آخر تحديث :الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - الساعة:21:50:26
يا لحج بعد السلى باترجعي تبكي
عياش علي محمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

صدق الشاعر اللحجي في قوله: إن لحج بعد السلى با ترجع تبكي.. واليوم لحج تبكي بكاءً يفوق ما تنبأ به الشاعر من بكاء!!

لحج الخضيرة أصبحت جرداء، ومتصحرة بفعل استنزاف مياهها الجوفية، دون اية مردودات مادية مقابل ثروتها المائية، التي تضيع وتوزع مجانا إلى غير أهلها.

ولحج الخضيرة أصبح طفح المياه والمجاري ضارب أطنابه في شوارعها، وحواريها، والظلم المتسلط على عمال النظافة، وعدم حصولهم على حقوقهم كي يواصلوا العمل الشاق، المتعلق بنظافة لحج!!

كان - الله يرحمه - الشيخ محمد علي العقربي يدور شوارع وحواري لحج؛ ليتفقد ما عمله المنظفون كل يوم.. ويعطي كل ذي حق حقه، لهذا كانت لحج في ظل إدارته لها؛ رمزا للنظافة والصحة.. ولحج اليوم جاءتها مصائب من فوق رأسها، شيء اسمه إرهاب وقتل في وضح النهار، وسرقة بنوك ومنع تجول نهاري وليلي، ومدافع ورشاشات ودبابات تقفل الطرق الى المستشفيات والمدارس، مقفلة امام المحتاجين لها!!

لحج (أيام العبدلي) كانت اذا حصلت مسألة قتل إجرامية يجلس النظام في لحج يحاور نفسه، ويقول ما دام حصلت جريمة قتل؛ فقد يكون هناك اختلال في النظام، وفي القضاء، وبعدها يحاولون إصلاح ما يمكن اصلاحه؛ تجنبا لهذا الاختلال.

اليوم لحج فقيرة، بعد ان كانت أغنى واجمل من واحات شبه الجزيرة العربية، تغنى بها الادباء والفنانون، واقتبس العديد من الفنانين والأدباء في اليمن، ومن الخارج، بعض تراثها الفني والادبي، وكانت قبلة السائرين اليها، ولدى أهل الفضول كي يتعرفوا إليها، وإلى تاريخها الفني والادبي والسياسي.

ولحج كانت عظمة وولاء ومحبة لكل لحجي، لا يحب ان يجرحها أحد، او يعبث بتاريخها احد.. ويحضرني ان احد (اللحوج)، من كبار السن، ذهب الى بستان (الحسيني)، حيث كانت تتواجد فرقة عسكرية شمالية، أثناء حرب عام 94، وكانت تقذف بحممها على الحوطة؛ وعلى اشجار الزيتون والفل والكاذي!!

قاد هذا الرجل نفسه، وتوجه الى قائد الفرقة العسكرية، وطالبه بالخروج من البستان قائلا: ماذا عمل لكم فل بستان (الحسيني) تقصفوه بالمدافع والرشاشات؟!

ولحج كانت قيمة سياسية تحكم الجنوب بدهاء ساساتها، وتجارب نظامها، الذي ارسى التعليم والصحة كخدمات مجانية لأبناء لحج!.. وأنشأ نظاما انتخابيا، ودستورا وبرلمانا يفصل بين السلطات المدنية، والعسكرية والقضائية.

ولحج كانت ثروة زراعية ومادية لا يعيش اهلها بطالة، كالتي نعرفها اليوم!.. فالكل كان يشتغل في أرضه، ومتجره وبستانه، فلا يحتاج الى مساعدات، ولا طلب الحاجة ولا صدقة!!

نظام أرسى ثقافة اجتماعية واعية بالمصلحة الخاصة، والمصلحة الوطنية، لا يدخلها الغريب إلا وتأقلم مع أبنائها.. والذي يتربى في لحج صعب عليه ان ينفث التراب على حيطانها.. تعلم الكثير من لحج، ومن تراثها، وعاشت في سلم وسلام، فكيف اليوم تتحول لحج الى ساحات ومعارك قصدها التخريب، وإنهاء تاريخ لحج الثقافي والأدبي والسياسي، ودفع الناس لمغادرة لحج، واللجوء الى المحافظات الاخرى، كما حصل في ابين، لكن ابناء لحج - من خلال تاريخهم المجيد - لن يبرحوا لحج العزة والكرامة، وسيظلوا مرتبطين بأرضهم حتى تنأ عنهم هذه الميكروبات الوافدة الى لحج!!

ويا لحج بعد السلى با ترجعي تبكي

من بعد حكم العبدلي

بايحكمش زيدي من أصل تركي!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل