آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
الحامل السياسي ضمان نجاح الثورة
د. يحيى شائف الشعيبي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أهمية الحامل السياسي للثورة :    

لا تستطيع أي ثورة في العالم النجاح إلا عندما تفرض على الاحتلال الاعتراف بحاملها السياسي؛ لأن الثورة محمول يحتاج إلى حامل سياسي له إطار تنظيمي مشكل في كل ( قرية وحي ومركز ومديرية ومحافظة وهيئة عليا ) وله برنامج ورؤية ونظام داخلي ومشروعه وطني ثوري وهذا هو حال الحامل السياسي للثورة الجنوبية الذي مر على قيامه أكثر من سبع سنوات ولم يقم على أساس تغييري فردي أو قبلي أو مذهبي أو مناطقي أو شرائحي ،وهذا هو سر صموده ، فلا غرابة إذا تعامل الاحتلال مع الجنوبيين في سلطته منذ صيف 1994م على أساس مناطقي أو قبلي أو مذهبي أو شرائحي  فشغلهم في بعضهم دون المشروع الوطني إلى يومنا هذا ، إلا أن الحامل السياسي لثورة الجنوب التحررية أسقط المشروع التجزيئي للاحتلال وأحل محله المشروع الوطني الكلي ، وهو السر في استمرار نجاحه طوال سبع سنوات عجاف .

 خطط الاحتلال في القضاء على الحامل السياسي :

 رسم الاحتلال اليمني وحلفاؤه في الداخل والخارج (الذين تقاسموا الجنوب في صيف 1994م) عدة خطط  منذ 7/7/2007م للقضاء على الحامل السياسي الوطني إلا إن شعبنا الجنوبي الثائر تصدى لها جميعا على النحو التالي :

1-  تمييع الحامل السياسي : في الفترة من 2007-2010م رصد الاحتلال مبالغ طائلة بهدف شن حملة إعلامية وتحريضية ساخرة لمنع قيام الحامل السياسي ، إذ وظف حلفاؤه من الجنوبيين للقيام بهذا الدور هادفا من ذلك إلى تحويل النضال الجنوبي من ثورة تبحث عن حامل سياسي يقود نضالها إلى مجرد انتفاضة تبحث عن قيادة سياسية يكون حاملها السياسي أحزاب المشترك حينها ، ففشلت الخطة عندما تمكن  شعب الجنوب الثائر من مواجهة هذه الحملة الظالمة بوعي ثوري هادف حتى تم تشكيل الحامل السياسي بنجاح .

2- تدمير الحامل السياسي : في الفترة من 2011- 2012 م وخاصة عندما أصبح الحامل السياسي أمرا واقعا لجاء الاحتلال إلى أسلوب القمع بهدف القضاء عليه إذ وجه قواته العسكرية لقتل وجرح واعتقال شعب الجنوب الملتف حول الحامل هالسياسي وفي مقدمتهم قياداته ورموزه كما أنفق مبالغ هائلة لشراء الذمم بهدف أنشاء حامل سياسي مضاد من قبل جنوبيين مواليين للاحتلال وبمشاريع وهمية منتقصة  فتصدى لها شعب الجنوب الثائر بالقناعة في التضحية وحماية الحامل السياسي والاصطفاف حوله وكشف المشاريع المنتقصة ورفضها حتى تم إفشالها.

3- تفريخ الحامل السياسي : في الفترة من 2012 – 2013م وبالذات عندما شعر الاحتلال بفشل الحامل السياسي الوهمي بفعل مشاريعه المنتقصة لجاء إلى أسلوب التفريخ ورصد ميزانية كبيرة لذلك ،إذ تمكنت هذه الخطة من تقسيم القوى الفاعلة في الميدان إلى عدة أقسام إلا أن شعب الجنوب الثائر تصدى لها بعدم التعامل مع أي مكون يحيد عن استراتيجية التحرير والاستقلال واستعادة الدولة فكان ذلك بمثابة الضمان الحقيقي لتماسك تلك المكونات وتمسكها  باستراتيجية الثورة .

4- تبني شعار الحامل السياسي : في الفترة من 2013م – 2014م وخاصة عندما توصل الاحتلال وأعوانه إلى قناعة تامة بفشل خطة التفريخ لجاء إلى خطة جديدة وماكرة تتمثل في تبني مشروع التحرير والاستقلال واستعادة الدولة من خلال منح الأمان لكل من يتبنى ذلك في الوقت الذي كان من قبل يضايق ويضرب ويأسر ويجرح ويقتل كل من يتبنى استراتيجية الثورة الجنوبية ، ففتح المجال لإنشاء المكونات ، فبداء التسابق بين الكيبلات الخفية على إنشاء مكونات سياسية لها تتبنى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة سواء في فضاء جزئي أو كلي ، فتصدى لها شعب الجنوب الثائر بالمعايير والضوابط والمقاييس والاختبار التطبيقي العملي بهدف فحص النوايا فاتضحت العملية الدرامية وانتصرت الثورة .

5 – رفض الحامل السياسي : في الفترة من 2014 – 30/ 11 / 2014م  لجاء الاحتلال وسيلجاء إلى أساليب الرفض بقوة للحامل السياسي وخاصة بعد أن فشلت خطة المغالطة السياسية ، إذ لجاء الاحتلال إلى تبني خطة رفض الحامل السياسي للثورة من خلال اتباع منهج ثورة التغيير والتخلي عن منهج ثورة التحرير وذلك عندما غرر بجنوبيين داخل الثورة نفسها مستثمرا بعض مظاهر الضعف في بعض المكونات كالاختراقات الجزئية أو المكايدات  الفردية التي أنتجتها طبيعة الصراع مع احتلال ماكر ، إذ عمل على توظيفها وتضخيمها بين الناس وإيهامهم بطريقة ماكرة بان الحل يكمن في تشكيل لجان الاعتصام الثوري التصعيدي من الخيام وليس من المكونات مما يوفر لعناصره  ومناصريه الفرصة السانحة للانخراط فيها بهدف حرمان شعبنا من استحقاقات هذا المنجز فأتى الرد السريع من قبل شعبنا الجنوبي في حضرموت عندما اتفقت قوى الثورة الاستقلالية على تشكيل قيادة للاعتصام وبرنامج قبل إعلانه بعكس ما حدث في عدن عندما تم تبني الاعتصام قبل تحديد أهدافه وخططه وقياداته من قبل الحامل السياسي ، جاء الرد من حضرموت  ليسقط هذا المنهج الخطير وليبين للجميع أن لجان الخيم وقياداتها تنتهي بانتهاء المخيمات كما هو الحال في ثورات الربيع العربي وإن المؤهل للتفاوض إذا بقيت تلك اللجان هي أحزاب المشترك التي رفضت الثورة مشاريعها منذ العام 2007 م وقامت المكونات كحامل سياسي وطني لتقطع الطريق على مشاريع الأحزاب ، وبهذا الشأن تجنبت قوى الثورة الاصطدام مع اللجان المشكلة حرصا على الثورة والاعتصام الثوري من جهة وعدم السماح لها في حرف مسار الثورة من جهة أخرى، وعندما تساءَلت مكونات الثورة عمن أعطى الحق لهذه اللجان في الإعلان عن نفسها في الوقت الذي يوجد حامل سياسي يقود الثورة دون غيره منذ العام 2007-14أكتوبر 2014م كانت الإجابة محصورة في الاحتلال وأساليبه الخفية والخادعة فقطعا لطريق العبث وحتى لا تأتِ مجاميع أخرى وتعلن عن نفسها كلجان إشرافية شكلت قوى الثورة للتحرير والاستقلال لجنة إشرافية متكاملة ،واستشعارا بالمسؤولية تداعت المجاميع من رموز وقيادات الثورة لمنع التصادم بين اللجنتين والبحث عن مخرج على أمل أن لا يتكرر ذلك مرة أخرى فكانت النتيجة تنازل المناضل شلال علي شايع للشيخ الفاضل حسين بن شعيب عن رئاسة اللجنة الإشرافية على أن تضاف اللجان التي حددتها قوى الثورة إلى اللجان المشكلة من الخيام تلك اللجان التي تم التعامل مع أعضائها كأفراد وليس كمكونات وهو منهج خطير لأنه يعطي الفرصة للقوى التي لا تتبنى الاستقلال للمشاركة وتلغي الحامل السياسي القائد للثورة وتعيدنا إلى مربع ما قبل ثورة التحرير والاستقلال وبعد ضغوطات شعبية لمدت أسبوعين تقريبا وافقت اللجنة الإشرافية على توقيع الاتفاقية بين شلال علي شايع والشيخ بن شعيب في 5/ 11/ 2014م إلا أن اللجنة الإشرافية لم تبدِ جدية في تطبيق الاتفاقية وتم بذل جهود كبيرة للتنفيذ بوقت مبكر حتى يتمكن الجميع من إعداد الخطة التصعيدية إلى يوم نوفمبر وما بعدها ولكن دون جدوى وفي يومنا هذا 27/11/2014م اطلعنا على تلقي مكونات الثورة بلاغ بموافقة اللجنة الإشرافية على قبول اللجان المرفوعة من قبل المكونات وهو الأمر الذي  فسره  الكثير من قيادات الثورة  بالسخرية والاستنقاص بالحامل السياسي الذي لا يوجد أمامه سوى الموافقة كتابع لكل ما تم إقراره وعليه أن يتحمل أخطاء ليس له أي صلة فيها ، وبهذا الخصوص ننصح الطرفين باسم مركز صيانة الثورة التحررية الذي يرتبط بالثورة ولا  يتبع أي مكون بضرورة تقاسم الخير والشر من أجل الجنوب وذلك بان تقبل قوى التحرير والاستقلال بالمشاركة في الوقت الحرج وتتحمل جزء من نتاجات ما حدث من نواقص وأخطاء بفعل وضع اللجنة السابقة المعروف مقابل أن تعتذر اللجنة الإشرافية السابقة عما حصل بحق الحامل السياسي للثورة وتتعهد بعدم تكراره وأي طرف يرفض يتحمل المسؤولية أمام الثورة والثوار ، وأن قبل الطرفين بالوضع كما هو لا يوجد أمامنا إلا أن نبارك شريطة أن لا يتكرر ذلك بحق الحامل السياسي مطلقا وأن تكرر مرة أخرى سيتحمل الطرفان معا مسؤولية ذلك أمام شعب الجنوب الثائر وننصح سرعة الالتئام وفقا وما تم ذكره حتى يتم الاتفاق على برنامج تصعيدي واحد ، وصدور بيان سياسي واحد عن فعالية نوفمبر ، من كل ذل يتضح للمراقب السياسي بأن شعب الجنوب الثائر لديه قدرة فائقة في متابعة ورصد وضبط إيقاع الثورة وكشف كل أساليب الاحتلال وإفشالها .   

6- تصفية الحامل السياسي : في الفترة من 30/11/2014- 27/1/2015م وبالذات بعد أن فشلت خطة رفض الحامل السياسي إلا أن نجاح الخطة السادسة من عدمه مرهون  بتمسك الجماهير في يوم 30 / نوفمبر وما بعده بالحامل السياسي والدفاع عنه ، فلكي نثبت بأننا مع الثورة لا بد أن نحافظ على الحامل السياسي ومن يرفض الحامل السياسي فقد رفض الثورة لأن الثورة لا تنجح إلا باعتراف الاحتلال بالحامل السياسي ، فالاحتلال وحلفاؤه يروجون في هذه الأيام بالذات وبطريقة ذكية ضد الحامل السياسي كخطوة استباقية حتى إذا تم إجبار الاحتلال شعبيا وإقليميا ودوليا على الاعتراف بالحامل السياسي للثورة  سيتحجج بان الحامل السياسي تم تدميره من قبل الثوار الجنوبيين وهنا سيكون الخطر الأكبر قادم وسيتم حرف مسار الثورة من نضال تحرري إلى نضال إقليمي بين تيار (إيران وتيار السعودية ) وقطر وتركيا ستغذيا الطرفين ويضيع الجنوب كوطن أو تتحول الثورة إلى صراع بين الشيعة اليمنية والسنة الجنوبية ويضيع الجنوب كوطن لأن الصراع الإقليمي والمذهبي مشاريعهما لا تعترف بالأوطان ولا حتى بالقوميات وحينها يبقى الاحتلال وتبقى هيمنة الجوار والإقليم والشركات لان المشروع الوطني الجنوبي غاب بغياب الحامل السياسي للثورة الذي تشكل على أساس وطني من القرية إلى القيادة العليا وله وثائقه التحررية الموجودة بكل المحافل العربية والدولية وأخيرا أطمئنكم بعدم وجود أي قوة يمنية أو إقليمية أو دولية تستطيع القضاء على الحامل السياسي المعمد بدماء الشهداء طالما الحامل السياسي للاحتلال موجود على أرض الواقع ولا يتصدى له إلا الحامل السياسي للثورة الجنوبية وكم حاولت كل هذه القوى خلال سبع سنوات القضاء عليه ولم تستطعْ لأنه يمثل جوهر الحق الجنوبي المنظم ، صحيح أنهم يستطيعون أن يربكونا إذا طاوعهم البعض ، ولكنهم لن يستطيعوا القضاء على الحامل السياسي للثورة طالما الحامل السياسي للاحتلال مهيمن على السيادة الجنوبية .

النتيجة النهائية : الانتصار الجنوبي أو تأجيل الانتصار : من كل ذلك نستنتج بأن انتصارنا بأيدينا وتأجيله بأيدينا فإذا تجاوزنا هذه المرحلة بعد 30 نوفمبر من خلال تمسكنا بالحامل السياسي الوطني والعمل على توحيده بشكل منظم وليس بشكل عشوائي وتنفيذ كل ما يرسمه من خطط تصعيدية منظمة وسلمية مع حق الدفاع عن سلمية النضال  سنفشل الخطة السادسة كما أفشلنا الخطط السابقة وبعدها سيتم الانتقال بالثورة الجنوبية إلى المصاف الدولي كأمر واقع في يوم 27/ فبراير / 2015م عندما يجتمع مجلس الأمن لعقد الجلسة الحاسمة للجنوب ولليمن بشكل واضح وصريح ، وان فرطنا بالحامل السياسي واتبعنا الأهواء الفردية المزاجية ستختلط علينا كل المشاريع وسيكثر اللاعبون وسنتيه بين المشاريع اليمنية والإقليمية والدولية وبهذا سنؤخر النصر الجنوبي بأيدينا وسنطيل من أمد الاحتلال وحلفاؤه  الذين سيرحلوا في الأخير ولكن بعد تضحيات جسيمة فلا تضيّعْ الفرصة يا شعب الجنوب الثائر من يدك .  

 مشرف مركز صيانة الثورة الجنوبية التحررية .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص