تتحول الجهود الإنسانية لتبادل الأسرى إلى تجارة غير مشروعة
د. حسين العاقل

الجمعة 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

عند الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة الموافق 18 سبتمبر 2015م، وبينما كنتُ مع السفير قاسم عسكر نستمع إلى أصوات الانفجارات المدوية ونشاهد مواقع سقوط الصواريخ التي كانت تلقي بها طائرات التحالف العربي، ونحن على قمة جبل العُر بمديرية الحد- يافع، وهي تدك المواقع العسكرية للجيش الموالي للمخلوع علي عبد الله صالح، ومليشيات الحوثي المتمركزة في منطقة " درب ذي ناعم" بمديرية الزاهر الشمالية، والتي تمثل إحدى المناطق الحدودية السياسية والجغرافية والتاريخية الفاصلة بين شعبي الدولتين والكيانين السياسيين المعروفين بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية. فإذا بأحد المناضلين ومن الشخصيات الاجتماعية الجنوبية، يوقف سيارته عندمارأى السفير قاسم عسكر وتقدم نحونا وملامح وجهه تكسوها البشاشة وسمات التواضع والوقار، وبعد أن تبادلنا معه التحايا ومشاعر المودة، فقد راح يحدثنا عن جهوده الإنسانية مع شخيصات تمثل الحوثيين، وذلك في مساعي تبادل الاسرى الجنوبيين بأسرى الحرب الشماليين المحتلين.وفي سياق حديثه المتحمس، تطرق إلى كثير من الصعوبات التي تواجهه، ومنها عدم تعاون بعض القيادات السياسية وفي المقاومة الجنوبية معه، للإسراع في استكمال هذه المهمة الإنسانية، وأشار إلى نجاحه فيتبادل عدد من الأسرى الجنوبيين بأسرى شماليين.. وقال أن عدد الأسرى الجنوبيين أكثرهم مواطنين مدنيين أبرياء ومن العائلات التي نزح أفرادها أثناء الحرب العدوانية للغزو الحوثي إلى مناطق المحافظات الريفية، حيث كانت عناصر مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، التي نصبت العديد من نقاط التفتيش في الطرقات العامة، وبعد أن تمكنت بجبروت جيوشها الغازية، من احكام سيطرتها وفرض حصارها على جميع المنافذ البرية والبحرية، وعلى الطرق التي تربط العاصمة عدن بالمحافظات الجنوبية الأخرى، فقد كان جنود الغزاة، يقومون بعمليات الاختطاف للنازحين بالقوة وتحت التهديد بالسلاح، وفي حالات كثيرة الشروع بالقتل لإجبار المواطنين العزل على قبولهم صعود العربات العسكرية ونقلهم إلى المعسكرات لتحويلهم إلى دروع بشرية، كما حدث في القاعدة الجويةبالعند التي اختطف إليها أكثر من 2000 مواطناً مدنياً. في حين كان عدد أسرى الحرب من جنود الغزو والاحتلال أقل من الجنوبيين، لأن معظمهم أن لم يكن جميعهم قد تمت أسرهم أثناء المواجهات القتالية وعند اقتحام المواقعوالتحصينات العسكرية لقوات الاحتلال في مختلف الجبهات.وبعد فترة من الحوار وتبادل الآراء، اتفق على أن تستمر هذه الجهود الإنسانية المشكورة، على أن تكون بالضرورة تحت أشراف منظمة الصليب الأحمر الدولية وبالتنسيق معها، باعتبارها المنظمة المسؤولة والمخول لها تبادل الأسرى في مثل هذه الحروب السياسية والإقليمية، خصوصا وأن عمليات الأسر والاخطاف قد حدثة أساساً، نتيجة حرب سياسية وعسكرية وقعت بين قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية الجنوبية من جهة، وبين جيوش محتلة وغازية من شعب الشمال لأرض وشعب الجنوب منجهة أخرى ...لذلك لابد من التواصل والتنسيق مع ممثلي الصليب الأحمرالدولي في عدن، حول عملية تبادل الأسرى حتى لا تتحول هذه الجهود الإنسانية الخيرة إلى صفقات تجارية غير مشروعة، يكون ضحيتها المواطنين الجنوبيين الأبرياء..نأمل ذلك والله ولي الأمر والتوفيق..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص