آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:18:00:54
من حكايات زمان ..الشاعر مسرور مبروك.. والعاشق الطفران
عياش علي محمد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

ذات مرة، تعرضت إحدى قريبات مسرور مبروك لمضايقات كان يفتعلها أحد العقليات المهووسة بالتحرش الجنسي، ويتلذذ في طريقته بالإيذاء.. بحجة انه عاشق ولهان، ويفرح بالقول إنه (صياد النساء)!!

كان دائما يتردد على منزل قريبة مسرور مبروك، ويحاول لفت انتباهها بالغناء مرة، ومرة بالضحكات المفتعلة، وأخرى بالتصفير، او بمخاطبة أشخاص لا وجود لهم، إلا من اجل إسماعها صوته، وانه بجانب منزلها.

تكررت تلك الحكاية مرات ومرات، ولم يكن باستطاعة قريبة مسرور أن تحد من استفزاز العاشق المتيم بها، لأنه كان مستواه الاجتماعي فوق القانون!!

فأخذت نفسها إلى الشاعر مسرور مبروك، وأطلعته على حركات ذلك العاشق، ووصفت لمسرور سلوكه ضدها، وأطلعته على اسمه، وقبيلته.. وتوسلت الى مسرور أن يبلغ به السلطات اللحجية؛ كي تقوم بزجره.. وعدم تكرار ما يفعله بها كل ليلة من مضايقات قد تسيء إلى سمعتها.

وعدها مسرور مبروك بأنه لديه طريقة لا تعيد إليه رشده فقط، بل ستجعله منبوذاً طول الدهر.. ولن تجدي له أثرا فيما بعد، وقال لها مسرور عندي وسيلة ردع، لا يملكها أحد غيري، وطمأن مسرور قريبته بأن مشكلتها مع العاشق ستنتهي في بحر أسبوع من تلك الليلة!!

وعند خروج مسرور مبروك من بيته متجها الى مكان ما يسمر فيه، واجه مصادفة العاشق في طريقه في إحدى حوافي الحوطة، ونظر إليه نظرة غير مباشرة وقد وضع عمامته فوق جبهته، وقد لبس حلة جديدة وبيده اليمنى (باكورة) ويسير وهو يتلوى كالثعبان في مشيته.

لم يخاطبه مسرور مبروك اثناء مصادفته له، ولم يلق عليه التحية، غاضاً البصر عنه، ماضياً في طريقه، حيث يكمل سهراته.

اشترى مسرور ورقة بيضاء، وقلما جافا، ثم جلس في موقعه في نادي رياضي (الاتحاد الرياضي)، حيث يتواجد فيه أعضاء النادي، ورتب موقعه وأشعل جمر "مداعته"، وبلل (التمباك الحممي) ووضعه في (البوري) برهة، ثم بدأ يأخذ نفساً من "مداعته"، ويده منشغلة بـ (القات).

بعد قليل من تذوقه (القات)؛ بدأ مسرور يخط على الورقة كتابة اشبه ما تكون بقصيدة.. ولفت هذا الموقف نظر احد اعضاء النادي، الذي طلب من مسرور أن يفصح له ما يكتبه، إذ ان مسرور مبروك مشهود عنه انه صاحب ردات فعل سريعة، وتحت إلحاح ذلك الفضولي؛ قرأ مسرور عليهم قصيدته التي عنونها بعنوان: عاشق زري، يقول فيها:

عاشق زري ابن حافتنا      يلبس ثيابه ويتعطر

ما شي معه في الكمر عانه

ما حد زري مثل صاحبنا     تهداه يمشي ويتبختر

صاعي العمامه على عيانه

ما شي كما عشقته شفنا     مرار وتكرار يتخطر

يومي على باب علتانه

يوقف على الباب يتغنا      ما ندري وقد صفر

وردد يسجع بألحانه

شباب لا شي تلومونه     به طيش من راجعه يحتر

مطشوش مشطوف ديوانه

يشل عصا عرضها جونه   وجفيها مثلما المحمر

تقول ميتين عدوانه

وان اقبل الليل يربشنا    يفعل لنا ليليه مسمر

وا بال وا دان وا دانه

غنا مخربط بلا معنى     كأنه الأجمل يجعر

طفش بأهله وجيرانه

قدم مسرور هذه القصيدة للفنان محمد علي الدباشي، الذي لحنها وغناها وسجلها في اذاعة عدن، وانتشرت هذه القصيدة وعرف العاشق عن نفسه بأنه مستهدف بهذه القصيدة، فاختفى عن الانظار، ولم يعد له وجود في حافة قريبه مسرور وانتقل الى قريته حيث مضى بقية حياته هناك.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص