آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:09:51:30
اشراقة ثورة وميلاد وطن
عبدالباري الضحاك

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أشرقت شمس التحرر والانعتاق من المستعمر البريطاني في جنوبنا الحبيب في الرابع عشر من اكتوبر 1963م  بعد مخاض ثوري شعبي  دام أعواماً ، تمثل في الانتفاضات الطلابية والعمالية في العاصمة عدن ، المناهضة للوجود الأجنبي في جنوبنا العربي  .

وكان للثورات العربية والأحداث الدراماتيكية المتسارعة في الوطن العربي الدور الداعم الأكبر في إذكاء جذوة الثورة  في الجنوب العربي ، سواء من الناحية المعنوية أو من الناحية المادية ، وليس بخاف على أحد الدعم الناصري السخي لكل ثورات التحرر العربية .

توج هذا الزخم  الثوري الطلابي والعمالي باليوم الأكتوبري المجيد في الرابع عشر من اكتوبر  1963م من جبال ردفان الشامخة معلناً بداية مرحلة جديدة من النضال المسلح ضد المستعمر البريطاني .

قادت الجبهة القومية مع جبهة التحرير هذه الثورة المباركة - ضد أكبر وأعتى امبراطورية عرفها التاريخ .

كانت إرادة وعزائم الثوار الفولاذية هي الحاضرة في ميادين العزة والشرف والبطولة ، فصمدوا صمود الجبال  ، والحقوا بالمحتل البريطاني الهزائم تلو الهزائم رغم تفوق المحتل عدة وعتاداً مع ما يمتلكه الثوار من الأسلحة التقليدية الخفيفة والمتوسطة .

قدم الثوار خلال أربع سنوات من الكفاح المسلح قوافل من الشهداء ، من أفضل وأشجع وأنبل الرجال الذين عرفهم الجنوب ، رجال أحبوا كل ذرة من تراب الجنوب، وهاموا به حباً وعشقاً ، فسقوه بدمائم ولونوا ترابه بسبقة دمائم القانية ، يحدوهم الأمل إلى النصر والخلاص من هذا الاحتلال البغيض.

كانت تضحيات آبائنا الثوار هي ثمن ذلك اليوم النوفمبري الأغر الذي انبلج نوره بطرد آخر جندي  بريطاني من جنوبنا الحبيب ، معلناً النصر وميلاد وطن جديد في الثلاثين من نوفمبر 1967م ، ومودعاً حقبة مظلمة من الاحتلال دامت 129 عاماً .

وأخيراً حري بنا ونحن نحيي هذه الثورة في ذكراها الواحد والخمسين - أن نقف مع التاريخ ، لنستلهم الدروس والعبر من بطولات الآباء والاجداد ،نقبل الأرض التي ساروا عليها ، لنستمد منهم حب الوطن ، نثمن تضحياتهم لنستمد منها الارادة والعزيمة والصمود والاستبسال ، نحكي بطولاتهم للأجيال الجنوبية ، لنتعلم منها  قيم العزة والكرامة والكبرياء .

الثورة الأكتوبرية مدرسة عظيمة نتعلم منها معنى الحرية ، ونتعلم منها كل القيم الإنسانية النبيلة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص