آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
حرب البيانات
فضل مبارك

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يعتقد البعض أن "الهنجمة نصف القتال" ولذلك فهم يستجرون البيانات والتصريحات، الواحد تلو الآخر.. في محاولة يائسة من قبلهم هروبا من استحقاقات واجبة عليهم نحو الجماهير.

لقد كادت أحداث المعلا الدامية يوم الاحد الماضي أن تعصف بالحراك لولا شجاعة بعض القوى الوطنية المخلصة لقضية الثورة والجنوب ، لكن هذه الأحداث بينت عورات كثير من القوى وفصائل الحراك التي تزعم حرصها على الجنوب ومصلحة الثوار حيث جاء حرص وشجاعة تلك القوى الوطنية لشد اللحمة الوطنية وتفويت الفرصة على أعداء النجاح.

كان الأولى بتلك القوى "المأزومة" أن تضع مصلحة الجنوب فوق أي اعتبارات وأن تسمو فوق أي صغائر وأن لا تسعى إلى استغلال كل شاردة وواردة وتصنع من الحبة قبة؛ لمحاولة "الانتقام" وتصفية حسابات على حساب ألم ودماء ودموع الثوار بإيراد حجج باطلة والتمسك بقشة.

تمر القضية الجنوبية بظرف استثنائي عصيب.. فيه من التحدي الشيء الكثير.. حيث أصبحت على المحك في أن تكون أو لا تكون.. ولذلك فإننا نكرر ونكرر ونكرر ولا نريد أن يصبح نداء القوى العقلانية كالأذان في مالطا وأن تسعى تلك القوى المأزومة إلى صم أذانها.. نكرر ونقول إن نشر الغسيل وحرب البيانات والتصريحات التي تقوم بها بعض العناصر والقوى في هذا الوقت بالذات مهما كانت المبررات والمسببات لا يخدم القضية ولا يصب في مصلحة شعب الجنوب ونضاله ولا ينتصر لدماء الشهداء.. بقدر ما يخدم العدو المتربص بالجنوب وأهله.

لقد أفلتت هذه القوى من يدها زمام قيادة الفعل النضالي وأسقطت من بين أيديها التفاف الجماهير حولها وفقدت رصيدها من خلال شطحة اندفاع طفولي لا ينم عن حصافة سياسية وأفق نضالي يستوعب الآخر.. بقدر ما يعبر عن توجه لإقصاء الاخرين والسعي للتفرد وفقا ومنطق "أنا الجنوب والجنوب أنا" وغيري دخيل وعميل وعدو.

يا جماعة الخير.. يا قيادات اعلموا علم اليقين أنه اذا ما استمر حالكم على هذه الوضعية في محاولات التربص ببعضكم.. والانحراف عن الهدف الأسمى وإضاعة الوقت وتبديد الجهود والإمكانيات في مواجهات عقيمة.. فإن تحقيق هدف الجماهير ومطلبها في استعادة الجنوب سيكون بعيدا بعد الشمس ولن يصبح بمتناول الأيدي أبدا ولو بعد مائة سنة .

إن العالم كله يرقب كل ما يصدر عن قوى وفصائل الحراك الجنوبي بل وعن كل فرد من نشطاء الجنوب.. ويعرف العالم عدد أنفاس كل شخص بأكثر مما يعرفها الشخص نفسه.. فنحن تحت مجهر دقيق جدا وبالتالي ينبغي على قيادة المكونات أن تعي وتدرك كل ما يصدر عنها من أفعال وردود أفعال مهما صغرت أو عظم شأنها لأن العالم يقرر توجهاته وخطواته في الدعم والتأييد من خلال ما يرقبه و يلحظه من فعل على الشارع.

دعوكم.. من حرب البيانات وسخِّروا الجهد والورق والحبر لفعل ثوري توافقي فهو أجدى وأنفع للجنوب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل