آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:21:50:26
جاموس السلطان يحتاج جاموسة
عياش علي محمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

اشتكى أهالي لحج من جاموس هائج يرجع للسلطان ولكن شكواهم كانت لا تخرج من الشارع لتصل إلى السلطان فقال أحدهم لأصحابه لماذا لا نقدم الشكوى إلى السلطان كي يضبط جاموسه الهائج، الذي كسر عظام الكثير من المارة.. فقد تكاثر عدد المصابين من قرون الجاموس الذي كثيرا ما أصاب الناس بعاهات جسدية غير قابلة للشفاء.

وبعد إصرار الجميع على تبليغ شكواهم للسلطان اتفقوا أن يذهبوا معا ليكونوا في حضرة السلطان ويبلغوا شكواهم من الجاموس الذي جعل شارع لحج وكأنه حضر التجوال.

وعند حضرة السلطان لم يبق من الذين أرادوا تبليغ السلطان شكواهم غير شخص واحد صاحب المقترح المتعلق تبليغ السلطان شكواه.. فوجد في نفسه حرجا، بل وخوفا أن يحظى طلبه إما بحبسه في زنزانة انفرادية، أور بطه على جذع نخلة.

قال صاحب الشكوى للسلطان.. جاموسك يا سلطان رد عليه السلطان (ماله جاموسي) وبعد تعثره قليلا عن الكلام قال المشتكي للسلطان جاموسك يا سلطان يبا جاموسة.

رد عليه السلطان من على شرفة قصره.. أجل يا هذا الرجل.. لقد قررت أن استورد جاموسين اثنين من كينيا وجاموستين حبلى بالجواميس، لأن لحج تحتاج جواميس تحفظ الأمن في البلاد.

رجع المشتكى وعلى وجهه علامات الغضب من خداع أصحابه الذي جعلوه يواجه الموقف الحرج، لكن أصحابه كان لهم رأي آخر.. وهو لحج فقط تحتاج إلى جاموسة بل البلاد كلها تحتاج إلى جواميس وجاموسات لكن المشتكى لم يقتنع بهذا الرأي وطلب إيضاحا أكثر من زملائه الذين فركوا به أمام السلطان.. وأمام الحاجة بطلب التفسير قالوا له بأسلوب سياسي إن اليمن كانت ملكية ولمدة سنوات طويلة ظلت مستقرة في ملكيتها.. ولما جاءت الجمهورية تعطل كل شيء وظهرت جواميس تنطح وتقتل بدون حساب، فالجمهورية من أجل علاجها وجعلها مستقرة وآمنة تحتاج إلى جاموسات ملكية فالناس هناك اعتادت أن تكون جمهورية في النهار وملكية في الليل.

فالجمهورية تحتاج إلى ملك يا صاحبي كما الجاموس بحاجة إلى جاموسة.

لكن المشتكى أراد توضيحا أكثر فتفكيره مصاب بالفهم البطيء فقالوا له أصحابه: الجمهورية اليمنية كم لها من العمر الزمني.. قال أكثر من نصف قرن هل استقرت اليمن منذ أن أعلنت جمهورية قال المشتكي لا أعلم أنها استقرت يوما ما.. إذا الجمهورية لا تليق باليمن.. لماذا لأنها تحكم من جواميس ناطحة وآكلة وشاربة وغابت عن الساحة الجاموسات التي تحتاجها لتهدئة ثورات الجواميس التي أكلت الأخضر واليابس وانقرت البلاد والعباد والملكية ماذا كانت تريد حتى استقرت ملكيتها؟

والجواب لا يحتاج لشيء.. فالجواميس التي كانت عندها كانت ترسلها إلى عدن كي ترعى هناك وتتقي شرها عندها.. لكن الملكية (بازت) لماذا؟ لقد تكاثرت الجواميس في عدن وصنعاء واتحدوا معا لبناء مملكة جاموسية ولكن من عادة الجواميس أن تتصارع وتتناطح بقرونها وتتقاتل فيما بينها حتى وصل بنا الحال إلى هذا المستوى من الدرك الأسفل والشقاء الأبدي.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل