آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
المقاومة الجنوبية اعترفت بمشروعية هادي.. فهل سيحترم هادي شرعية المقاومة؟
أحمد حرمل

الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

المقاومة الجنوبية اعترفت بمشروعية هادي فهل سيحترم هادي شرعية  المقاومة ؟!!

 

احمد حرمل

 

كثر الحديث هذه الايام عن مشروعية هادي وعن مدى قبول الجنوبيين به في عدن وذهب البعض الى اصدار بيانات باسم الحراك تحذر هادي من العودة الى عدن هذا النزق غير المبرر لا نجد اي تعبير لوصفه سواء بالعدمية السياسية التي لم يستوعب  اصحابها الوضع الجديد الذي افرزته الحرب فمن وجهة نظري فان العودة الى عقلية ما قبل الحرب ومكونات ما قبل الحرب وزعامات ما قبل الحرب وصراعات ما قبل الحرب يعد خيانة لدماء الشهداء 0

ان الحرب العدوانية الحقيرة التي شنتها مليشيات الحوثي وقوات الحرس  العفاشي على الجنوب وما نتج عنها من جرائم ودمار وألآم ومآسي أفرزت المقاومة الجنوبية كتطور طبيعي للحراك السلمي وامتداداً لخياراته  ومساراته السياسية وعلى المقاومة الجنوبية أن تفرز قيادة سياسية تعكس الواقع الموجود على الأرض 0

المقاومة الجنوبية ضمنياً اعترفت بمشروعية هادي المستمدة من قرارات دولية وإقليمية من خلال ترحيبها بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي أكد على مشروعية الرئيس هادي ومن خلال ترحيبها  بتدخل قوات التحالف  العربي  وبضرباتها الجوية التي هدفت إلى عودة مشروعية هادي المستمدة من المبادرة الخليجية وعدد من القرارات والبيانات الأممية ليس المقاومة وحدها فحسب بل شعب الجنوب بأكمله أيد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216  ورحب بقرار تدخل دول التحالف العربي عسكرياً وبارك ضرباتها الجوية ، وكلنا يعرف بأن هذا التدخل والضربات جاءت بطلب من هادي ودعماً لمشروعيته ومن هذا المنطلق  علينا احترام هذه المشروعية حتى وإن لم يكن لها وجود على الأرض كالتزام أخلاقي للتوجهات الدولية الإقليمية التي فرضتها  علينا ظروف الحرب ، ولذا علينا التفكير جيداً  بكيفة التعامل مع هذا الوضع الحساس في مرحلة دقيقة وصعبة ونعمل على الانتقال من التعطيل إلى إنتاج الحلول وايجاد البدائل 0

فعلى سبيل المثال هناك 13 مديرية محررة منها خمس مديريات في الضالع التي تم  تعيين محافظاً لها وقائداً للواء بالتنسيق مع المقاومة أربع مديريات في ردفان  ومثلها في يافع  لماذا لا تقوم  المقاومة بتحمل مسئولية تلك المديريات المحررة إداريا وأمنيا  وتنموياً ليس بقوة السلاح بل كرغبة شعبية لأبناء تلك المناطق وبمباركتها تأيدها والذي أثبت  الواقع بأن  كل سكانها مقاومة ولذا ندعوا المقاومة الجنوبية إلى المبادرة في وضع رؤية لكيفية إدارة المناطق المحررة والتي يتم اسقاطها يأتي في مقدمتها مديريات الضالع وردفان ويافع  تتضمن تشكيل مجالس بلدية تعكس في تركيبتها الوحدة الوطنية الجنوبية وتجسد لحمة النسيج الاجتماعي  التي تجسد في جبهات القتال بحيث نقوم هذه المجالس باختيار المحافظين ومدراء عموم المديرات أعضاء المكاتب التنفيذية في المحافظات والمديريات وتنشىء شرطة محلية وشرطة حراسة المنشاءات وخفر السواحل وشرطة حماية المعالم السياحية والأثار  والشرطة الراجلة والدفاع المدني وغيرها من الوحدات والتشكيلات الأمنية التي تقتضيها الضرورة تستوعب في صفوفها  شباب المقاومة،

وتشرف على إعادة الإعمار، بحيث يمثل مجموع أعضاء تلك المجالس جمعية وطنية  تعمل على رسم ملامح  مرحلة ما بعد النصر وأدواتها وتحالفاتها  وتوجهاتها وقواسمها المشتركة وتمهد الطريق للاستقلال  وتستوعب المتغيرات الجديدة  تكون أولوياتها على النحو التالي : 

1- تطوير العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي وتعزيز عوامل الثقة وعلى وجه الخصوص مع السعودية والانتقال من مرحلة التبعئة التي فرضتها أوضاع الحرب إلى مرحلة الشراكة الحقيقية التي تراعي مصلحة الطرفين تحديد أفق ومستقبل العلاقة الأخوية بين دولة الجنوب ودول  مجلس التعاون  والقائمة على حسن الجوار ومكافحة الإرهاب وحماية أمن المنطقة وانسياب المصالح 0

2- تحقيق انتصارات حقيقية على الأرض وبشكل متوازي في جميع المحافظات تمكن من السيطرة على الأرض والثروة0

3- إفراز  قيادات  شابة متحررة من التبعية والولاءات  الشخصية تقوم بإدارة الأوضاع الاستثنائية في مرحلة ما بعد الانتصار  وتهيئة الأوضاع لإعلان العودة إلى الوضعية التي كانت قائمة قبل الوحدة0

4- القيام بعمل دبلوماسي مكثف من خلال جولة مكوكية إلى عدد من الدول وفي مقدمتها الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوربي بهدف كسب تأيدهم لخيار استعادة دولة الجنوب والاعتراف بشخصيتها الدولية كعضو في الأسرة الدولية والاستفادة من خبرات ورمزية القيادات الجنوبية السابقة في هذا الاتجاه  كمرجعية وليس كصناع قرار0

5- إيجاد ميثاق شرف يجنبنا الاقتتال الجنوبي الجنوبي0

وبالمقابل على هادي  احترام شرعية المقاومة الجنوبية ليست كحق أخلاقي بل كحق سياسي تفرضه الضرورة الموضوعية ونحن حين نقول احترام شرعية المقاومة ندرك تماماً بأن المقاومة الجنوبية ليست بحاجة لمن يعترف  بشرعيها كونها تستمدها من التضحيات الغالية والجسيمة التي قدمها شعب الجنوب في كافة جبهات القتال والتي تعد امتدادا لنضال سبعة أعوام من النضال السلمي الدؤوب والذي لولاه لما وصلنا الى هذا الصمود الأسطوري والانتصارات المذهلة ،فهل يستوعب الرئيس هادي واقع اليوم ؟ و يفكر بعقلية اليوم ؟ ويغادر مربع التفريخ الذي ورثه عن سلفه ، وينهي التعامل مع الاشخاص التي صنعها بيده لكي يقدمها كممثلة للجنوب0

إن تجاوز المقاومة وتجاهل خياراتها سيواجه بالرفض فما حققته من انتصارات على الارض باسقاطها للضالع وعدن وتطهيرها من مليشيات الحوثي عفاش ، وهي في طريقها لاسقاط العند ولحج وبقية المحافظات الاخرى يعد حدثاتاريخيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وهذا يعني بأن واقع ما بعد الانتصار يختلف تماماً عن واقع ما قبله ، وما كان بامكان هادي تمريره في الامس يصعب تمريره اليوم ، وماكان مرفوضاً من هادي والنخب الشمالية في الامس صار مقبولاً عندهم ومرفوضاً من الاخرين ، وما كان يمكن لانصار الله ان يحصلوا عليه من مكاسب في أي تسوية سياسية اضاعوها بغرورهم وعنجهيتهم فلا يمكن ان يحصلوا عليه اليوم بسبب تغير موازين القوى على 0

هذا هو واقع اليوم بكل تعقيداته وتشعباته  وعلينا ان نتعامل معه كم هو وليس كما نحب ان يكون فالسياسة من وجهة نظري ليست فن الممكن بل هي الاستفادة من الممكن لجعل اللا ممكن ممكناً وعلى هذا الاساس  علينا إجادة اللعبة السياسية وإجادة استخدام أدواتها وأن لا نغتر بالنصر ونركب رؤسنا ، وعلينا أن نعرف أنه ليس  بمقدور أحد فرص خياراته بالقوة 0

إن المقاومة الجنوبية تمر في أوضاع غاية في الخطورة والتعقيد  ومع هذا فنحن نرى بأنه لا خوف عليها من الشمال فشعب الجنوب قد تحمل كثيراً وصبر أكثر وهذا هو ضمان أمان المقاومة وسيحميها من أي محاولات تهدف الى وأدها او حرف مسارها ، وكذلك الحال شباب المقاومة المرابطين في خنادق وجبهات القتال لن يسمحوا لاي كان التفريط بدماء الشهداء والجرحى أو العبث بالانتصارات المحققة على الارض  او تجييرها لاي طرف كان او أستثمارها  لاهداف  ضيقة خلافاً لخيارات شعب الجنوب وتطلعاته بل الخوف عليها من الجنوبيين انفسهم ومن نزق البعض وشطحاته وتصرفاته غير  المحسوبة وقراراته غير المدروسة 0

في الاخير نتسأل بعد 120يوما من الحرب والآف الشهداء والجرحى وعشرات الجرائم البشعة راح  ضحيتها مئات النساء والاطفال والشيوخ والتي كان اخرها مجزرة دار سعد ، وحصار المدن وتدمير وتشريد السكان فهل سيحترم هادي شرعية المقاومة ؟!!0

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل