آخر تحديث :الجمعة 09 اغسطس 2024 - الساعة:01:09:08
(زمان دولتنا ... والآن زريبتكم)
م. جمال باهرمز

الجمعة 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

- من دعاء أئمة السلف في خطبتي الجمعة (اللهم أمنا في أوطاننا)

-ذاك الزمان أيام ما كانت لنا دولة مؤسسات ومجتمع مدني  ...قبل الوحدة المغدور بها. كان لنا أسلوب حياة رائع ومجتمع يشع بالمحبة ..نفتقده ..كانت لنا كل بيوت حارتنا هي بيتنا ...وكل آباء جيراننا  هم آباؤنا .... وكل المساجد هي مساجدنا.

-ذاك الزمان وأذكر وأنا في المرحلة الابتدائية كانت أمي تصيح على بنت الجيران التي تدرس في الاعدادي أو الثانوي (علمي ابني) وفعلا تدرسنا وتعلمنا وتمسك من أذني لأجل أحل الواجب هي أو غيرها من بنات الجيران الأكبر سنا.. وكانوا كل بنات الجيران لنا أخوات ...والآن انحصرت الأخوة في البنت التي تخرج من بطن أمك  فقط وبقية الإناث غرباء وأجنبيات .

-زمان كان مربي/ة الصف شيء مقدس ومهيب واحترامه واجب ..وعندما يعاقب طالب ..حتى بالضرب بالمسطرة أو العصى ... لا تتدخل أسرة الطالب مهما كان العقاب ....الآن تم القضاء على احترام وهيبة المدرس والمدرسة ..ونجد بعض آباء يهددوا المدرسين حين يعاقبوا أولادهم ويتدخلوا في شؤون المدرسة..ضاع التعليم حينما أضاعوا هيبة المعلم.

- زمان كنا نلعب في الشارع سوية مع أبناء الجيران ووقت المغرب ندخل كلنا بيت أحد الجيران أو بيتنا لنشاهد برامج الأطفال في التلفزيون...ونسمع أم أحدنا (غسلوا أرجلكم أولا) . وإذا جاء وقت العشاء تعشينا مع بعض ونسمع الأمهات تقول للثانية ابني عندك ...ترد عليها أيوه يتعشى مع العيال ...خليه يروح ...وترد عليها بعد العشاء ..والآن لاتعرف جارك هل أكل أو لا ولا حتى تعرف أولاده وأسمائهم.  

- ذاك الزمان.... لما يأتي جار جديد بطرف الحافه ويسكن فيها ..كان الكل يسلم عليه ويتعرف عليه ويقدم له الخدمات وبسرعة النسوان تزور النسوان والأولاد يتآلفوا ويلعبوا مع بعض ....الآن جارك في نفس العمارة ما تدري من أين جاء أو ماذا يعمل ..بل إن البعض اكتشف بعد فترة أن الساكنين في أحد الشقق كانوا إرهابيين. 

- ذاك الزمان ..كانت الناس في الملاعب الرياضية والأندية والمقاهي تتناقل الأخبار والأحاديث وتمارس الرياضة أو في الحفلات الفنية لأروع الفنانين في الجزيرة...هذا الزمان ... لا أندية ولا فن ...خطة ممنهجة للقضاء على الفن والرياضة والإبداع العدني والجنوبي ...والذي كان يسبب لهم حرج في اللقاءات الإقليمية والدولية .

- ذاك الزمان ..كانت المساجد تمتلئ عن بكرة أبيها في يوم المولد النبوي للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وتوزع الحلوى والتمر على المصلين الذاكرين ويقرأ من السيرة النبوية ويحفظ الصغار من السنه المحمدية والحاضرون من كل الاتجاهات الآن يتم الفرز الطائفي المقيت .... فهناك مساجد للسنة ..ومساجد للصوفية ومساجد للبهرة وكل طائفة تضمر للأخرى الكره واعتبارها خارجة عن الدين القويم  

- ذاك زمان كان المجتمع العدني مثالي وكل الناس فيه أهل واخوة فكان الهندوسي والبينيان والعربي والصومالي والبهري والشافعي والحنبلي أسرة واحدة لا تمييز ولا فرز.. من بعد الوحدة وحتى الآن يتم الفرز والقضاء على بنية المجتمع بأدوات الجاهلية والعصبية والطائفية والمناطقية والقبلية ..فأقصي المجتمع العدني بشكل خاص والجنوبي بشكل عام . 

- ذاك الزمان كانت المدارس في كل قرية مثل المساجد ...لهذا وجد الدكتور والمهندس والمعلم وغيرهم ...الآن فقط تبنى المساجد الكبيرة ولا تبنى المدارس..والغرض لتقسيم المجتمعات إلى طوائف ومذاهب ليصبحوا دعاة فتنة أو مليشيات قتل ويعين لبعضها أئمة وخطباء من خارج نطاق الوزارات المعنية ..بل يتبعوا أحزاب الفتنة أو دول إقليمية

- ذاك الزمان كانت الناس تتجمع وتتبادل الأحاديث ...الآن الناس تتجمع في غرف مغلقة وكل واحد عينه باتخرج على تلفونه الخاص ويشغل الواتس اب والفيس بوك ولا كان أحد بجانبه.. بل إن أبناء البيت الواحد ...يراسل ويدردش في الموبايل  أكثر من دردشته مع أهل بيته  

- ذاك الزمان كان هناك احترام للكبير مهما كان ...فلا يستطيع طفل أو ولد أو شاب أن يرد على الأكبر منه أو يعصي توجيهه.. وعندما يتعارك اثنان من الغلمان ..كان يأتي والد أحدهم ويضرب الاثنين ويربيهم ..ولا يتدخل الأب الثاني بل يحثه على تربيتهم ....الآن إن شتم ولد ولدا آخر تدخل الكبار وصارت بينهم مشاكل وقطيعة وحقد وقد تتطور إلى استعمال الأيادي والسلاح لأتفه الأسباب ..

زمان إذا احد من الصغار نام ببيت الجيران مع ابنهم يتركوه نائم وكأنه ببيته إلا أن تأتي أمه لأخذه وكأنه أحد أولاد بيت الجيران. وكثير من المرات كانوا بنات الجيران يناموا مع اخواتنا والعكس وكأن البيوت بيت واحد والأسرة واحدة ..الآن إذا دخل الصغير بيت الجيران مع ابنهم ..تحركت في نفوس الكبار المناطقية والمذهبية والعنصرية والفارق بين ابنهم وابن جيرانهم ..واختلاف المستوى العائلي والطبقي وغيره وأدخلوا في الأنفس الصغيرة الخباثة ونزعوا منها البراءة.

- ذاك الزمان كان الشباب كل وقته لبناء قدراته ...في الصباح مدارس وجامعات والتعليم على أعلى مستوى.. وبعد الظهر في الأندية الرياضية والشواطئ للعب والترفيه...الآن الشباب أصبحوا مصيدة لعصابات تجارة المخدرات وللبطالة.. وسعيد الحظ من وجد باص أو سيارة أجرة ليعمل عليها سائق  

- ذاك الزمان كان مضغ القات يحدد بيومين فقط ..فكانت للآباء فرحة اللقاء وطعمه في هذه اليومين ...وباقي الأسبوع عمل ونشاط وإنتاج والتزام ...الآن القات كل يوم وأخل بنظام المجتمع وحمايته وأمانه وأخل بالأسرة ودخلها    

- ذاك الزمان إن مرض أحد عرف بذلك الكل ..وأصبح زيارته والجلوس معه واجب لمواساته ...الآن الأخ يمرض أو أولاده ...وتكون الزيارة كواجب صعب يجب القيام به لمرة واحدة ولا أحد يعينه لا دولة ولا أهل ولا جيران ولا أقرباء... فيبحثوا له عن تجار الخير للتبرع... وتصبح دمعته ساقطة وكرامته في الأرض ويزداد مرضه نفسيا وعضويا  

 - ذاك الزمان كان كل شيء حلال إلا ما حرمه الله في كتابه وباب التوبة مفتوح ...الآن كل شيء محرم إلا ما أباحه صاحب اللحية الحمراء والوكيل الحصري للرب عن أعناقنا.. ولازلنا في الجنوب تحت سطوة فتواه التي أباحت دم الشعب كله ..... والتراجع واسقاط الفتوى مرهون برضائه ولم تستطع الحكومات المتعاقبة إسقاط   الفتوى حتى اللحظة

- ذاك الزمان كانت لنا دولة فيها حياة ... الآن أصبحت لنا مقصلة لتنكيس الجباه

وهذا من أسباب خروج الملايين من أبناء الجنوب للمناداة باستعادة الدولة

(نحن شعوبا جائعة للحرية والسعادة و للنور.........نحن أمة ضائعة في ماضينا وحاضرنا.. وفي كل العصور ...نحن من جعل ....الزنى والسبي نكاح....والنهب مغنم متاح ...وقطع الرقاب مباح...ومجدت قصص الفجور .... أمة ملتزمة بماضيها الغيور.... ترفض إلى مستقبلها العبور ...إن ثار ثائرها كفر...كيف على ولي الأمر.... سيد نعمته...هذا القذر .... يثور)

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص