آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
نوفمبر ..بسمة مجد.. دمعة ألم
فضل مبارك

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

نوفمبر مجد شعب.. مصير أمة.. انعتاق وتحرر.

نوفمبر فعل متجذر في وجدان الإنسان.. استطاع الوصول إليه عبر تضحيات جسام لثوار الجنوب.. لأربع سنوات .. كللت بالنصر.

ونحن على مشارف انطلاقة جديدة لنضال شعب الجنوب السلمي كم هو حري بنا أن نقف بتأن وموضوعية أمام إحداثيات هذا الفعل.. لنرسم من خلاله صورة واضحة لمعالم وضع لا زالت كثير من جوانبه معتمة بفعل حالة الانقسام التي يرفع سقفها كثير ممن يطلق عليهم قيادات جنوبية.

لقد تحقق نصر الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967م، بأن دك ثوار الجنوب معاقل تلك الامبراطورية التي ما كانت تغيب عنها الشمس.. وأسسوا مرحلة بناء ثورية.. خلقت الأمن والأمان والاستقرار.

واليوم فإن الفعل الذي تكرر في سفر نضالي جديد آخذاً أشكالا أخرى.. ألغت خيار البندقية واستعاضت عنه بالنضال السلمي سعيا نحو تحقيق الأهداف المتمثلة باستعادة ألق وتوهج نوفمبر الذي سرق في صباح نهار أسود وسحق بأقدام جند وجنزير دبابة.

فهل يمكن لشعب الجنوب الذي يتجرع معاناة ويكابد أوضاع قاسية تعمل على إلغاء هويته وثقافته بل وكيانه من على سطح أرضه واعتباره فرعا ثانويا ملحقا.. أن يعيد هذا الوهج النوفمبري إلى تلك الأرض العطشى.

كم أرى أن أفق نوفمبر جديد بعيد جدا وصعب المنال في ظل هذا "العبث" القيادي.. وتعطيل الفعل الثوري من خلال سعي بعض القوى إلى شق الصف واختلاق الخلافات من أجل النأي بالقضية عن مسارها الصحيح.

لقد انقضت سبع سنوات وأكثر منذ انطلاقة مسيرة الحراك السلمي الجنوبي .. خلالها استطاع شعب الجنوب تحديد خياراته وتحديد رسالته.

لكن ظلت المشكلة التي تؤرقنا هي إيجاد الحامل السياسي لهذه القضية والتعبير عن تطلعات الشعب وحمل رسالته والسعي بها في المحافل الدولية.. لقد ولدت قوى الحراك الجنوبي بصورة عشوائية من خلال قيام بعض الشخصيات باستثمار واستغلال حماسة الناس وإعلان مكونات واحتلال قيادتها.. وها هي تلك القيادات غدت كسيحة تتعاطى مع فعل الجماهير الثوري بنزق.. ولا تريد أن ترتفع إلى حجم تضحيات هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره..

لقد نجحت مكونات الحراك الجنوبي نجاحا باهرا خلال السنوات السبع في استنساخ وتفريخ نفسها وهي تذكرنا بالبضائع الرديئة المجهولة المصدر المعروضة على أرصفة الشوارع.. لكنها عجزت وفشلت فشلا ذريعا حتى الان في إيجاد مشروع سياسي.. يمكن من خلاله استقطاب تعاطف ودعم الأقليم والعالم ليقف مع قضية شعب الجنوب.

إن المراقب يجد حيرة بالغة وهو يستقرئ أوضاع الساحة الجنوبية.. ولا يستطيع الوقوف على سبب جوهري معقول لحالة الخلاف المتصاعد بين مكونات الحراك الجنوبي.

إن العفل الجماهيري الثوري قد بدأ يتململ والخوف كل الخوف أن يتصدع إذا ما استمرت حالة "التوهان" بين قيادات المكونات التي لم تستطع أن تحتوي الشارع الجنوبي وتعمل على توجيه نضاله بعيدا عن الإغواء وتصفية الحسابات.

وطوال خمسة وأربعين يوما لوحة مجد رائعة جسدت من خلالها "لحمة وطنية" بصياغة عصرية تجسد قيم التصالح والتسامح وتنظر نظرة أمل وتفاؤل لغد مشرق وعبرت من خلال هذا العطاء على إصرار وتحدي منقطع النظير للسير بثبات سلمي نحو تحقيق  هدفها..

وعليه نتمنى في ظل هذا الزخم النضالي للجماهير.. "واللعنة" القيادية التي أصيب بها الجنوب .. أن لا يتحول نوفمبر رمز المجد والعطاء والانعتاق إلى دمعة ألم محبطة لهذا التوثب الجنوبي .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل