آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:10:12:09
الجنوب آفاق مشرقة لقضيه شعب عادلة
عبدالصمد الجابري

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

الثورة الجنوبية وقواها الفاعلة من مكونات الحراك السلمي والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والشبابية وفي مختلف محافظات الجنوب: ماهي تصوراتها وبرامجها السياسية والإعلامية والجماهيرية للارتقاء بزخم ثورتها وتصعيد نضالها وتجاوز حالات الاختلالات والوهن والذي ينتاب الكثير من القيادات والتي تعيش اليوم حالة الانتظار اليائس ..

على شباب الجنوب وفي مختلف محافظات الجنوب دراسة أوضاع الثورة الجنوبية والوقوف على ما هو ايجابي وكيف العمل على تطويره وماهي السلبيات التي رافقت مسار الثورة وكيفية العمل وبشكل سريع لتجاوزها والانطلاق بصدق وأمانه نحو ايجاد آلية فاعلة تلتزم بها كل القيادات الفاعلة والخروج من حالة الصمت المميت .... ....... ننتظر خلال الأيام القادمة فعاليات أكثر جرأة وإقدام وشجاعة ليعلم العالم أن الجنوب وشعبه تم الزج به في وحدة ميؤوس منها ولا أمل في أن تخرج اليمن ونظامها في صنعاء من أزماته المتعددة لأنه نظام لا زال يعيش في علاقاته الاجتماعية القبلية لما قبل نشوء الدولة في العصر الحديث ..

. إن شعب الجنوب التواق لنيل حريته كاملة واستعادة سيادته على أرضه وبناء دولته الجديدة المستوعبة لكل أبناء الجنوب بكل أطيافه السياسية والاجتماعية فالكل مشاركون في بناء دولة الجنوب دون أي استثناء وخيرات الجنوب لكل شعب الجنوب ... علينا نحن أبناء الجنوب اليوم خلق علاقات جديدة فيما بيننا علاقات يسودها الإخاء والمحبة وتناسي الماسي التي مرت علينا والاستفادة من تلك الدروس والعبر.... وأن نخلق نظام حكم يشارك فيه الجميع ولا نترك لأفراد أن يقرروا القضايا المصيرية لشعبنا ويكفي شعب الجنوب ما قد عاناه من تلك السياسات الفردية.

المؤامرات على الجنوب أخذت أشكالا متعددة أبرزها التركيز على القيادات العسكرية والأمنية واستهداف اغتيالهم فلو نظرنا كم هي الأعداد من القيادات العسكرية والأمنية الذين تم اغتيالهم منذ بداية الوحدة الشؤم وحتى الآن لو جدنا عدة الالاف ممن تم اغتيالهم والهدف إفراغ الجنوب من كل القيادات العسكرية المؤهلة والتي تمتلك الخبرة قل نظيرها في المنطقة العربية .... ترى من له المصلحة في تنفيذ هذا المخطط الإجرامي بحق شعب الجنوب. على كل القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية أخذ الحيطة والحذر لأنها مستهدفة من مراكز النفوذ القبلي والعسكري والقوى الظلامية التابعة لها.

وإذا كان للجنوب اليمني دوره الرائد في مسيرة الربيع العربي والذي كسر حاجز الخوف من نظام صنعاء الظالم وخرج بالجماهير الرافضة للوحدة اليمنية التي كانت عليه وبالا فقد مثل نظام صنعاء خيبة أمل للجنوبيين والذين هم من سعوا إلى الوحدة مقدمين دولتهم بمساحاتها الشاسعة وعدد سكانها الأقل بكثير ممن توحدوا معه وثروات بترولية ومعدنية وسمكية، فقد تنكر نظام صنعاء للجنوب وتخلى عن المبادئ والاتفاقيات المنظمة لدولة الوحدة ومارس مختلف صنوف القهر والإذلال لأبناء الجنوب ويمكن القول أن نظام صنعاء قد أنهى كافة مؤسسات الجنوب وطرد غالبية العسكريين والمدنيين من وظائفهم إلا القليل جدا ممن كانوا من أنصار نظام صنعاء.

الجنوب اليوم ومنذ قيام ثورته السلمية في 2007 م قد حقق كثير من الانجازات على طريق استعادة دولته وعاصمتها عدن والقضية الجنوبية تحظى باهتمام إقليمي ودولي وحتى في إطار نظام صنعاء اليوم فقد اجمعت كل الأحزاب على عدالة القضية الجنوبية ولابد من معالجتها في إطار الحوار الوطني،

من يعتقد أنه يستطيع أن ينفرد بحكم الجنوب اليوم فهو واهم فقد مثل الحزب الاشتراكي اليمني طيلة فترة حكمه على الجنوب الكثير من الماسي والويلات فقد شهد الجنوب عدة مسلسلات للحروب الداخلية كان سببها الرئيس تصارع أهل الحكم في إطار الحزب الواحد واليوم هناك من المكونات السياسية الجنوبية العديد منها على الساحة والكل يسعى لأن يكون له نصيب للمشاركة في بناء الدولة الجنوبية..

إذا من هي القيادات الجنوبية المؤهلة لاستلام سدة الحكم في الجنوب هذه مسألة مهمة للغاية فهل نكرر نفس القيادات التي كانت سببا في تمزيق الجنوب أم من كانت سببا في ضياع دولة الجنوب حتى ولو كنا في الجنوب قد تسامحنا وتصالحنا هذا لا يعني أن ينفرد تيار لوحده ولكن كل المكونات السياسية بما فيها كل السلاطين والأحزاب والشخصيات الاجتماعية على أن يتم تشكيل جبهة وطنية عريضة وتشكل هيئة رئاسة جماعية يتفق حولها مسبقا ..

فرياح التغيير في الجنوب اليوم باتت تلوح في الأفق وشعب الجنوب اليوم يعي جيدا دروس التاريخ وكل المآسي والويلات لن يدعها تتكرر مرة أخرى فالقرارات تكون بالإجماع من كل القيادات وليس من فرد واحد وما الثورات التي فامت في الوطن العربي إلا سببها تحكم الفرد في مجريات الأمور ومطلوب من المجتمع الإقليمي والدولي الإشراف بشكل مباشر على تركيبة الحكم في الجنوب خوفا من الدخول في المحظور ...

وهنا نريد أن نسلط الضوء على واقع الحال للثورة الجنوبية وهي أن القضية الجنوبية قضية شعب عادلة ... فالثورة الجنوبية اليوم تعيش أزمة حقيقية والتي يمكن تلخيص أبرزها في الآتي :  (1) تعدد المكونات الحراكية وكثرة القيادات الجنوبية سواء في الداخل أو الخارج والذي كان سببا رئيسا في تضارب البرامج والخطط والمشاريع وكلها تعبر عن قصور بالغ في رسم رؤية واضحة للثورة الجنوبية والارتقاء بأدائها قدما على مختلف الأنشطة السياسية والجماهيرية والتنظيمية والإعلامية وعلى صعيد التعامل مع دول الجوار والإقليم والدولي في إعطائهم صورة واضحة عن القضية الجنوبية منذ الوحدة الشؤم وما جلبته من ويلات لشعب الجنوب..

(2) بالرغم من مرور عدة سنوات للثورة الجنوبية منذ يوليو 2007 وحتى الآن لم نشهد من أي مكون حراكي وبالذات من المجلسين الأعلى لقوة الثورة والاستقلال ... (جناح باعوم)) ((وجناح البيض)) وحتى بقيه المكونات من تأسيس دوائر مركزية تهتم بشؤون العمل التنظيمي وتشكيل الدوائر التخصصية لتقوم بواجبها وهذا ينطبق على بقية المكونات ... فالمطلوب اليوم الانطلاق نحو العمل الجماعي الموحد والظروف الموضوعية والذاتية مهيأة لشعب الجنوب في استعادة دولته وعاصمتها عدن.... فنظام صنعاء يعيش أزمات قاتلة لا يمكنه بأي حال من الأحوال الخروج منها.

وفي ظل غياب القواسم المشتركة بين النخب السياسية الجنوبية ومحاولة كل طرف فرض خياره السياسي على الآخرين كخيار وحيد قد أدى إلى تمزيق الكتل الثورية الجنوبية المتمثلة بالحراك السلمي في المشهد السياسي الراهن ..لم تتمكن معه هذه النخب من صياغة مشروعها السياسي برؤى الاستراتيجية وتفاصيله التكتيكية .. الأمر الذي أدى إلى ضياع الكثير من الفرص التي كان بالإمكان استغلالها لتعزيز مسارات حل القضية الجنوبية حلا عادلا وفقا لخيارات الشعب في الجنوب.

وفي هذا الصدد نرى من الأهمية بمكان أن يعمل الجميع على تكوين قاسم مشترك لكل القوى الفاعلة في الساحة الجنوبية ووضع خارطة طريق واقعية تبدأ بإيجاد آلية فاعلة لوحدة الصف الجنوبي واختيار قيادة مشتركة من كل المكونات المتواجدة على الساحة الجنوبية.

ويرى محللون سياسيون أن على مكونات الحراك السلمي الجنوبي أن تبدأ بالتعامل مع تطورات الأحداث في الساحة اليمنية من خلال رفض تقسيم الجنوب إلى إقليمين لما يحمله هذا التقسيم من التفريغ للقضية الجنوبية من معانيها السياسية والتأريخية والوقوف عند حدود تقسيم إداري مجرد من الابعاد السياسية مع العمل على انتاج روابط وثيقة بالعملية السياسية مع العمل على انتاج روابط وثيقة بالعملية السياسية الجارية على صعيد أليم كلها دون تحفظ ... ففي سياق هذه العملية فقط يمكن حل القضية الجنوبية ونجاحها في الحفاظ على كيان الدولة باعتبارها ركنا أساسيا في توفير شروط حل القضية الجنوبية. وعلى القوى السياسية المنخرطة في الحراك السلمي أن تعي بأن رفض العملية السياسية سيوفر فرصة سانحة أمام مشروع العنف الذي ستتولاه قوى أخرى وأن العوامل المؤدية إلى انهيار الدولة في صنعاء سينعكس سلبا على الجنوب بسبب هشاشة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكثرة اللاعبين فيه.

كما أن الانهيار إذا ما حدث فقد يجد الجنوب نفسة تائها ومنقسما وسط هذا الانهيار ربما أكثر من الشمال فمن مصلحة الجنوب أن لا ينهار كيان الدولة وألا تبقى في صيغتها الهشة القائمة ... وفي هذا السياق يمكن أن تتأسس الدولة الاتحادية ويضع أبناء الجنوب رؤيتهم للإقليم الجنوبي على طريق استعادة دولتهم بعد بناء مؤسساتهم التي افتقدوها... وعلى أبناء الجنوب التعامل باعتبارها خطوة حاسمة وضرورية لاستعادة المبادرة السياسية لوضع القضية الجنوبية في مسارها الصحيح كون تلك العملية تدخل في إطار التكتيك الذي يخدم الاستراتيجية وأن يقوم أبناء الجنوب بالضغط لمعالجة القضايا المرتبطة للأعداد الهائلة من أبناء الجنوب مع استمرار الثورة الجنوبية في زخمها الجماهيري ..

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص