آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
البلاد رجعت فالتو..!!
بلال غلام حسين

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

تمر أعوام وراء أعوام ويأتي ناس ويذهب آخرون, ونحن لازلنا في مثل هذه الشهور الثلاثة من سبتمبر إلى نوفمبر من كل عام نقوم بشحذ أقلامنا ونتجهز للكتابة وسرد القصص عن أيام البطولات والنضال وكيف دحرنا الاستعمار البغيض وأزلامه من السلاطين والعملاء, واللي يقول لك خرجناهم ظهر أحمر ويأتي أحدهم ليسرد لنا بطولات كاذبة ويقتلب بطل على ظهور الناس, والآخر يقول لك العملاء كانوا وفعلوا وتركوا وتتفرغ كافة الوسائل الإعلامية لنقل هذه الأحداث والصور والأفلام والكل على عرف المرق والبيستين يفت...!!

ثلاثون عاماً مرت من أعمار جيلنا ونحن نسمع عن تلك الحكايات والبطولات في مدارسنا وكتبنا وإعلامنا إلى أن سلموا البلاد على طبق من ذهب ودخلنا في وحدة لم يستفتونا عليها, ليأتي جيل آخر لتستمر معه نفس الحكاية لاستغفاله كما أستهبلونا من قبلهم وهات لك من هذه القصص الخارقة تسرد لهم, إلا أن الفرق بين جيلنا والجيل الحالي أن التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعية في وقتنا لم تكن متوفرة لهذا كنا نصدق ما يحشوا به رؤوسنا من روايات المنتصرين التي كانت تنطلي علينا رغم الشكوك اللتي كانت تراودنا أحياناً, بينما هذا الجيل توفرت له كافة وسائل التكنولوجيا ودخول وسائل التواصل الاجتماعي إلى حيز الوجود, إلا أن العجب العجاب والذي أتأسف عليه هو على الرغم من التطور الملحوظ إلا أنهم واصلوا الاستغباء الذي فرض علينا واستمروا بمواصلة تصديق تلك الأكاذيب التي انطوت علينا بغباء ليس له نظير, نتيجة لاستخدامهم المفرط لهذه التكنولوجيا بطريقة مسيئة وكرههم للقراءة وعدم الإطلاع للوقائع والأحداث التاريخية...!! 

أيها السادة الكرام أقول لكم كفاكم كذباً ونفاقاً وتشدقاً على هذا الشعب المسكين, ورمي أخطائكم ومصائبكم على ظهور الآخرين, الكابتن هينس الإنجليزي الحقير مات قبل أكثر من مائة عام, بزت بريطانيا بقشها مع قائدها الذي أرتبش ورحلت قبل أكثر من أربعين عاماً واستلمتم البلاد على طبق من ذهب بكامل قوامها وبنيتها التحتية المتطورة ماذا عملتم أنتم بها وإلى أين أوصلتموها..؟!!   هذا هو السؤال الذي يجب أن تسألوه أنفسكم بدلاً من التشطط ببطولاتكم ورمي عجزكم وإخفاقكم على الآخرين والذي بسببه أضعتم البلد والأجيال ورجعت البلاد فالتو..!!        

 

  

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل