آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
وحدة صف.. أم تمزيق الممزق
فضل مبارك

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

هل يتسع الجنوب لمزيد من الانشقاقات والتشظي؟

وهل هناك من ظرف زمان أو مكان يعطي الفرصة لترحيل القضية الجنوبية إلى أجل مسمى؟

ألم يحن الظرف بشقيه الموضوعي والذاتي لترسو قضية الجنوب على بر الأمان؟

ألم تكفِ المعاناة والقهر التي تجرعها الجنوبيون طوال نحو ربع قرن من الزمن لتشفع لهم من أجل السعي لوضع حد لها؟

أليست الدماء الطاهرة المنسكبة على تراب هذا الوطن والتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب خلال مسيرة نضالهم السلمي كفيلة بالوصول إلى قاسم مشترك بين قوى وفصائل الحراك الجنوبي للتوافق على خط سير موحد نحو تحقيق مطالبه المشروعة؟

وفي ضوء ما تقدم من تساؤلات يطرحها الشارع الجنوبي هنا وهناك بشكل أو بآخر.. نقول هل في الساحة الجنوبية من متسع لمزيد من المكونات الحراكية الجديدة التي تظهر وتتوالد كل يوم بشكل جديد وثوب قديم؟

ماهي الضرورة والحاجة لنسمع كل يوم عن الإعلان عن مسمى جديد لفصيل أو مكون؟.. وعندما تتأمل جيدا تجد أنها نفس الوجوه والأسماء؟

وحتى إذا ما سلمنا بأحقية ومشروعية الناس في تكوين وإنشاء إطار سياسي ونضالي لهم.. فإننا نبحث ولا نجد لتلك المكونات أي مشروع وبرنامج سياسي واضح ومحدد ومن خلاله تستطيع تلك القوى جذب ودعوة الناس للالتفاف حولها؟

حتى اللحظة لا يستطيع أي متابع أن يحصي عدد مكونات وفصائل الحراك الجنوبي؟.. ومع أن معظمها هي مجرد مكونات وفصائل وهمية لا تجد منها سوى الاسم فقط تم تفريخها وصناعتها بغرض تمزيق وحدة الصف الذي هو الركيزة الأساسية للنصر من خلال الاصرار على وجود ممثلين لهذه المكونات في أي تشكيل قيادي جنوبي حتى يحصل هذا المكون أو ذاك الفصيل على أكبر قدر ممكن من عدد الأعضاء في أي تشكيل أو لجنة.. ومع أنها سياسة معيبة بحق تلك القوى لكنك تجد أن كل القوى في الساحة الجنوبية تتبارى وتتنافس من خلال عمليات التفريخ والتصنيع.

وحتى مع الدعوة لخلق تحالف أو جهة عريضة تنازعت كثير من الأطراف الأمر وكأن المسألة "لعب عيال" فبرزت لنا مسميات: المؤتمر الجامع، الجبهة الوطنية، جبهة الانقاذ ، التحالف الوطني لقوى التحرير والاستقلال وبالنظر إلى القوى والفصائل المنضوية في هذا التشكيل أو ذاك نجد معظمها يتكرر وجودها في أكثر من تشكيل وهي حالة خطأ وغير موضوعية وتدل على العشوائية وعدم الحصافة والنضوج السياسي.

ومع أن تلك التشكيلات للفصائل والقوى الجنوبية (الجامع، والانقاذ، والجبهة ، التحالف)، تتفق على الأهداف والمطالب لكنها ترفض أن تتوافق على تشكيل إطار تنسيقي سياسي يوحد خطاها من أجل تعاطي موحد في الطرح مع الخارج.. لأسباب ربما ما عادت خافية على الشارع الجنوبي.. وقد نتناولها في نبض يوم آخر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل