السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أولا: ممكن الواحد منا يتقبل أن يسمع من وسيلة إعلامية أو تصريح لناشط مستقل وهو يتحدث عن الستة الأقاليم المفترضة وكأنها أمر واقع ومقر وهي ليس كذلك بالطبع، لكن لا يمكن أن يتقبل الواحد منا أن يأتي هذا التعاطي الاستخفافي من وسائل إعلام حزب بحجم حزب الاصلاح الذي يستخف بعقول العامة من الناس بوسائل إعلامه  المختلفة وهو يذيع البيانات والاخبار بأن إقليم زعطان يطالب بانضمامه إلى اقليم فلتان , وان اقليم زيد يدين ما قامت به قوات إقليم عبيد، وهو أي الإصلاح يعرف أن مشروع الاقاليم لم يقرها حتى الحوار الوطني ولم يتم التوافق ولا الاتفاق عليها  بين الاحزاب ناهيك عن إقرارها بدستور، ناهيك عن الرفض الجنوبي العارم لمثل هكذا مؤامرة برداء أقلمه.

 توصل المناكفة السياسية ذروتها بمثل هكذا عبث لا تأبه لما قد يحل بالعباد من كوارث ومآسي ودمار جراء هذه المراهقة السياسية المتأخرة, وكل هذا لهثا  خلف كراسي الحكم ومغانم النهب والفساد والتكسب, وبعد أن تعتلي هذه الأحزاب سدة الحكم تبدأ بمواعظها عن الوطن  والذنب والأخلاق والوحدة, والصدق مع النفس والزهد بالحكم والثروة .  

ثانيا-انفصاليو الأقاليم ليس من حقهم بعد اليوم أن يمسكوا المسبحة ويعتلوا المنابر ليسمعونا الآية الكرية: واعتصموا بحبل الله جميعا....

 وذلك بعد دعوة الوزير السابق الترب لمن  أسماهم بالشوافع إلى إعلان الإقليم والانفصال عمن أسماهم بالزيود.

هذا التوحش وهذه القتامة التي تتبدى لنا يوما بعد يوم  تظهر كم هي عظيمة الثورة الجنوبية لولا خذلانها من بعض  قادتها وتخطفها من  بعض نسور المصالح وغربان المنافع، كم هي عظيمة وهي تتمسك بأعلى درجات الأخلاق ورقي التفكير, حتى في أشد الظروف قهرا وقساوة، كم هي ثورة نقية وهي ترفض اللعب بورقة المذهبية الطائفية وتنبذ أساليب القوقعة الجغرافية المحصورة بقطر دائرة (دولة إلا ربع) أو جمهورية إقليم  أبو ثلاث عزل وناحية).
خاتمة: قال لي محذرا: حاذر فإن قلمك قد يجرحك.!

قلت له: أما سمعت نزار قباني وهو يقول: إن الكتابةُ رحلةٌ بين الشظيةِ .. والشظية.!