آخر تحديث :الاربعاء 17 يوليو 2024 - الساعة:13:27:04
التكتل الذي نريده !!
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 يوليو 0000 - الساعة:00:00:00

تعددت الأشكال، والهدف المعلن واحد! وبالضرورة يكون هذا الهدف هو الأساسي حتى يتم تسويق فكرة هذا أو ذاك من  القيادات التي تعمل على إبقاء مجدها، أو إعادته بأية طريقة من الطرق، وهذا التسويق يرزح تحت مظلة (ميكافيلية) واضحة المعالم "الغاية تبرر الوسيلة".. فمن أجل الوصول إلى مآربهم وطموحاتهم الشخصية يصورون لنا أن كل ما يفعلونه هو من أجل الهدف الوطني السامي! باستثناء القليل جداً منهم صادقي النية، الذين يعملون بتأن وصمت.

لعل المواطن المهتم يقرأ في الصحف، ويشاهد عبر القنوات التلفزيونية بشكل مستمر أخباراً عن إشهار هذا التكتل، أو ذاك التجمع في مشهد ينبئ بـ (مارثون) محموم للوصول إلى (الكعكة) الساخنة والطرية، التي يتم إعدادها وفق مقادير دولية متفق عليها.. معظم أصحاب هذه المكونات، أو التكتلات ليس لهم هدف إلا الوصول إلى (الكعكة)!!

ينامون ويصحون وهم يحلمون بطعم (الكعكة)، بما فيها من مكسرات وفواكه أًتَي بِهَا من مختلف الأسواق الأوروبية، والخليجية الفاخرة.. يحلمون بمجدٍ سياسي سريع عن طريق (ترانزيت) هذا التكتل أو ذاك!.. لا يخفى على أحد أن أحزاباً سياسية كبيرة ومتنفذين يقفون وراء هذا المشهد المحموم، الواضح المعالم والمفضوح!!

فتلك القوى؛ تريد امتلاك عدد من الأوراق كي تلعب بها في موعد التقاسم، والحصول على نصيب أكبر من (الكعكة).. الشخصيات الجديدة التي ظهرت على السطح والتي ليس لديها أي رصيد، أو تجربة سياسية غير تعطشها للوصول إلى المناصب والحكم والجاه، وهالة الشهرة المنتظرة.. تلك الشخصيات تتحالف مع أي مكون أو حزب أو تشكيل مدني أو ديني أو تجاري لغرض الدعم السياسي والمادي، ولا يستبعد أن تقوم باتصالات أخرى تعد في بعض الدول جريمة يعاقب عليها القانون!!

وللأسف الشديد؛ أن الشخصيات الوطنية الحقيقية، الناكرة لذاتها والتي تناضل من أجل إقامة العدل وتحقيق التنمية والاستقرار الاقتصادي لم يلتفت إليها أحد، أو أنها ستحظى باستقطاب ضئيل جداً.. وهذه هي المشكلة الأساسية في إخفاق كل الخطط، والوصفات الجاهزة!!

 لو أن الكل يحملون هاجس الوطن ـ دون أي تبطين أو مواربة ـ لانخرطوا في تكتلات أو مكونات وطنية حقيقية، لها برامج وأهداف واضحة التنفيذ ـ مسبقاً ـ تقنع المواطن بالانضمام إليها، مما يحولها إلى تنظيمات وأحزاب كبيرة ومؤثرة لها وزنها على الساحة السياسية.

أول شيء ممكن أن يقتنع به المواطن هو الوعد، أو ميثاق الشرف الذي ستلتزم به قيادات ذلك التكتل, وهو عدم السعي أو الترشح لأي منصب حكومي، بل رفضه إذا تطلب الأمر.. وكذا؛ تقديم كشف موثق بالأموال والممتلكات الخاصة التي لديهم، وتوضيح مصادرها.. هذا الأمر المهم جداً، الذي يتعلق بالنزاهة ونظافة اليد وصفاء النية ـ وهو مطلوب جداً لهذه المرحلة الصعبة التي نعيشها، هو الأداة الوحيدة التي ستسكت الانتهازيين، والوصوليين إلى الأبد!! 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص