آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
ما هكذا تدار الأزمات الاقتصادية !
د. سناء مبارك

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

إن السياسات الاقتصادية بحاجة ماسة الى ترو شديد في اتخاد قراراتها؛ لأنها تحمل سيفا حادا في عواقبها الوخيمة اذا نفذت خطأ.

نحن اليوم امام تحد صارخ ازاء قرار رفع دعم المشتقات النفطية – الغازية، وبنسب غير مقبولة تفوق 40%. إن مثل هذه القرارات هي في الاساس قرارات "وطنية" لا يستطيع الاجنبي ان يفرضها علينا إلا في الحالات التالية:

     1- ضعف القيادة الفنية المحاورة للجهات الخارجية، وعدم استطاعتها ان تقنع الجهات الخارجية بأن هذا القرار سيعكس ارتفاعات في كافة مناحي الحياة، وهذا ما لا يستطيع المواطن تحمله لضعف القوة الشرائية لديه.

     2- استهداف السلطة العليا للإطاحة بها جراء الفوضى التي ستعم فيما بعد، او...

     3- خيانة واضحة لهذا الشعب المغلوب على امره من قيادته العليا، التي تريد ان تغرق اليمن في مآس ومشاكل لا تحمد عقباها.

لا شك ان هناك خيارات عديدة لحل الازمات الاقتصادية، ومثلما استطعنا ان نقنع الجهات الخارجية بثبات العملة الوطنية نحو الدولار، ألا نستطيع ان نقوم بذلك مع دعم المشتقات النفطية؟.. انظروا الى الغرب وامريكا كيف يدعمون الفلاحين في مواشيهم وألياتهم.. بل وحبوب الوقود (يا ليت للأكل), وهم دول صناعية، ولا يزالون يعانون من سد ودعم موازناتهم سلبا.. وفي الاخير لم يصل اليمن الى ما وصلت اليه اليونان، واسبانيا بعد!!

أخي الرئيس .. لا اريد ان ألقي عليكم محاضرة اقتصادية هنا، ولكن اقول لكم باختصار إن تطبيق هذه الجرعة ما هو الا وبال على الشعب، وعلى الاستثمارات، وعليكم في الاخير.. فاعلم اننا في تضخم اقتصادي لا نحسد عليه، وفي ظل عدم التوازن الاقتصادي سيرتفع هذا التضخم، واي استثمارات مستقبلية ستطير ازاء الفوضى القادمة.. لذلك اخي اقترح عليكم الآتي:

قم بتشكيل لجنة فنية من الاقتصاديين، المشهود لهم بالعلوم الاقتصادية والخبرة، واطلب منهم اعداد رؤية اقتصادية "صادقة" للبلاد.. وانا ارى ان هذه الرؤية ستحمل في طياتها ما يلي:

1- سحق الفساد بدءا من القصر الى اصغر مدير عام في الدولة.

2- تعويم الفائدة البنكية، والتغيير في السياسات المالية دون استثناء لأي منها؛ لتحفيز الادخار والاستثمار.

3- وقف كافة "الحوافز" لدى الطبقة المخملية (الرئاسة, رئاسة الوزراء وبقية الهياكل الرئاسية).

4- العمل على زيادة الانتاج المحلي من كافة الانواع، وخاصة النفط والغاز والاسماك والاسمنت وغيره.

5-  سياسات اقتصادية أخرى...

واخيرا لا يسعني الا ان ادعو الله عز وجل ان يتلطف بهذه الأمة، وبحميها من كل غدر ووبال، وأن يهدي قادتها سواء السبيل.. اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد.

د. سلوى مبارك*

*رئيسة مركز "المسار" للاستراتيجيات والتنمية

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص