آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:18:00:54
"دشتنا" الجرعة ونحن نيام!
عياش علي محمد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

"دشتنا" الجرعة ونحنا نيام يا ريس، نقولها كما قالها الكويتيون عندما تم غزو بلادهم، قالوها: لقد "دشونا" ونحنا نيام.. الجرعة التي غزتنا جاءتنا ونحن نعيش عيد الفطر، فتوقفت المعايدات بين الاهل والاصدقاء؛ لأنها رفعت تسعيرة المواصلات فتوقفت الجموع ولم تواصل أفراحها، والسبب ان الجرعة "دشتنا" ونحن في عيد الفطر.. ولأن الجرعة غير شريفة؛ فقد صدرت في عطلة العيد، ولم ار في حياتي ان قرارا كهذا يصدر أيام العطل الرسمية والاعياد!!
لا يستطيع اي أحد، من المفكرين او الاقتصاديين، ان يبرر إصدار هذه الجرعة، وأتحدى اي اقتصادي، أكان يمنيا او عالميا، أن يقول لنا بأنها العلاج الوحيد لأزمات اليمن المستفحلة، او هي الدواء المرير لعلاج ازمة العجوزات في الموازنة العامة للدولة.

الخلل يا ريس في الخرائب الموجودة في النظام، والخلل في رؤوس من يصدروا مثل هذه الجرعات.. ولن تستطيع الجرعة تحريك سنتمتر اقتصادي، او بوصة مالية تضيف لخزينة الدولة.. إنها هدر لكرامة الناس وتخريب حياتهم الاجتماعية، وعلل كثيرة ستظهرها هذه الجرعة من تخلف التعليم وتدني الصحة العامة وازدياد البطالة، وتنامي الجرعة السرية والمنظمة.

هل يستطيع ان يتحمل الناس كل تلك المصائب الواعدة، او الواقفة امام بيوت كل الناس، قاطعة ارزاقهم مذلة لحياتهم؟

اليوم نشاهد تحركات شعبية مطالبة بإلغاء الجرعة، وهذه حركة شعبية سلمية يستوجب التفاعل معها.. فإذا تحرك الشعب؛ فعلى ولي الأمر ان يتحرك إيجابيا معها.. ولا ينفع الاستماتة في موقف يطالب الشعب بتغييره.. فليس من السياسة بشيء ان يتمترس ولي الامر برأيه، ولا يستجيب لحركة الشعب المطالبة بتغيير تسعيرة الجرعة القاتلة.

فالسياسة ليست طرقا طويلة ومستقيمة، والتغيير ضرورة حياتية للاستمرارية.. ومن سيظل مستميتا بموقفه؛ ولا يغيره، فإن حركة التاريخ سوف تتجاوزه.

الجرعة ليست ضرورة في الوقت الحاضر، وقد عشنا حياة متعبة في ظل جرعات مماثلة سبقت جرعة التغيير، ولم تنفع بشيء، لا هي اضافت شيئا للميزانية المعوقة بطبيعتها، ولم تضف نموا، ولم تعالج اية مشكلة مزمنة من مشاكل اليمن الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.. ومن الافضل ان تذهب الجرعة الى مزبلة التاريخ، ولا احد يعيش او يشاهد شعبا يمنيا يتلوى من صعوبة الحياة ومرارتها!!

إنني أنصح كل من بداخله عقل وذرة من الوعي الوطني ان يتخلوا سريعا عن هذ الجرعة المميتة، ويذهبوا الى ابواب اخرى موصدة؛ وافتحوها، فوراءها خزائن الدنيا، وهي الحل الوحيد لهذه المشكلة!.. ويكفي ان سلبيات هذه الجرعة ستشوه وجه البلاد، وهي ليست علاجا للمشكلة، بل إنها ستضخ للعالم اخبارا تؤكد سوء ادارة هذا النظام لمشاكله، وستعرض ما بقي من اقتصاد البلاد الى الهجرة الخارجية، وسيذهب رأس المال الى اماكن مريحة لمشاريعه، وستذهب العقول المزمع الاستفادة منها الى اوطان اخرى!!

فإذا أريد من هذه الجرعة ان يغادر الرأسمال والاستثمار والعقول البلاد؛ فإن هذا - لعمري - عمل مضاد لطموح اليمنيين في اللحاق بالدول الاخرى، المتقدمة اقتصاديا، او حتى متوسطة النمو، وهي جرائم تستحق العقاب.. أي جرعة هذه يا ريس، التي "دشتنا" ونحن نيام؟!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص