آخر تحديث :الجمعة 09 اغسطس 2024 - الساعة:01:09:08
الهدايا الخليجية المجانية لإيران
م. جمال باهرمز

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

ان السياسة الخليجية تجاه شمال اليمن والجنوب سياسة لا تخدم الشمال ولا الجنوب ولا الشعوب الخليجية والأمة العربية فهي تعطي هدايا مجانية عظيمة لأعداء العرب المفترضين وفي مقدمتهم إيران فلا استراتيجية طويلة المدى ولا شراكة حقيقية مع الشعوب ولهذا فشلت باستمرار وذلك للأسباب التالية:

أولا: بالنسبة للشمال:

ا- تتعامل بصناعة أدوات محلية من نافذين وقادة عسكريين وهذه الأدوات ليست استراتيجية ولكنها ترقيع على حساب إقامة مؤسسات حقيقيه لدوله تخدم الشعب فالأدوات والأنظمة تزول والشعوب تبقى ولهذا تم لفظ هذه الأدوات فخسرت الخليج الشمال لصالح إيران. والغباء السياسي الخليجي في السابق أضاع العراق وسوريا ولبنان.

ولا يخفى على أحد ان دعم الأحزاب الدينية وخاصة الإصلاح والرشاد السلفي في الشمال في بيئة زيدية شيعية جعلت المجتمع ينتفض على هذه الأحزاب والدليل على ذلك ان أنصار الله الحوثيين دخلوا بعض المحافظات في الشمال بدون طلقة رصاص مما يدل على ان المجتمع حاضن ومؤيد لسياساتهم.

ثانيا: بأنسبة للجنوب:

  1. نجد السياسات الخليجية تمتهن لغة الصمت لما يجرى من مآسي وانتهاكات من قبل عصابة نافذة حاكمة في صنعاء منذ 25 سنه بحق أبناء الجنوب ... فهي أي دول الخليج تسارع حين تختلف هذه العصابة على التوريث او النهب للثروات وتعمل على لملمتها بالمبادرات لإعادة اللحمة لهذه العصابة ...ولم تكلف نفسها دول الخليج ان تساهم في لقاء لقاده جنوبيين في الشتات وفي الداخل ليخرجوا برويه موحده يخاطبوا بها العالم للمساعدة في حل قضية الجنوب. والآن عندما ترفض دول الخليج واولها الشقيقة الكبرى إرادة أبناء الجنوب في استعادة دولتهم والانفصال عن الشمال معناه ان يظل الجنوب تحت وصاية سلطة صنعاء المتمردة حسب تصنيفهم ...وحتى وان كان هناك إقليم جنوبي كامل الصلاحية اليس الوزارات السيادية كالجيش والخارجية سترسم خططها وسياساتها الدولة المركزية في صنعاء والتي حسمت أمرها باتخاذ قرار التعاون الاستراتيجي مع إيران في كل المجالات وهذا يسري على الوزارات وفروعها في الجنوب والتي ستدار من خبراء إيرانيين (وستكون سلطة الجيش والسياسات الخارجية مصبوغة بصبغه هذا التعاون الأمني والسياسي وغيره .وعلى سبيل المثال ان قررت صنعاء لمصلحة الدولة الاتحادية إقامة قاعدة عسكرية في عدن او حضرموت تشرف عليها إيران ...فلن يعترض أحد لأنها سياسة الدولة وشان داخلي .وكما فرطوا بالشمال سيفرطون بالجنوب لدولة فارس.
  2. هذه الهدايا التي تقدم من قبل قادة الخليج بكل غباء لدولة فارس. لا يمكن لعاقل إلا ان يبرره بالتالي: ا- أن هناك لاعب ثالث هو من يصنع القرار ويجعل هذه الدول الكرتونية تمرره وان هذا اللاعب الثالث كل همه ان لا ينفصل الجنوب لظنه بخطورة وجود دولة جنوبية مستقلة تشرف على أهم ممرات مائية عالمية. وان مصالحه ستتضرر بانتهاء الوصاية على دولة الجنوب وشعبها ...وهذا ما يفسر اغتيال الكوادر العسكرية والمدنية الجنوبية منذ أول سنة وحدة حتى هذه اللحظة. (أركل الصبر المسيس / فهذا الصبر خائنا ومندس / واتجه لساحات النضال/ وأرفض الوصال / ان كان في الوصل ..شبحا ملثما..../ خلف الباب يستل .... خنجرا مسمما / جاهزا للغدر والاغتيال / فحلم الشعب الذي ظنناه تحقق / أصبح كابوسا والعيش فيه محال / وأصبحت الحياة موقد شر يظن الشعب / ان لا هروب منه إلا الانفصال).

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص