آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:22:12:31
مشهد إرادة التصميم الجنوبي وواقع الحال في صنعاء
عبدالصمد الجابري

الاربعاء 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

علينا جميعا أن نحيي جماهير شعبنا الجنوبي الأبي الذي تجشم مشقة السفر، وتحمل درجة الحرارة المرتفعة - هذه الايام، ربما تتجاوز40 درجة - والمبيت في العراء بالشوارع من اجل ان يقدم رسالته للعالم بأن شعب الجنوب يرفض وحدة المآسي والويلات .. وحدة الضم والإلحاق.. وحدة الغنيمة والوفيد.. وحدة نهب المال العام والثروات.. وحدة الظلم وإقصاء الشريك والمبادر للوحدة.. وحدة لم تجلب للجنوب وحتى هذه اللحظة إلا الظلم والجور على كل الكوادر العسكرية والامنية والدبلوماسية والمدنية، حتى من صدر بهم قرارات جمهورية لم تنفذ، والتي مر عليها اشهر ولم تنفذ!!

نظام صنعاء غير جاد حتى بتنفيذ القرارات الصادرة عنه، وحتى مخرجات حواره التي يطبل لها ليل نهار تم تركينها في الرف ليقوم بتشكيل لجنة لمراقبة تنفيذ مخرجاته!.. مشهد تصميم إرادة شعب الجنوب في الذكرى العشرين لإعلان فك الارتباط بنظام الجمهورية العربية اليمنية في غاية الروعة والجمال، وهذا الشعب الجنوبي العظيم وهو يعبر عن استمراريته في رفض الوحدة اليمنية، الذي لا يزال نظام صنعاء متمسكا بها بالرغم من ان مؤتمر الحوار الوطني قد اعترف ضمنيا بفشل الوحدة، وحتى قرار مجلس الامن (2140) الصادر بتاريخ 26 فبراير 2014 قد نص صراحة بانتهاء فترة الوحدة اليمنية وفشلها، ووقف مع قرار مؤتمر الحوار باليمن الاتحادية.

الكثير من القيادات الجنوبية في الداخل والخارج عليهم تقع مسؤولية تاريخية في الخروج بقيادة موحدة تنهض بنضال الثورة الجنوبية، تتوافق مع الزخم الجماهيري الهائل الذي جاء من كل حدب وصوب من مختلف محافظات الجنوب للمشاركة في مليونية الذكرى العشرين لرفض الوحدة اليمنية، والمطالبة باستعادة دولتهم.. جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وعاصمتها (عدن).

 الموقف السلبي من دول الجوار (دول الخليج) وبقية الدول العربية، وكذا منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي من القضية الجنوبية وشعب الجنوب، وهو يخرج عن بكرة أبيه في المليونية رقم (13) ليؤكد للعالم اجمع ان استمرارية نضاله في ثورته السلمية لن يتوقف، وليعلم العالم اجمع ان نظام صنعاء سيظل ينتقل من ازمة الى اخرى ولن يستقر الحال فيه، حتى وان اسهم المجتمع الاقليمي والدولي في دعم نظام صنعاء ليخرج النظام من كل أزماته!!

 في اليمن؛ تتعدد مظاهر الصراع والاختلاف، وتترافق معها ممارسات للعنف المتعدد المظاهر, فالصراع السياسي على السلطة بين الاحزاب والقوى التقليدية أمر مقبول في اطار كونه صراعا سياسيا بكل ادوات السياسة المشروعة قانونا.. لكن الصراع ظهر معه نمط من العنف "المشرعن" دينيا، ونمطا من نشر الكراهية والفرقة على اساس ديني ومذهبي وطائفي وقبلي، وهنا تجلت الفتنة بكل معانيها ودلالاتها, وهنا تم استدعاء الشواهد التاريخية لتكون في صفوف المتخاصمين والمتصارعين، وكل يفسرها بطريقته ولصالح مشروعه!!

 إن التغيير السياسي عبر ثورة الشباب كان يستهدف تغيير النظام والحكومات لا هدم الدولة والمجتمع، وفي اليمن ظهرت دلالات الفتنة الجديدة من خلال قوى انتهازية سرقت ثورة الشباب اليمني وانحرفت بمسارها، وبدلا من ان يصل الى مقاليد الحكم نخبة ثورية، تم اعتماد مصالحات بين بعض رموز المعارضة وجزء كبير من النخبة السابقة من خلال الحكومات والمستشارين (هجين سياسي بين الاكثر انتهازية)، وهنا ظهر الصراع الحقيقي بين مختلف القوى ليس على استكمال التغيير ووضع البديل السياسي، بل على الحصص والمغانم وأسبقية من يحصل على قسط منها.

وفي المشهد اليمني؛ قال بعضهم نحن الثوار، وقال آخرون نحن من حمينا الثورة, وقال البعض الثالث نحن الاكثر عددا وعدة، ونحن من ساند الثورة وضحينا.. وهكذا تولدت الفتنة في صورتها ضمن مرجعيات جهوية تنتمي الى مرحلة ما قبل الدولة.. كان الطريق مشرعا للتدخل الاقليمي والدولي، وكانت الاحزاب والقوى المختلفة جاهزة لتقبل هذا التدخل!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص