آخر تحديث :الاحد 28 ابريل 2024 - الساعة:02:14:06
كلهم خذلوك يا جنوبنا الحبيب!
ماجد الداعري

الاحد 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

قرأت رسالة الحوثي الموجهة الى الرئيس هادي عدة مرات، ولم أجد فيها أي نقطة من تلك التي دأب اعضاء الحوار الوطني الممثلين لجماعته على ترديده والتحدث به فيما يتعلق برؤيتهم للحل العادل للقضية الجنوبية، بل وتأكيد بعضهم استعدادهم لمنح الجنوبيين حقهم في تقرير المصير، كما سبق وأن اعلن الحوثي نفسه في بيان سابق، صادر عن مكتبه الاعلامي، أكد فيه أن جماعته لا تعارض أي خيار يقرره أبناء الجنوب، حتى لوكان "تقرير مصيرهم".

فهل يا ترى ان سيطرة السيد وأنصاره على عمران، واسقاطها بقوة السلاح والنار والحديد واقتراب حشوده اليوم من دار الرئاسة اليمنية بصنعاء، قد أجبره على تعديل مواقفه تلك من الحل العادل للقضية الجنوبية، وقد تكون أكثر ضبابية وعتمة فيما بعد الجوف لو قدر لأنصاره تكرار سيناريو عمران هناك،، وبالتالي فإن الواقع سيتغير رأسا على عقب بالتأكيد، لو قيض للسيد وحشوده إسقاط صنعاء.

ومن هنا يتأكد جلياً أنه لا بشائر خير شمالية قادمة الى الجنوب، وأن مستقبلا محفوفا بالمخاطر والغموض سيظل يلاحق الاحلام الجنوبية.. كان بودي ان أسأل السيد: أين ذهب ببنود واقتراحات ورؤى جماعته وممثليها بالحوار، لحل القضية الجنوبية، حينما جلس أخيرا ليبدع الشروط والبنود السبعة المنصوصة برسالته الشعبية الى الرئيس هادي، لكي يتولى ايقاف التصعيد وسحب المخيمات من صنعاء، وكيف سقط هذه المرة في تناقض غير متوقع بادعائه وناطقه الرسمي أن من خرج للشارع هو كل الشعب اليمني، استشعارا بالمسؤوليات والمخاطر المحيطة به نتيجة الجرعة الكارثية، وفساد حكومة المحاصصة اللا وطنية، وليس أنصار جماعته، بينما يقول اليوم في ختام رسالته امس الأول للرئيس إن تحقيق تلك المطالب التي ضمنها رسالته الموجهة باسمه وجماعته، سينهي التصعيد الثوري، ويؤدي الى رفع المخيمات والمعتصمين من صنعاء دون ان يوضح مصدر ثقته المطلقة بحدود قدراته من كهفه بمران على انهاء التصعيد الثوري، ورفع مخيمات اعتصامات كل الشعب اليمني، كما قال، بينما معروف عنه أنه ليس أكثر من زعيم او قائد جماعة، لا يمكنه ان يوجه او يتحكم بكل ابناء الشعب اليمني ويغض النظر عن حشود مليونية شعب هادي التي خرجت أمس الاول بشوارع صنعاء، لإعلان تأييدها للاصطفاف الوطني مع الجرعة، هربا من رعب و"افوبيا" مسلحي جماعته المعتصمين سلميا في مخيمات الصباحة، واخيرا بشارع المطار، وحتى عقر دار "آل الأحمر" بقلب العاصمة صنعاء، بعد ان كانوا بالأمس، تحت رحمة القصف وراجمات صواريخ وقذائف الموت المتعدد الاتجاهات والمصادر، بشمال شمال اليمن.

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص