آخر تحديث :الاحد 30 يونيو 2024 - الساعة:15:30:21
(الراشن) وكفة الميزان !
احمد محمود السلامي

الاحد 00 يونيو 0000 - الساعة:00:00:00

كلمة (الراشن) هي من أكثر الكلمات المتداولة في عدن، وهي في الأصل كلمة غير عربية معناها (حصة غذائية أو مؤنة) تجدها بالإنجليزية (Ration)،وتتشابه مع كثير من اللغات ذات الأصل اللاتيني. ومن المرجح أن كلمة (راشن) دخلت إلى اللهجة العدنية في سنوات الحرب العالمية الثانية (1938 - 1945) عندما عانت عدن شحة التموين الغذائي، واختفاء الكثير من السلع بسبب توقف حركة التجارة العالمية بين الدول، وقد لجأت السلطات البريطانية في عدن إلى تقنين عملية التموين الغذائي ببيع حصة غذائية معينة لكل أسرة شهرياً.. استمر استخدام كلمة (راشن)، وأصبحت إحدى مفردات اللهجة العدنية.

في عام 1972 عادت كلمة (الراشن) إلى الصدارة، فبعد أن أُممت مؤسسات القطاع الخاص التجارية والاقتصادية والمحلات التجارية الصغيرة بشكل عام، واحتكرت الدولة عملية الاستيراد برمتها، وخُفِضت رواتب الموظفين نشأت أزمات تموينية حادة بسبب عدم قدرة الدولة على شراء السلع من الخارج نتيجة الروتين الشديد، وعدم الخبرة وافتقار خزينة الدولة إلى العملة الصعبة، وكذلك رفع ضريبة الاستيراد من (1%) إلى (30%)، مما أدى إلى هروب رأس المال المحلي إلى الخارج.

على أثر هذا كله؛ أصدرت الدولة بطاقة تموينية لكل أسرة (عبر مرافق العمل ولجان الدفاع الشعبي)، حُددِت فيها حصة معينة لكل فرد من المواد الغذائية مثل الرز والدقيق والسكر والزنجبيل وزيت الطبخ وألبان الأطفال، عرفت باسم بطاقة (الراشن).. وكانت عملية شراء المواد التموينية والخضروات تتم من خلال طوابير طويلة أطلق عليها الناس (الكيلو)، نسبة الى معيار الوزن الجديد الذي حل محل الرطل والأوقية.

الآن انقلب الوضع .. لا حصص ولا طوابير الكيلو، ولا بطاقات تموينية! الأسواق تعج بالمواد الغذائية الأساسية والترفيهية والعروض السلعية من مصادر وماركات متنوعة، محلية وخارجية، لا يدري المواطن هل هي جيدة أم غير جيدة!! لكن معظم الأسر لا تستطيع شراء (الراشن) كل شهر!.. بسبب تدني دخلها الشهري والارتفاع المتزايد للأسعار، الذي يتم دون حسيب أو رقيب .. فمتى تتعادل كفتا الميزان؟!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل