آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:00:56:36
الجنوب آفاق مشرقة لقضية شعب عادلة
عبدالصمد الجابري

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

الثورة الجنوبية وقواها الفاعلة من مكونات الحراك السلمي والتنظيمات السياسية والمنظمات الجماهيرية والشبابية وفي مختلف محافظات الجنوب :ماهي تصوراتها وبرامجها السياسية والإعلامية والجماهيرية للارتقاء بزخم ثورتها وتصعيد نضالها وتجاوز حالات الاختلالات والوهن والذي ينتاب الكثير من القيادات والتي تعيش اليوم حالة الانتظار اليائس.

على شباب الجنوب وفي مختلف محافظات الجنوب دراسة أوضاع الثورة الجنوبية والوقوف إلى ما هو ايجابي وكيف العمل على تطويره وماهي السلبيات التي رافقت مسار الثورة وكيفية العمل وبشكل سريع لتجاوزها والانطلاق بصدق وأمانة نحو إيجاد آلية فاعلة تلتزم بها كل القيادات الفاعلة والخروج من حالة الصمت المميت.

ننتظر خلال الأيام القادمة فعاليات أكثر جرأة وإقدام وشجاعة ليعلم العالم أن الجنوب وشعبه تم الزج به في وحدة ميؤوس منها ولا أمل في أن تخرج اليمن ونظامها في صنعاء من أزماته المتعددة لأنه نظام لا زال يعيش في علاقاته الاجتماعية القبلية لما قبل نشوء الدولة في العصر الحديث.

إن شعب الجنوب التواق لنيل حريته كاملة واستعادة سيادته على أرضه وبناء دولته الجديدة المستوعبة لكل أبناء الجنوب بكل أطيافه السياسية والاجتماعية فالكل مشاركون في بناء دولة الجنوب بدون أي استثناء وخيرات الجنوب لكل شعب الجنوب… علينا نحن أبناء الجنوب اليوم خلق علاقات جديدة فيما بيننا علاقات يسودها الاخاء والمحبة وتناسي المآسي التي مرت علينا والاستفادة من تلك الدروس والعبر….

وأن نخلق نظام حكم يشارك فيه الجميع ولا نترك الأفراد أن يقرروا القضايا المصيرية لشعبنا ويكفي شعب الجنوب ما قد عاناه من تلك السياسات الفردية,,, المؤامرات على الجنوب أخذت أشكالا متعددة أبرزها التركيز على القيادات العسكرية والأمنية واستهدافها بعمليات اغتيال فلو نظرنا كم هي الأعداد من القيادات العسكرية والأمنية الذين تم اغتيالهم منذ بداية الوحدة المشؤومة وحتى الآن لو جدنا عدة الالاف ممن تم اغتيالهم والهدف إفراغ الجنوب من كل القيادات العسكرية المؤهلة والتي تمتلك الخبرة قل نظيرها في المنطقة العربية…. ترى من له المصلحة في تنفيذ هذا المخطط الاجرامي بحق شعب الجنوب.

على كل القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية أخذ الحيطة والحذر لأنها مستهدفة من مراكز النفوذ القبلي والعسكري والقوى الظلامية التابعة لها وإذا كان للجنوب اليمني دوره الرائد في مسيرة الربيع العربي والذي كسر حاجز الخوف من نظام صنعاء الظالم وخرج بالجماهير الرافضة للوحدة اليمنية التي كانت عليه وبالا فقد مثل نظام صنعاء خيبة أمل للجنوبيين والذين هم من سعوا إلى الوحدة مقدمين دولتهم بمساحاتها الشاسعة وعدد سكانها الأقل بكثير ممن توحدوا معه وثروات بترولية ومعدنية وسمكية ,فقد تنكر نظام صنعاء للجنوب وتخلى عن المبادئ والاتفاقيات المنظمة لدولة الوحدة ومارس مختلف صنوف القهر والاذلال لأبناء الجنوب ويمكن القول أن نظام صنعاء قد أنهى كافة مؤسسات الجنوب وطرد غالبية العسكريين والمدنيين من وظائفهم إلا القليل جدا ممن كانوا من أنصار نظام صنعاء.

الجنوب اليوم ومنذ قيام ثورته السلمية في 2007م قد حقق كثير من الانجازات على طريق استعادة دولته وعاصمتها عدن والقضية الجنوبية تحظى باهتمام إقليمي ودولي وحتى في إطار نظام صنعاء اليوم فقد اجمعت كل الأحزاب على عدالة القضية الجنوبية ولابد من معالجتها في إطار الحوار الوطني , من يعتقد أنه يستطيع أن ينفرد بحكم الجنوب اليوم فهو واهم فقد مثل الحزب الاشتراكي اليمني طيلة فترة حكمة على الجنوب الكثير من المآسي والويلات فقد شهد الجنوب عدة مسلسلات للحروب الداخلية كان سببها الرئيس تصارع أهل الحكم في إطار الحزب الواحد واليوم هناك من المكونات السياسية الجنوبية العديد منها على الساحة والكل يسعى لأن يكون له نصيب للمشاركة في بناء الدولة الجنوبية..

إذن من هي القيادات الجنوبية المؤهلة لاستلام سدة الحكم في الجنوب هذه مسألة مهمة للغاية فهل نكرر نفس القيادات التي كانت سببا في تمزيق الجنوب أم من كانت سببا في ضياع دولة الجنوب حتى ولو كنا في الجنوب قد تسامحنا وتصالحنا هذا لا يعني أن ينفرد تيار لوحدة ولكن كل المكونات السياسية بما فيها كل السلاطين والأحزاب والشخصيات الاجتماعية على أن يتم تشكيل جبهة وطنية عريضة وتشكل هيئة رئاسة جماعيه يتفق حولها مسبقا..

فرياح التغيير في الجنوب اليوم باتت تلوح في الأفق وشعب الجنوب اليوم يعي جيدا دروس التاريخ وكل الماسي والويلات لن يدعها تتكرر مرة أخرى فالقرارات تكون بالإجماع من كل القيادات وليس من فرد واحد وما الثورات التي أقيمت في الوطن العربي إلا سببها تحكم الفرد في مجريات الأمور ومطلوب من المجتمع الإقليمي والدولي الإشراف بشكل مباشر على تركيبة الحكم في الجنوب خوفا من الدخول في المحظور…

وهنا نريد أن نسلط الأضواء على واقع الحال للثورة الجنوبية وهي أن القضية الجنوبية قضية شعب عادلة … فالثورة الجنوبية اليوم تعيش أزمة حقيقية والتي يمكن تلخيص أبرزها في الآتي:

(1) تعدد المكونات الحراكية وكثرة القيادات الجنوبية سواء في الداخل أو الخارج والذي كان سببا رئيسا في تضارب البرامج والخطط والمشاريع وكلها تعبر عن قصور بالغ في رسم رؤية واضحة للثورة الجنوبية والارتقاء بأدائها قدما على مختلف الأنشطة السياسية والجماهيرية والتنظيمية والإعلامية وعلى صعيد التعامل مع دول الجوار والإقليم والدولي في إعطائهم صورة واضحة عن القضية الجنوبية منذ الوحدة المشؤومة وما جلبته من ويلات لشعب الجنوب..

(2) بالرغم من مرور عدة سنوات للثورة الجنوبية منذ يوليو 2007 وحتى الآن لم نشهد من أي مكون حراكي وبالذات من المجلسين الأعلى لقوة الثورة والاستقلال…(جناح باعوم)) ((وجناح البيض)) وحتى بقية المكونات من تأسيس دوائر مركزيه تهتم بشؤون العمل التنظيمي وتشكيل الدوائر التخصصية لتقوم بواجبها وهذا ينطبق على بقية المكونات… فالمطلوب اليوم الانطلاق نحو العمل الجماعي الموحد والظروف الموضوعية والذاتية مهيأة لشعب الجنوب في استعادة دولته وعاصمتها عدن …. فنظام صنعاء يعيش أزمات قاتلة لا يمكنه بأي حال من الأحوال الخروج منها.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص