آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
ماهي المسارات المتاحة لليمن للفترة القادمة ؟
د. سناء مبارك

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

جميعنا أصبح مدركا الى أين نسير.. لا شك أن المستجدات الأخيرة كان لها صدى قويا في قلب الأمور رأسا على عقب دونما القصد بإتيان دلك رسميا فكما يبدو و كأننا ذاهبين الى تقسيم اليمن الى 3 أجزاء شمال الشمال ووسط الشمال والجنوب.. أو ربما أكثر..ولكن دعونا لا نستبق الأمور فيا محلاها وهي تأتي إلينا حقيقة بدلا من نظرتنا إليها مرارا كحلم طيف ... دولة الجنوب.
لقد جرت الأمور و بصورة استباقية بعد الانتهاء من الدستور الجديد مباشرة حيث جاء الحوثي وأربك المشهد السياسي بتقدمه نحو عمران ثم صنعاء ثم الحديدة ثم إب واستمر بتقدمه لاختراق مأرب والجوف ليصل لشبوة و حضرموت منابع الغاز و النفط...  و كان  لديه امدادات جمة من الجيش و الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأهم من هذا كله دعم إيران العسكري والمالي...  ولكل جهة من هده الجهات غرض سياسي أو مذهبي لدعمه ...
وبينما الحوثي يفرض تواجده على الأرض ... تقدم باتفاقية الشراكة والسلم للقيادة و تمت الاستجابة لها أسوة بشراكة بقية الأحزاب في السلطة ولكن الحوثي لم يرغب بشراكة محدودة بل أراد بأكثر من دلك و لما لا وهو يتواجد  على الأرض وماضيا  في تقدمه وفارضا عناصره في الرئاسة وفي مختلف المؤسسات الحكومية بل واشتغل بفاعلية في مكافحة الفساد وفعلا بدأ الناس يحبون فيه تحديده وفضحه للفساد ومنابعه .. ولكن أسرع كثيرا في كشف طموحاته السياسية للاستيلاء على السلطة منفردا متناسيا طبيعة الكيان السياسي لليمن اليوم ومنذ 1962  أنه كيانا جمهوريا ...
قام الحوثي بعملية شبه انقلاب على السلطة مدعما بصالح واستولى على الرئاسة وأكثر المؤسسات واحتجز رئيس الجمهورية و مدير مكتبه ثم قام باحتجاز الحكومة و خاصة الوزراء الجنوبيين ...وبعد دلك وضع برنامجه للدولة وهو مكون من :  إعلان دستوري و مجلس وطني يعلوهما لجنة ثورية وقد بدأ بالفعل العمل على الإعلان الدستوري أمام  المظاهرات المناهضة له من بعض المدن اليمنية... وأثناء هذه الأزمة استطاع رئيس الجمهورية الخروج من حجزه ووصل عدن بصورة مفاجئة وبدأ ممارسة عمله كرئيس للجمهورية بعد أن قدم استقالته أثناء احتجازه في صنعاء ..ثم سحبها قبل البث فيها من قبل مجلس النواب ..تلك كانت مقدمة عن الأوضاع التي مرت بها اليمن منذ 21 سبتمبر 2014 والى الآن .
دعونا الآن نركز على المسارات المتاحة لليمن للفترة القادمة... هناك العديد من المسارات لليمن و لكن أرى أن المسارات الاستراتيجية ممثلة بالتالي:

مسار الرئيس الاستراتيجي للبلاد

1) على الرئيس عبد ربه منصور ان يلعب دوره الطبيعي كرئيس حريص على وحدة اليمن  خاصة وان هناك  من الشعب الشمالي من هو معول عليه بمسيرة اليمن الاتحاديةالفدرالية بعدد من الأقاليم...لا علم لي بعددهم المتفق عليه ... كما وان  إنجاح الحوار للانتقال السلمي أصبحت من التحديات الصعبة خارج العاصمة صنعاء و تحويلها الى مكان آمن ... حقا انه في وضع لا يحسد عليه وأنا أناشد كافة الشباب و الحراك ان يتفهموا لوضعه ويعطوه الفرصة الكافية لتخطي التحديات الآنية أمامه...

2) بينما يتخذ الرئيس الاتجاه أعلاه ، عليه مراعاة القضايا التالية:

   ا) إن الجنوبيين المحتجزين بحاجة الى حل سياسي من الخارج لإخراجهم من صنعاء بأي وسيلة.

 ب) ان يعطي مساحة من وقته لتفهم أوضاع الحراك و تقديم الدعم ا لمعنوي و المادي لهم.

   3) على  الرئيس ان يسارع في اتخاد خطوات إيجابية تتمثل على سبيل المثال تعيين نواب له على مستوى   الإقاليم- نائب لكل اقليم –كمرحله اولى ..  ومجلس رئاسي  خاص للإلمام بأجندته في عدن و يساعده في أعماله  لإبعاد شبح الكسل و الفتور الرئاسي اللدان يضعفان من شأن المكتب الرئاسي و يبرز ضعف رئيسها لا سيما وان المجتمع الإقليمي و الدولي قد رفع من شأنه وسارع بالاعتراف به كرئيس شرعي للبلاد.  

 4)  على الرئيس ان يعي ان العديد من الأطراف بالداخل والخارج وعلى رأسها الولايات المتحدة مدركة عدم    صلاحية الرئاسة بتركيبتها الحالية..   ونفس التعليقات أبداها العديد من المحللين السياسيين اليمنيين و غيرهم ودلك لما يعتريها من ضعف شديد وعشوائية عملها و الاعتماد على الأقارب و طائفية محدودة ... وعليه وفي هدا الوقت بالذات يحتاج الرئيس عبد ربه منصور الى مجلس من كبار الاستشاريين المتخصصين في مجالات السياسة و التنمية والاجتماع و القانون و اللغات و غيرهم ... و مالم يقم  بدلك فانه لا شك يعطي الرئاسة لغيره واللدين  سيختارونها هم أعداؤه ... بل ‘نهم بدأوا بتداول الموضوع فيما بينهم ولديهم كامل الحق لدلك فالمرحلة تتسارع فيها الأحداث ولا مكان للبطيئين فيها...و الحليم تكفيه الإشارة.

5) على الرئيس ان يسارع بلقاء وفود التكتلات الجنوبية و على رأسهم الأخ اللواء محمد علي أحمد رئيس مجلس الإنقاذ ورؤساء بقية التكتلات الجنوبية ...وأن يجعل منهم دائرة استشارية لتحسين وترتيب أوضاع الجنوب بمختلف المناحي .

أخيرا لا يسعني إلا أن أقول ان الجنوب يمر الآن بمرحلة مفصلية تتطلب كافة الجهود للالتئام مع كافة الفصائل لنثبت للعالم إما نكون أو لا نكون ولكي " نكون" علينا التخلي عن التفكير الضيق بالقول "إنني لا أستطيع العمل إلا مع أصحابي أو طائفتي" .                         

والله من وراء القصد...

رئيس مركز المسار للدراسات والاستشارات الاستراتيجية

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص