آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:23:31:26
لا تستعجلوا .. عدالتهم
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

إن كنتم تتحدثون عن اختراق السيادة.. فهي مخترقة منذ زمن بعيد فالطائرات الأمريكية من دون طيار تعمل بوتيرة عالية وصواريخ كروز الأمريكية قتلت أعدادا كبيرة من البسطاء في الجنوب.

إذن في المجمل لم يكن القرار الأممي تحت البند السابع بشأن اليمن ليأتي إلا تعميقا لما كان سائدا وتدعيما لرؤية تقسيم الجنوب المدعوم بقوة من قبل أطراف إقليمية ودولية وضعت مصالحها فوق كل اعتبار أي أن القرار جاء تجسيدا واضحا للمصالح النفطية التي وضع لأجلها إقليمان في الجنوب برضا ومباركة أطراف داخلية تريد استمرار بقاء شراكتها في حقول النفط وفي المجمل القرار تحت البند السابع ووفق المادة 41 يجعل الباب مفتوحا للتقديرات والإملاءات الإقليمية التي ستنتقي من لا يتفقون مع مصالحها واعتبارهم معطلين إذ لا أحد يمكنه التكهن بما سيكون عليه الحال في الفترة القادمة وما هي الأطراف التي سيتم استهدافها مادام الباب مفتوحا للتقديرات التي ترتبط دون ريب بالمصالح التي يحققها التقسيم.

إذن ليس هناك طرف يمكنه أن يعتبر نفسه بعيدا عن سطوة القرار الأممي الذي يعمل منذ زمن بمكاييل ومعايير مختلة.

فاليمن الدولة الهشة والفاشلة لا يمكنها أن تحظى بالدعم الإقليمي وتغطية احتياجاتها الملحة والمتفاقمة دون حسابات مسبقة للعائدات التي يمكن حصدها جراء هذا الدعم، فالأطراف الداعمة لديها يقين  مطلق بعدم جدوى دعم مثل هذه الدول إلا أنها تنطلق من حساباتها وتقديراتها الخاصة. فاليمن التي طويت فيها قضايا أساسية عبر عملية حوار وهمية لم تكن التسوية فيها قد قامت على أساس توافق سياسي ما يجعل تجزئة المركز إلى أقاليم ستة تدعيما لاستمرار الفشل على مختلف الصعد ومدعاة للتشظي وعدم الاستقرار ونزيف الصراعات الداخلية.. بمعنى أدق هم يدركون مليا أن التقسيم الحالي ليس نهائيا ولا يمثل غايتهم المرجوة.

إلا أن الفشل يمثل الضمانة الأكيدة لتحقيق ما تصبو إليه الأطراف الإقليمية والدولية فيما بعد أي حين تدعو الحاجة لتقسيمات جديدة وفق الخطوط المرسومة سلفا والتي مثلت بروفة الحوار مدخلها الأساسي بكل ما صاحبها من فرض حلول لا ترتقي إلى أدنى مستويات الحل.. إزاء القضايا الأساسية والتي في مطلعها القضية الجنوبية التي هي قضية شعب لا يمكنه التسليم بطيها على نحو ما جرى وتحت أي بند أممي كان.

عموما الأيام المقبلة ستكشف عن عمق تصدعات في الجدران اليمنية الهشة وفي آمال وتطلعات من اعتبروا القرار حماية لهم, والأطراف الإقليمية والدولية ستبدأ باستثمار هذا القرار لصالحها عبر تدعيم أطراف قد لا تخطر على بال أحد.. عندئذ ستتسع دائرة من يقعون تحت طائلة العقوبات الدولية.

تحول قد يجرف معه حلم أطراف هللت فرحا بصدور هذا القرار الأممي الذي يضع هذا الجزء من العالم تحت بطش وسطوة وهيمنة وقهر اللاعدل الدولي.

وقديما قال المثل العربي: يداكا أوكتا وفوكا نفخ لمن ذهب ليلقي حتفه جراء فعلة يديه وفمه.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل