آخر تحديث :السبت 30 نوفمبر 2024 - الساعة:23:16:54
فيروز عدن وصمتهم المُهين !!
ياسر اليافعي

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الجرائم التي تمارس ضد ابناء الجنوب عديدة وكثيرة كان آخرها ما حدث في منطقة البساتين بعدن من  انتهاك لحرمات المنازل وقتل النساء وترويع الاطفال ونهب وسرقة  لا يمكن ان يقوم بها إلا من تجردت ضمائرهم من الانسانية والرحمة

ان جريمة قتل " فيروز عدن " جريمة نكراء لا يمكن ان يقبلها أي انسان عاقل، قوات عسكرية تداهم منازل المواطنين وتقتل أمراه وهي تحضن طفلها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره 40 يوماً وتختلط اشلائها ودمها بهذا الطفل الرضيع ليحرموه من حنان وعطف أمه ويرسموا له مستقبل مخضب بالدماء والأشلاء  والعنف والعنجهية ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بنهب كل محتويات المنزل حتى اتفه الاشياء لم تسلم من النهب والتخريب وبعدها تم كسر يد زوجها وإهانته هو وجيرانه واعتقالهم ...

بالله عليكم أي عنجهية هذه وأي ضمير يحمل هؤلاء الجنود هل هم فعلاً مسلمين مثلنا ويعظمون حرمة الدم المسلم !!  

ثم بعد ذلك يقولون كان خطأ واشتباه وكأن شيء لم يحدث لم نسمع مدير أمن عدن ولا قائد المنطقة الجنوبية ولا محافظ عدن أمر بتشكيل لجنة للتحقيق ولم نسمع حتى بيان ادانه من أي جهة حكومية او حقوقية وكأن دمائنا ماءً ودمائهم دماء وإلا ايش الفرق بين تفاحة تعز و فيروز عدن !! لكن فيروز عدن هي عدن وهي الجنوب وهي نموذج مصغر يكشف كل يوم حقيقة الاجرام والتخاذل ويعكس حقيقة ما يسمى الوحدة عن الاخوة في الشمال

صحيح جريمة قتل " فيروز عدن"  بشعة ووقحة لكن الابشع من ذلك هو صمت الاعلام والمنظمات الحقوقية الشمالية التي اثبتت بما لا يدع مجالاً للشك انها تقع في اطار نظام واحد هو النظام الشمالي الذي يريد ان يخضع الجنوب بالقوة ويهتف بالوحدة لتحقيق مصالحه فقط وليست مصالح شعبين وتعزيز مبدأ وقيم الوحدة كمبدأ انساني وإسلامي وحضاري

كنت أتمنى ان اجد منشور واحد على في الفيسبوك او المواقع والمنتديات على شبكة الانترنت يدين جريمة قتل فيروز تكتبه الحائزة على جائزة نوبل للسلام " توكل كرمان " او للناشطين الحقوقيين والإعلاميين في الشمال  لكنهم مشغولين في الفتنة والتحريض ضد ابناء الجنوب ومحاولتهم ارغامهم الجنوبيين في الدخول بالحوار وأصبح همهم الوحيد كيف سيشارك ابناء الجنوب في الحوار وليس ما يجري من انتهاكات صارخة لأبناء الجنوب.

لكن كل هذا البشاعة وهذا الاجرام وهذا الصمت المخزي والمهين والمذل سيزيد شعب الجنوب صلابة وقوة وسيعري من يهتف باسم الوحدة وهو بعيد عنها كل البعد، وسيبقى أملنا في الله سبحانه وتعالى اولاً ثم جماهير شعب الجنوب فهي قادرة على تجاوز كل هذا الظلم وهذا التعتيم وفي الاخير مصير أي مظلوم ان ينتصر ويأخذ حقه مضاعف.

وما يجب ان يفهمه الجميع ان استمرار هذا الوضع من قتل وانتهاك للحرمات وهيانة ابناء الجنوب في النقاط والمرافق العسكرية في ظل تعتيم اعلامي وانحياز سافر من قبل المجتمع الدولي سيجعل ابناء الجنوب يلجئون الى خيارات أخرى للدفاع عن كرامتهم وإعراضهم وشرفهم  وهذا حق شرعي كفلته كل المواثيق الدولية والشرائع السماوية وشعب الجنوب قادر على ذلك فلم يعد هناك شيء يخسره بل هناك ما يكسبه ويعيد له كرامته وحريته.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص