آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:18:00:54
صور من هذا الزمان..(تعبير عن الحزن)
علي صالح محمد

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

في أول يوم من شهر رمضان المبارك جعله الله شهر خير وبركه على الجميع ، وردتني رسالة مقتضبة من أحد الأبناء الشباب المغترب و المليء بالحماسة والنشاط   ، أحد الحالمين   بوطن جميل   ، وبغد أفضل  ، رسالة تعتمر الأسود شعارا للحزن الذي أصاب النفوس  ، ومشاعر   اليأس والإحباط    والتذمر  عناوين للحال  ، والرسالة

 بعنوان ( تعبير عن الحزن ) .     

و انشرها كما وردتني بلا تدخل :

(بصراحة أغلب الأوقات أحس أن الأحلام والآمال  التي كنت أسعى لها وأحلم بها من أجل نفسي والمحيطين بي ووطني غير مفيدة أو صعب تحقيقها،،  ولا يوجد من يفهم ماذا نريد، خسارة أن ترهق نفسك على قوم أغلبهم لا يعرف أين مصلحته ، الحقيقية ، لا يوجد أحد قلبه على الآخر،  والمجتمع ( أغلبهم بهذه الحياه ،  كل لأجل نفسه (شعارهم < لا يعنيني >  ) تجد أخ يمتلك سيارات وبيوت وملايين ، وأخ له حياته المعيشية صعبة وقاسية  ، تجد الملايين تصرف على المجاملات والعزائم ، وهناك من يحتاج  بضعه ريالات  لأجل أن يشبع جوعه  ، وهناك أولويات مثل المجال التربوي والتعليمي ،إذا تعاون الناس على تقوية دور المدرسة لأجل أطفالهم ،. بدل الضياع الذي ينتظرهم ، حتى إن أغلبهم لا يشعر بالمعاناة  التي مررنا بها ولا يفكر أن ولده  متجه إلى نفس المعاناة والغربة والجهل التي يعاني منها ،، وأشياء كثيرة تجعل من اللون الأسود بالمعنى الحزين أن يكون أفضل ، أنت أعرف مني أكثر يا عم علي وتدرك مثل هذا الأشياء ، ونفس الشي ماذا أقدر أن أعمل وعاد الناس بهذه الغفوة من الحياه)

لا غرابه  أن نرى الشباب المشحون بالآمال والأحلام الجميلة بغد  أجمل وبوا قع أفضل يعيش هذه المشاعر المحبطة لهممهم  ، والمخيبة  لتوقعاتهم و لآمالهم وأحلامهم المشروعة، وكأني بهم  ما قاله  الشاعر أبو الفتح البستي  :  

يا من   يؤمل    أن    يعيش   مسلما                      جذلان لا يدهى بخطب يحزن

أفرطت في شطط الأماني  فاقتصد                      واعلم  بأن   من المنى  ما يفتن.   

لأن أماني الشباب وأحلامهم الجميلة  بدأت تتلاشى في نفوسهم  بعد أن كاد شعاع من نور  يظهر في الأفق  البعيد ليمنحهم الأمل  والقوة لانتصار  قضيتهم وتحقيق أحلامهم الموءودة  ، قضية وجودهم ومستقبلهم ، المتمثل باستعادة وطن  يعيشون فيه بلا خوف وبلا مهانة ، بلا اغتراب وبلا تشرد في أرض الله ، وطن يضمن لهم المعيشة الحرة والكريمة ، بعد أن ضاع الوطن في ???? وضاعت معه الأحلام والأماني ، ليصبح الحزن هو الحاضر الأكبر   في حياة الناس وحياة الشباب تحديدا ، وإذا كان هذا هو  واقع المعاناة الناتج عن الهزيمة  ، وهو الواقع  الذي خلق بالمقابل وضعا مقاوما ورافضا عبر عنه الحراك السلمي الذي يشكل  الشباب  الحالم بالتغيير عماده الأساس وقوته الدافعة   ، إلا  أن الأمر الأكثر إيلاما  وأكثر قسوة ومرارة  ومع هذه الظروف أن يأتي تحطيم وتبديد  الحلم الذي كاد يتشكل ويلوح في الأفق ، على يدي من يدعون القيادة من بني الجلدة  ، أبناء الدار المدمرة  ،  من قبل  أولئك  الذين حملوا الهزيمة بين ضلوعهم لتصبح أهم الضيوف على مائدة  الاجتياح والنهب  وتقاسم الجنوب الجريح ، التي حملتها فتاوى أصحاب العمائم ومعاول العسكرة  والقبيلة في ?/?/??

ليصح قول الشاعر    :

وظلم  ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة              على المرء من وقع الحسام المهند

فهاهم   ذوو القربى اليوم  يحملون مجددا  في  رؤوسهم   الخذلان والخيبة والمرارة ، التي وقعها أشد من الحسام وسهام ما بعد الهزيمة ، وذلك بعد  أن كاد الجنوب بكامل فئاته  وقواه الاجتماعية ، قد أجمع على تجاوز الماضي وسيئاته وعمد على  تجسيد ذلك في حضوره المليوني الممتد في كل  أرجاء الجنوب    ، يحملون الخيبة بدليل فشلهم في استعادة وعيهم المنسجم  والمستوعب لمجمل  متغيرات الواقع ومعاني ما  حققته المعاناة  باتجاه توحيد كافة القوى  على أرض الواقع رغم تعدد المسميات وبعيدا عنها  ،  فشلهم في تجسيد  مفاهيم ومعايير هذه  الوحدة بينهم كقيادات أثبتت أنها قيادات  أصابها الصداء السياسي   ، وأصبحت خارج  الجاهزية والصلاحية السياسية ، لأن من (يقودك إلى الهزيمة لا يمكن أن يقودك إلى النصر) ، بدليل عدم قدرتها  على تناسي الماضي وتجاوز مآسيه ،  وعدم قدرة هذه (القيادة)  على إيجاد أو الاتفاق -وإن بالحد الأدنى - على شكل قيادي توافقي   ميداني حقيقي  يحقق أهداف الشعب الصابر والمكافح ، لهذا لا غرابة إن وجدنا الشباب  يعيشون هذه المشاعر المحبطة ، ولا غرابة أن نجد من يبحث عن فرج عبر ما يسمى ( الشيء الممكن  والمتاح ) بعد أن دب اليأس والقنوط في النفوس  للشعور بالتشتت والتيهان ، و باستحالة تحقيق الهدف وفقا لهذه  الوضعية المزرية  وحال الفرقة والتشظي وآلشخصنة والتمحور  ، ولا غرابة إن رأينا البعض يبحث عن حلول عبر أدوات النظام ذاتها  بعد أن وصل إلى قناعه بعدم جدوى المسير خلف جواد خاسر ، ليجرب حظه وإن كان عاثرا مع جواد يعتقد لعل وعسى أنه رابح ،خصوصا حين نسمع بالمقابل  بأن مشاعر  الندامة   قد أصابت البعض  بسبب عدم (اقتناص الفرص )  ، لأنهم أجادوا اقتناص الضياع فقط  ، ليظل الضياع شعار الجميع وعنوانا للمأساة  التي ما برحت الدار والنفوس.  

ختاما يا أبى آدم يقول على بن أبي طالب رضي الله عنه  :

رأيت الدهر مختلفا يدور             فلا حزن يدوم ولا سرور

وقد بنت الملوك به قصورا          فلم تبق الملوك ولا القصور 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص