آخر تحديث :الاربعاء 18 سبتمبر 2024 - الساعة:10:59:24
الرئيس هادي وثعابين اليمن
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في مقابلة تلفزيونية أجراها معه تلفزيون عدن (القناة الثانية حينها) في مقر إقامته بمدينة عمّان بالأردن في فبراير 1994م وصف الرئيس السابق علي ناصر محمد  الذي كان يحضر حفل توقيع وثيقة العهد والاتفاق وصف السُلطة  بأنها كالرقص على رؤوس الثعابين . الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما سألته مذيعة قناة العربية منتهى الرمحي في مقابلة  عام 2011م عن هذه المقولة قال "صحيح لكن يعتمد على الراقص ". والراقص هنا يُفهم على أنه ذلك الحاوي الماهر الذي يلعب بالبيضة والحجم ويروّض الثعابين ويرقص على رؤوسها .. لكنه يظل في وضع خطر ويزداد خطورة  دائماً مادامت هذه الثعابين تعيش وتتكاثر وتنتشر على  طول البلاد وعرضها .

الرئيس عبدربه منصور هادي في وضع لا يحسد عليه لم يختاره لنفسه ولا سعى له كما سعي الآخرون هو لا يجيد الرقص مثل سلفه .. إنه محارب ولاعب ماهر في ساحات القتال والبطولات .. وهو الفدائي الشجاع الذي يناضل من أجل الحق والحرية والكرامة الشرف .

 في لقاءه مع قيادات السلطة القضائية في مارس 2012م قال هادي  « لقد ساقتني الأقدار إلى تحمل هذه المسئولية ولم يكن لدي ميول لها أو ابحث عليها ولكني كنت أود الإصلاح بين المختلفين بطريقة مخلصة من أجل تجنب الوطن الحرب والويلات والانقسام ليس إلا». كلمات صادقة قالها الرجل فهو يعاني أيما معاناة من تلك الثعابين وأعمالها التي لا توصف ، ساقته الأقدار  إلى هذا المنصب  وتحمل المسؤولية مكرهاً ..توافق عليه الجميع بمختلف مآربهم وأهدافهم ونواياهم .. هادي وجد نفسه مسئولا عن دولة تحتضر قضيّ على مفاصلها ومواردها وجيشها وأمنها ومطلوب منه أن يخرجها من وضعها المأساوي وينقذها من  شفاه الهاوية .. نجح الرجل إلى حدٍ كبير في وقف النزيف والتدهور والجلوس والتحاور .. وحاول بعضهم أن ينقض عليه عندما وجدوه لا يخدم مصالحهم الخاصة .. الثعابين اليمنية لم تعد ثعابين تقليدية برأس واحد بل أصبحت كبيرة تجمع بين صفات الثعابين والتنانين والإخطبوطات والتماسيح والزواحف الفتاكة الأخرى .. فالفساد أصبح إخطبوطا محترفاً يشفط موارد الدولة  أولاً بأول دون حياء أو حشمة.. والإرهاب تنيناً يحرق الأخضر واليابس دون رحمة ولا شفقة ، أما المتنفذين والمتخلفين من رجال القبائل فأصبحوا تماسيح شرهة تنقض على كل من يقف أمامها وتلتهمه بطريقة بشعة ومقززة ناهيك عن ثعابين الفقر والتخلف والجهل والمثقفين الانتهازيين. هذه الثعابين أو الزواحف الشرسة لا ينفع معها الرقص أو التحاور ابداً ابداً .. فهي لا تلجأ إلى الهدنة إلا لتغيير جلدها ومن ثم مواصلة نشاطها المسعور . وهي تدرك أن أي تفاهم أو توقف يعتبر مسمار في نعشها .

المحارب هادي ومعه كل الشرفاء يدركون جيداً أن الحل الوحيد هو القضاء النهائي على تلك الثعابين بإخراجها أولاً من جحورها و تحصيناتها وشل حركتها من ثم دك رؤوسها واحداً تلو الأخر .. المهمة صعبة ومعقدة جداً .. بل إنها أحيانا تبدو مستحيلة .. ولكنها لن تكون مستحيلة إذا اصطف كل الشرفاء إلى جانب الرئيس المنصور هادي ويحاربون معه في خندق واحد دون هوادة .

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص