آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:21:04:21
رسالة مفتوحة الى عبد الملك بدر الدين الحوثي
حسن بن حسينون

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

تابعت منذ اللحظات الاولى لبروز حركة انصار الله وكنت معجبا برجالها وشبابها وبإعجاب اكبر بالأهداف التي قامت من اجلها وفي مقدمتها القضاء على الفساد بالتعاون مع كل الخيرين من أبناء هذا الوطن وشعبه المظلوم .ب

ل لقد كنت اشد اعجابا بموقفك من الجرعة التي يعود الفضل في ذلك لك شخصيا في الغائها حتى انني من شدة الاعجاب كتبت حينها مقالا بعنوان : ما تحقق على يد انصار الله كان بإرادة الهية قبل أن تكون ارادة بشرية , وقد تضمن ذلك المقال في نهايته التحذير من الوقوع في الخطأ وهو ما حدث فعلا مع الاسف فبدلا من تشابك الايدي لمحاربة الفساد مع بقية القوى الخيرة والوطنية فإذا بكم تلتقون مع رموز الفساد الذين لا يستطيعون العيش الا على الفساد وسفك دماء الابرياء وتعلنونها حربا على شعبكم بعد أن زادت وتوسعت اطماعكم واطماع من قادكم والدفع بكم الى المزيد من المشاكل والازمات والخسائر المادية والبشرية التي ابتلاء بها هذا الشعب تاريخيا .

ان الحروب والنزاعات وكل اشكال الصراعات لا يخرج منها منتصر واحد الجميع مهزومون وأغلب الضحايا هم الأبرياء, انظر اخي العزيز الى ما وصل اليه الطغاة الفاسدين لقد كان مصيرهم ومصير شعوبهم ومدنهم وارضهم وما لديهم من ثروات وبنى تحتية سوى الخراب والدمار. وبعد الوصول الى هذا الوضع المأساوي على من بقى على قيد الحياة نراهم يزحفون على البطون يبحثون عن الحلول ويقبلون بأبسط الحلول بدون قيد أو شرط .

أخي عبد الملك ان الفساد والاستبداد منتشر في كثير من بلدان العالم ولا يمكن التغلب عليه أو التخلص منه بالحروب وسفك الدماء فهو بمثابة مرض معدي ومقاومته يتحملها الجميع ولا يمكن ان يتكفل بعلاجها فريق بعينه وذلك ما ابتليتم به انتم لوحدكم بعد اجتياحكم للعاصمة صنعاء والسيطرة على جميع مرافق الدولة الذي لم يكن له شبيها في أي بلد , وكانت اخرها الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار وخراب شامل .

أخي عبد الملك ان ارواح ودماء شباب انصار الله تزهق وتسيل على مدار الساعة وكذا شباب الثورة ومنتسبي المؤسسات العسكرية والأمنية اللذين يلاقون نفس المصير , انها دماء غالية , دماء مسلمة حرم الله قتلها بغير ذنب وانت ادرى بذلك قبل غيرك . انظر الى الأباء المكلومين ودموع الثكالى والأرامل من الأمهات والزوجات , انظر الى اليتامى من الأطفال الذين لا يدرون كيف واين يعيشون وأي مستقبل ينتظرهم ,انظر الى اين وصل هؤلاء جميعا في كلا من سوريا وليبيا والعراق لقد كان مصيرهم التشرد والشتات والعذاب والموت تحت رحمة البراميل الكيماوية المتفجرة والسيارات المفخخة وأعداء الله الانتحاريين . لقد تحولت مدن سوريا والعراق وليبيا الى اطلال تنعق وسطها البوم والغربان ’ ولكن أين ؟ في بلاد الشام وعاصمة الرشيد .

ثم عن أي نصر او مستقبل تبحثون عنه بعد أن دخلتم في عداء مع شعبكم لحظة دخولكم صنعاء في  الحادي والعشرين من سبتمبر, ومن بعدها الحديدة وذمار واب وحجة وعمران ورداع وغيرها . قد يكون سهل لكم دخول هذه المحافظات لكن الخروج سيكون صعبا وبعد أن تدفعون الثمن غاليا خاصة وانكم في مواجهة مع أكثر من 90 % من الشعب اليمني .

حكم ضميرك واحفظ وحافظ على سمعة ومكانة ال البيت , بيت رسول الرحمة وليس بيت الشر والقتل لأن من قتل مؤمنا متعمدا فكأنما قتل الناس جميعا واعمل على تنفيذ شعاركم : الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود والنصر للاسلام , تلك الشعارات التي رفعها من قبلكم العرب والمسلمين جميعا وفي المقدمة الفلسطينيين لأكثر من 100 عام أو أكثر دون أن تجدي نفعا بدلا من القتل المتبادل لأبنائكم وأخوانكم , شاركوا مع بقية أبناء شعبكم في البناء والتنمية والاستقرار والتخلص من الفقر الذي كتب عنه أحد المفكرين ( إن الفقر مصدر لكل الأثام والشرور كالسرقة والادمان والانحراف وان الفقر معناه الضعف والجهل والمرض والقمع والنفاق ). فلا يغرنكم تلك السواعد المرفوعة والأفواه التي تصرخ : الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود والنصر للاسلام .

لقد سبقناكم نحن في الجنوب بشعاراتنا : ( يمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والارواح سوف نناضل سوف نقاتل ثورة ثورة لا اصلاح ) فماذا جنينا نحن من تلك الشعارات , كأعراب نتميز بالظاهرة الصوتية والأعراب أشد كفرا ونفاقا .

لقد دمرنا وقتلنا انفسنا في عدة حروب اهلية دامية ولم نحقق لا ثورة ولا يمن ديمقراطي موحد ولا اصلاح بل خراب ودمار, ولا تبعد كثيرا اخي العزيز فهتلر زعيم النازية الالمانية الذي ظل وحزبه النازي رافعين اياديهم للامام تحت شعار المانيا فوق الجميع فماذا كانت النتيجة ؟ كانت الحرب العالمية الثانية المدمرة التي ذهب ضحيتها أكثر من 50 مليون قتيل .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص