آخر تحديث :الثلاثاء 07 مايو 2024 - الساعة:10:34:45
وتكشفت الأوراق !
غازي العلوي

الثلاثاء 00 مايو 0000 - الساعة:00:00:00

من العجائب، بل ومن المستحيلات أن يتقارب - حسب ظننا - العدوان اللدودان صالح والحوثي، فتفاجئنا الأيام بتحالف بينهما، وليس تقاربا!

إن هذا التحالف بعد حروب عديدة دمرت صعدة، وراح جراءها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ذهبت فيها الأرواح والدماء هباءً منثوراً بسبب هذا الحلف الأخير بين صالح والحوثي. إن كان صالح أقنع الحوثي عن طريق الأسلحة التي سلمها هو وولده احمد له، او ربما قد يكون اقنعه بأن الجنرال محسن هو من قام بشن الحروب في صعدة, هل هذا يعقل؟ ألم يكن صالح هو الرئيس والقائدالأعلى؟ أم ان صالح كان يدمر محسن والفرقة، ويسهل الطريق امام صعود ولده احمد؟ وفي الوقت نفسه يبتز دول المنطقة، فيما هو يسهل صعود الحوثي, اي انه يرتبط بإيران برابطة قوية في الخفاء تكشفت أوراقها اليوم، بعد ان دمر اليمن وخدع الجميع بمن فيهم قرينه، وتوأمه الجنرال محسن، وكذلك دول الخليج!!

الآن اتضحت الصورة، فصالح لم يكن صديقاً لدول الخليج ولا حتى لدول الغرب، وفي مقدمتها أمريكا، بل كان صديقاً مخلصاً لإيران فقط, لكن كيف حدث ذلك؟ طبعا الناس كلها تعرف كم كان صالح معجبا بصدام حسين، وكان يحبه ويقتدي به، طبعا الأمريكان ودول الخليج يراهم صالح قتلة صدام حسين صديقه وقدوته، فأضمر من يومها العداوة لهؤلاء جميعاً انتقاماً لصديقه صدام حسين. لكنكيف فاته ان إيران ايضا القاتل الاول لصدام؟ لكن هل ان صالح فهم هذا أم لا؟ نعم صالح فهم هذا، ولكنه يتصرف على أساس ان دول الخليج تندرج تحت بند "وظلم ذوي القربى اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند"!.. ولهذا هو حاقد على دول الخليج، ولكنه بارع في الخداع، إلى جانب انه مصاب بمرض العظمة, ففضل التعاون مع إيران باعتبارها تدعي أن الخليج فارسي، وليسعربيا، وهي تطمح الى السيطرة على دول الخليج، ومكة بالذات، لأنها الطريق الوحيد لتسلم قيادة المسلمين من قبل الشيعة، قيادة عالمية بدلا عن السنة، الذين يشكلون الغالبية بين المسلمين, لذلك فدوافع صالح واضحة وقوية, ولو رجع الناس ودول الخليج الى دفاع صالح عند غزوه للكويت، ومخالفته قرار الجامعة العربية في قمة بحث قضية احتلال دولة الكويت.

هل حلف صالح والحوثي اليوم شبيه بحلفه مع صدام لابتلاع الكويت والسعودية، مع إعطاء صالح مهمة مهاجمة السعودية لكي يستعيد الأقاليم اليمنية الثلاثة من قبل الإمام يحيى، ولولا ان القيادة الجنوبية الشريكة في الوحدة رفضت مثل تلك المغامرات، وكذلك وحدات الجيش الجنوبي وعلى رأسها وزير الدفاع، ولوان الجنوبيين سايروه في خطته تلك مع صدام لأصبح اليمن هدفاً للتدميرمن قبل قوات التحالف.

فهل وصل جنون العظمة لدى صالح الآن مرحلة النهاية بتجديده التحالف من جديد، حتى بعد خروجه من السلطة ومع الحوثي عدوه السابق بغرض اشعال الحرائق في اليمن والمنطقة تحت هاجس الانتقام لصديقه صدام, أو ربما عاد لمذهبه القديم وبايع الحوثي!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص