آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:20:37:08
ظلم (الوحدة) وحق فك الارتباط !
محمد صالح العيسائي

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

يتردد في أذهان البعض سؤال عن أفضلية الوحدة، أم فك الارتباط، وهذا السؤال يراود الكثير من الناس الذين لم يلامسوا الظلم والمعاناة التي تعرض لها الكثير من أبناء الجنوب بسبب الوحدة المغدور بها، وينظرون الى الوحدة من معناها النظري العام المفترض ان تكون عليه، ففيها القوة والاستقرار والتطور والحياة الكريمة والحقوق المتساوية والنظام والقانون، والكثير من المعاني الجميلة.. ولكن الكثير من أبناء الجنوب الذين عانوا بسبب هذه الوحدة الكثير من الظلم والاستبداد وفقدان الكرامة والحرية والهوية والحقوق، فمن الطبيعي والمنطقي أن يرفضوا هذه الوحدة ويسعوا إلى التخلي عنها آملين أن يستعيدوا ما فقدوه بسببها، خاصةً وأن المعاناة مستمرة والأوضاع تزداد سوءا ولا يوجد بصيص أمل بتحسنها في الوقت الحالي بسبب ضعف الدولة، وبقاء مفاصل الدولة في أيدي الأطراف نفسها التي أساءت إلى الوحدة، واعتبرت أرض الجنوب غنيمة حرب تتقاسم خيراته فيما بينها, ولذلك؛ فرغبة  فك الارتباط تزاد يوما بعد يوم بين أبناء الجنوب مع تزايد المعاناة، وفك الارتباط قد لا يكون الحل الأفضل في الوقت الحالي من وجهة نظر البعض فيعترونه الهروب الى المجهول، الذي من الممكن ان تكون نتائجه أسوأ من نتائج الوحدة خاصةً في ظل تخبط السياسيين الجنوبيين وتفرقهم، وعدم امتلاكهم رويه واضحة لما بعد فك الارتباط، والبعض منهم أثبتوا فشلهم في الماضي في الحفاظ على الدولة التي كانت بين أيديهم، كما أكدوا ذلك الفشل عندما لم يستطيعوا ان يخدموا قضيتهم ويقدموها الى العالم بالشكل الصحيح، وهم أصحاب حق وقضيتهم عادلة، وهذا ما يخوف البعض من ان يفشلوا في إنشاء دولة فهم تعودوا على الفشل وأصبح جزءا منهم، ومع هذا فإن الصوت المطالب بفك الارتباط هو صوت الحق، هو صوت المظلوم الذي يطالب باستعادة حقه من الظالم المغتصب.. وبعدها لكل حادث حديث.

 

كل إنسان لا يرضى بالباطل ويدافع عن الحق، سواء أكان من أبناء الشمال او الجنوب يجب ان لا يدافع عن الوحدة، فإذا لم يعاني منها فهناك الكثير ممن عانوا وظلموا بسببها فنصرة المظلوم واجب، فإذا كنت لم تستطع نصرته فلا تناصر الظالم وفك الارتباط  ليس ضد أحد، ولا يظلم منه إلا المتنفذين الفاسدين من أبناء الشمال والجنوب بينما بقية أبناء الشعب في الشمال والجنوب لن يخسروا شيئا بسبب فك الارتباط، كما انهم لم يستفيدوا شيئا من الوحدة.

 

الوحدة ليست شيئا مقدسا، فهي تتم بين دولتين وشعبين لهدف أساسي هو تحسين حياة الناس المعيشية في تلك الدولتين الى الأفضل في جميع جوانب الحياة المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فإذا لم يتحقق الهدف الأساسي الذي قامت من اجله فلا معنى لوجودها، وفك الارتباط إذا كان الهدف منه مواجهة الباطل واستعادة الحقوق إلى أصحابها فهو واجب شرعي، ويجب الدفاع عنه من كل الخيرين من أبناء الشمال والجنوب، والساكت عن الحق شيطان أخرس.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص