آخر تحديث :الخميس 16 مايو 2024 - الساعة:14:51:26
الاتفاق الهش وأطماع وتعزيزات لا تتوقف ..!
احمد الربيزي

الخميس 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

ساعات على بدء سريان وقف إطلاق النار  حول القصر الجمهوري للرئيس اليمني (هادي) باتفاق هش كما يراه الكثير من المراقبين بين الحماية الرئاسية المدافعة على القصر الرئاسي وبين مليشيات أنصار الله (الحوثي) ، السؤال هل سيصمد هذا الاتفاق أمام أطماع وطموحات وتعزيزات طرفي الاحتراب ؟ أو أن فرض وقف إطلاق النار من قبل دول الوصاية العشر سيسري الى أجلا غير مسمى ؟؟!!.

في اعتقادي  أنه إن لم يلحق سريان وقف إطلاق النار اتفاق نهائي بين الطرفين وفيه تنازلات واضحة من الرئاسة اليمنية فإن الأمر لن يكون الاّ أخذ فرصة للتقييم على اساسها كل طرف يقيم مكاسبه من هذه الجولة ونقاط قوته التفاوضية والعسكرية ونقاط ضعفه وعلى ضوء ذلك ستحدد سياقات التفاوض القادم .. كما وهي فرصة للتعزيزات والترتيب لجولة أشد عنفاً من سابقتها. ومن خلال نتائج الجولة الأولى ستحدد كذلك شروط كل طرف وكل طرف قوة شروطه تحددها مكاسبه على الأرض وهنا سيدخل عامل رفض النتائج ورفض الشروط المستجدة، وفي حال يرى الطرف المهزوم ان لديه فرصة ستكون مواتية في الجولة الثانية وهو يرى الهدنة فرصة ليعزز قواته وأمداده، كما أن المنتصر ستزداد أطماعه بانه سيحسم الأمر في الجولة الثانية خصوصا وقد كسب الجولة الأولى وهذه الاعتقادات مع غياب الحكمة أصلا  هي أسباب تهدد الهدنة الهشة التي ستنهار في أي وقت.

هذا من جانب وفي جانب السياق السياسي هل سيرضخ الحوثيون بالقبول بأي نتائج لا تلبي طموحاتهم والتي كانوا يرون وسيلة الضغط لقبولها يقع بالتلويح بالقوة العسكرية فما بالنا اذا خاضوا نزال على مشارف القصر الجمهوري وقد ضيقوا الخناق على الرئيس اليمني (هادي) وحشروه في مساحة محددة لا تتعدى مساحة القصر الجمهوري وما حولها من المباني خصوصا وقد سيطروا - حسب ما تناولته الأخبار - على جبال (النهدين) المطلة تماما على القصر الجمهوري كما وقد سيطروا عل وسائل الإعلام الحكومية ؟!

وهو ما  سيغريهم في ان يستمروا حتى يحسموا الأمر عسكريا في حال بدأ لهم الأمر أهون من مواجهة شاملة في حال بقي الأمر كما هو (وسيلة ضغط ليس الا)، أو مواجهة مؤجلة قد لا تتيح لهم فرصة أنسب من هذه الفرصة المواتية كما قد يروها، وفي المقابل الرئاسة اليمنية تتمتع بدعم دولي وعربي كبيرين وعلاوة على ذلك لدى الرئيس اليمني الكثير من مقومات القوة خصوصا وان الجيش اليمني ووزارة الدفاع لم تتدخل حتى الآن في المعارك الجارية والمعروف ان وزير الدفاع (الصبيحي) يعد من المحسوبين على الرئاسة اليمنية  كما لم يستخدم (هادي) حتى الان الاّ  قوة الحماية الرئاسية لكنه وأتباعه استطاعوا ان يضغطوا على (الحوثيين) بالجانب الاقتصادي من خلال توقيف ضخ النفط في شبوة وفي حضرموت وكذلك في مأرب حتى وإن بدى ذلك شكلياً، وبمجرد الإعلان عن توقيف ضخ النفط أوجد أزمة خانقة في تموين مشتقات الوقود عموما وهذا أثر بشكل كبير  على حركة السير وسيؤثر في قادم الأيام أكثر وأكثر في المدن اليمنية وخاصة في العاصمة اليمنية صنعاء.

كما ان تلويح نائب وزير المالية (حسام الشرجبي) الذي تحدث في مقابلة مباشرة لقناة "العربية الحدث" حيث أكد ان الحوثيين لم يسيطروا على كل محافظات اليمن واشار الى ان الحوثيين يواجهون صعوبة في السيطرة على كل محافظات اليمن ومقاومة شرسة مما يفسر على ان الفرصة لن تتاح للحوثيين بأن يسيطر على كل محافظات اليمن وهذا ينذر بان تتوسع المواجهات في الأيام القادم بين الرئيس (هادي) وأتباعه من جهة وأنصار الله (الحوثي) من جهة أخرى وبكل تأكيد ستدخل في المواجهات ان حدثت أطراف عدة قبلية وغير قبلية. 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص