آخر تحديث :الخميس 11 يوليو 2024 - الساعة:21:04:21
من حكايات زمان.. مباراة كروية على (22 بربرياً)!
عياش علي محمد

الخميس 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

المباراة الأولى التي أقيمت بين نادي "بارك بوي" الصومالي بعدن، وفريق "الاتحاد" الرياضي بلحج، انتهت بفوز فريق لحج بهدفين مقابل هدف واحد، جرت بينهما في ميدان التواهي.

هذه الهزيمة التي تكبدها الفريق الصومالي لأول مرة؛ جعلته يغتاظ ويطالب بمباراة ثأرية بينهما، الأمر الذي رفضه الفريق اللحجي.. وزيادة في المماحكة؛ قال الفريق اللحجي للفريق الصومالي: نحن نريد ان نستمتع بالنصر عليكم شهرا واحدا، وانتم تتذوقوا الهزيمة شهرا مماثلا.

وقبل انتهاء الشهر؛ جاء ممثلو فريق "بارك بوي" الى لحج لطلب المباراة الثأرية التي ستقام في لحج، وقال الصوماليون: على أي شيء تريدوننا ان نلعب، قال لهم اللحوج: على 22 كبشا بربريا، احدث هذا الطلب استهاجا وغرابة، وقالوا: ما شفنا في العالم مباريات تقام على لحوم البرابر، وعاودوا الاستفسار: هل انتم لا تأكلون اللحم؟ رد عليهم اللحوج: نعم نأكل لحم، بس هذه المرة (خورنا) لحم البرابر!!

جلس ممثلو الفريق الصومالي يتشاوروا في الأمر.. إذ أن اللحوج رفضوا اللعب على الكؤوس، ولا على (التروس)؛ يريدوا البرابر.. واقتنعوا في آخر الامر، ورضخوا لمطالب الفريق اللحجي.. وكتبوا محضرا بذلك، وحددوا يوم المباراة.

تهيأت لحج لهذه المباراة.. واستدعي الحرس السلطاني لتأمين المباراة، اما جمهور لحج فقد استعد بالحبال التي ستجر الـ (22 بربريا) في الميدان الى حضيره كل لاعب في الفريق.

وحكم المباراة طلب من كابتن فريق لحج، وقال له: كم حصتي من كباش البرابر (كبشا واحدا)، لكن الحكم اصر على ان ينال كبشين، لأنه سيعطيكم النصر على طبق من فضة!!

اتفق الاثنان على ذلك.. وفي يوم المباراة تجول فريق "بارك بوي" على حوافي لحج، مستعرضا الكؤوس الذي حصل عليها من مبارياته مع الفرق الاخرى، وهذه الجولة الاستعراضية كانت بمثابة (حرب نفسية) حتى تهون قوى فريق لحج، ويتوقع هزيمته، لكن الفريق الصومالي لم يفهموا ان لحوم كباش البرابر اكبر حافز عند اهل لحج للفوز بها.

بدأت المباراة بهجوم متبادل من الفريقين، اقتنص لاعب الفريق الصومالي فرصة تقدم الدفاع اللحجي؛ فخطف الكرة ومشى بها قليلا ثم سددها نحو المرمى، ليسجل الفريق الصومالي هدفه الاول على الفريق اللحجي.

ثار جمهور لحج، وعلت صيحاته، وأخرجوا العصي التي كانت معهم مؤشرين بها نحو فريق اتحاد لحج، وكأنهم يقولون إن هذه العصي ستكسر رجولكم وظهوركم اذا انهزمتم، وأفقدتونا لحوم البرابر!!

لم تمض خمس دقائق؛ إلا وجناح الفريق اللحجي يعادل النتيجة بهدف اهتزت له الجماهير بالفرحة، واستمر اللعب سجالا حتى انتهاء الشوط الاول.

وفي الشوط الثاني استمر اللعب شديدا، وكانت هجمات "بارك بوي" قوية، ومهددة مرمى اتحاد لحج.. وقبل 10 دقائق من انتهاء المباراة طلب الحكم بشكل هامس من مهاجم فريق لحج أن (يسقط نفسه أرضا) حتى تحسب له ضربة جزاء، فكان له ذلك، إذ سقط (ياقوت)، مهاجم الفريق، وأعلن الحكم ضربة جزاء جاء على اثرها هدف الفوز.. وحينما احتج قائد المنتخب الصومالي على ضربة الجزاء؛ طلع له الحكم البطاقة الحمراء، وقال له (الحكم سيد الملعب)، رغم ان ياقوت لم يحتك بأي لاعب صومالي!!

صفر الحكم نهاية المباراة، فعلت الحبال، وامتدت نحو رقبة كل بربري، وشوهد كل لاعب يجر بربريا، والحكم معه حبلين يجر بهما كبشين من البرابر، وتوزعت الكباش، وعمرت الموائد بلحوم البرابر تلك الليلة، ورجع الفريق الصومالي الى عدن خائبين، ونادمين أن "المواتر" التي جاءت محملة بكباش البرابر؛ عادت الى عدن خاوية على عروشها!!

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص