آخر تحديث :الاحد 01 ديسمبر 2024 - الساعة:00:14:04
بين الجليلة والجليل
منصور صالح

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا فرق بين الجليل والجليلة في نوع وأعداد الضحايا ووسائل المجرمين وأخلاقهم .

الدماء هي الدماء بلونها الأحمر القاني وأشلاء الضحايا وأجسادهم الممزقة ، هي ذاتها في جليلة الضالع أو جليل فلسطين أجساد طرية ودماء نقية طاهرة كلها تسقي الأرض المقهورة ،لذا فهي تتماهى في تشابهها إلى حد إن كل منها يصلح للحلول محل الآخر وللتعبير عن مأساته.

يتحدث إعلاميون محترمون عن مأساة الشبه هذه وكيف أنها تتسبب أحيانا في عملية خلط بين صور الضحايا سيما الأطفال وكم من صور نشرت على أنها من الضالع فتبين لاحقا انها من فلسطين وكم من صور تتجنب وسائل الإعلام نشرها على أنها لأطفال فلسطينيين فيتبين أنها ليست سوى لأطفال الضالع .

ذات يوم ردد ناشطون هتافات تسمي الضالع بغزة الجنوب ،يومها كانوا صادقين ،لكنهم اليوم أكثر صدقا في وصفهم هذا فما جرى و يجري في الضالع من جرائم إبادة ،لا تقل مطلقا عما جرى في صبرا وشاتيلا وفي عين الحلوة وجنين وأخيرا ما جرى ويجري في غزة.

هم الضحايا من ذات الناس وذات الشرائح ، شيوخ ونساء ،وأطفال وأبرياء مسالمون. وأدوات القتل هي ذاتها مدافع ودبابات يقودها ويحركها قتلة مجرمون ،لا تتميز بين ضبعان أو ديان إلا بالديانة.

لقد بات لدى الناس في الضالع إيمان وقناعة بأن لا فرق بين ما يجري على أرضهم التي تمثل مهبط الحرية والكرامة والفداء وبين ما يجري هناك في أرض الإسراء والمعراج ،سوى إن القتلة هناك يهود لا يعرفون الله ،والقتلة والمجرمون هنا مسلمون يتقربون إلى الله بقتل النساء والأطفال طالبين منه الأجر والثواب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص